التحق، أخيرا، بأرض الوطن 57 شخصا بعد قضاء سنوات من القهر والحرمان بمخيمات تندوف جنوبالجزائر. وتمكن أفراد هذه المجموعة، الذين يوجد ضمنهم 18 امرأة و11 طفلا، تتراوح أعمارهم بين سنة و 14 سنة، من الفرار من القمع المسلط على المحتجزين بهذه المخيمات والالتحاق بأهلهم بمدينة العيون. وبعودة هذه المجموعة،يصل عدد الأشخاص، الذين فروا من جحيم مخيمات تندوف منذ 25 مارس الماضي والتحقوا بأرض الوطن، إلى 433 شخصا، ضمنهم 81 امرأة و49 طفلا. وأوضح السباعي الخوماني (28 سنة)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه عاد إلى وطنه الأم عن قناعة بعدما تأكد له أن جبهة (بوليساريو) هي مجرد"سراب"، واصفا الوضع بمخيمات تندوف بالمزري بسبب تلاعب قادة (البوليساريو) بالمساعدات الدولية الموجهة لفائدة المحتجزين. ودعا المحتجزين إلى عدم الانسياق وراء الأكاذيب، التي تروج لها "البوليساريو"، والعودة إلى وطنهم للانخراط في مسلسل التنمية بالبلاد، مؤكدا أن مقترح المملكة، القاضي بمنح جهة الصحراء حكما ذاتيا موسعا، هو الحل الوحيد الكفيل بإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء. من جانبها،عبرت مريم بنت علي (37 سنة)، التي جرى ترحيلها قسرا إلى كوبا وهي طفلة، عن فرحتها بعودتها إلى أرض الوطن، مبرزة أن الظروف المعيشية المأساوية بمخيمات تندوف لم تعد تخفى على أحد. وبدوره، عبر الفقراوي رباح عن سعادته بعودة ابن أخته ميرو السباعي، البالغ من العمر 49 سنة، سالما إلى أرض وطنه، داعيا المجتمع الدولي إلى العمل من أجل وضع حد للظروف القاسية، التي يعانيها المحتجزون بمخيمات تندوف، وتمكين هؤلاء من العودة إلى وطنهم ولم شملهم بذويهم. وكان التحق، أخيرا، بأرض الوطن، 48 شابا بعدما ضاقوا ذرعا من القمع والحرمان بمخيمات تندوف. وبعودة أفراد هذه المجموعة، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و32 سنة، يصل عدد الأشخاص، الذين فروا من البؤس الذي يسود مخيمات تندوف، منذ 25 مارس الماضي والتحقوا بأرض الوطن، إلى 376 شخصا، من بينهم 63 امرأة و38 طفلا. والتحق مئات الأشخاص، ومعظمهم من الشباب، خلال الأسبوعين الماضيين، في جماعات تضم ما بين 15 و40 شخصا، بالمملكة، بعد تمكنهم من الفرار من مخيمات تندوف. وأجمع هؤلاء العائدون على إبراز سخط سكان المخيمات، إزاء تصرفات "بوليساريو"، مؤكدين أن الجميع في المخيمات باتوا يدركون أن جبهة البوليساريو، "مجرد أداة في أيدي قادة الجزائر، يوظفونها لمعاكسة المغرب في وحدته الترابية، ولحسابات سياسية خاصة بأجندة حكام الجزائر". وندد هؤلاء العائدون، على الخصوص، باستغلال قادة "البوليساريو" لمعاناة سكان المخيمات من أجل إطالة مشكل الصحراء والاغتناء عبر تحويل المساعدات الإنسانية الموجهة للمحتجزين.