كرمت ندوة "الإبداع الأدبي الأمازيغي بين الذاكرة والتخييل"، التي احتضنتها مدينة الحسيمة، أخيرا، الشاعر المغربي الحسين القمري، اعترافا بمجهوداته وعطاءاته الشعرية والمسرحية والثقافية. وقدمت بهذه المناسبة، التي نظمها اتحاد كتاب المغرب، بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وبتنسيق مع المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة ومجلس جهة تازة - الحسيمة -تاونات والمجلس البلدي للحسيمة، ورقة حول المسار الفني والإبداعي للشاعر الحسين القمري، الذي ازداد بمدينة الناظور سنة 1944 . كما جرى خلال هذا الحفل التكريمي، الذي حضره ثلة من الشعراء والأساتذة والباحثين وفعاليات من المجتمع المدني، التعريف بإسهامات هذا الرجل، الذي كان من أوائل مؤسسي "جمعية المشعل المسرحي" سنة 1964 ، مع سعيد الجراري وعبد الله عاصم، وجمعية" أهل دربالة للموسيقى والمسرح"، التي قدمت مسرحيات للأطفال على الصعيد الوطني. وقدمت بالمناسبة لمحة عن مجموعة من إصدارات هذا الشاعر والكاتب والناقد، منها أربعة دواوين هي "ألف باء"، و "كتاب الليالي"، و"سنابل الزمن"، وهديل الروح"، فضلا عن كتاب مشترك مع عبد الله شريق ومحمد أقضاض، بعنوان "إشكاليات وتجليات ثقافية". وتوقف المشاركون في هذا الحفل عند مختلف محطات المسار الفكري الحافل لهذا الرجل والتحولات، التي عرفتها تجربته الشعرية التي انتقلت من الكلاسيكية، من خلال ديوانه "ألف باء"، إلى مرحلة الواقعية الاشتراكية، التي مثلها ديوانه "كتاب الليالي"، وانتهاءً بمرحلة التجربة الذاتية والصوفية والوجودية، وجسدها ديواناه "سنابل الزمن" و"هديل الروح". ومن بين أعمال هذا المبدع، الذي ساهم في تكوين أجيال من رجالات الخشبة، مسرحية "عودة محمد الخامس من المنفى" سنة 1956 ، التي عرضت بالسينما الإسبانية بالدريوش، وشارك فيها كل من محمد وميمون الحقوني، وعبد الله عاصم، وسعيد الجراري، ومسرحية "ار حكد أميث نغ" (وصل ابننا)، التي تعد أول عرض مسرحي بالأمازيغية سنة 1978 . للإشارة، تضمن برنامج هذه الندوة مجموعة من المداخلات منها، على الخصوص، "تمظهرات الحداثة في الأدب الأمازيغي المكتوب"، و"الأدب الأمازيغي الجديد: المفهوم والخصائص" و"الإبداع الأمازيغي من الشفوي إلى الكتابة، الشاعر ازايكو نموذجا"، و"العودة إلى التراث الشعبي الأمازيغي في الأدب المكتوب بالريف: سؤال الخلفيات والغايات"، و"الهجرة في الرواية، الريف نموذجا"، و"المسرح الأمازيغي المكتوب بمنطقة الريف". ونظم على هامش هذه التظاهرة الفكرية معرض للفن التشكيلي الأمازيغي، تضمن لوحات لكل من عبد القادر السكاكي، ومحسن بوزنبو، وشعيب أولاد الحاج، كما جرى الاحتفاء بالأدباء الشباب الفائزين بجائزة الإبداع الأمازيغي للقناة الثانية.