انتخب محمد فارس منسقا عاما لحزب اليسار الأخضر، أول أمس الأحد، في المؤتمر الوطني التأسيسي، المنعقد نهاية الأسبوع في بوزنيقة، وفارس سبق أن انتخب في أول مكتب سياسي لحزب اليسار الاشتراكي الموحد، بعد حل منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، على إثر اندماج أربعة فصائل يسارية في حزب واحد. وصادق المؤتمر التأسيسي للحزب بالإجماع على تشكيلة المجلس الوطني الفدرالي، بانتخاب 145 عضوا، في انتظار إضافة 5 يمثلون الجالية المغربية في الخارج، لاستكمال تركيبة المجلس، المكون من 150 عضوا. وانتخب المؤتمر في ختام أشغاله المجلس الفدرالي، بانتخاب 60 في المائة (اللائحة الجهوية) من طرف ممثلي الجهات، ونسبة 30 في المائة (اللائحة الوطنية) من طرف المؤتمرين، فيما اختيرت نسبة 10 في المائة المتبقية من طرف اللجنة التحضيرية للمؤتمر. وانتخب المجلس الوطني الفدرالي مكتب التنسيق الوطني، المكون من 27 عضوا، 20 في المائة من النساء (6 نساء)، و20 في المائة من فئة الشباب. كما صادق المؤتمرعلى هيئة تحكيم الحزب، من خمسة أعضاء، ولجنة المراقبة المالية، من ثلاثة أعضاء، اقترحتهم رئاسة الحزب. وصادق المؤتمر التأسيسي لحزب اليسار الأخضر المغربي، المنعقد أيام 7 و8 و9 ماي الجاري، بالمركب الدولي مولاي رشيد للشباب والطفولة بمدينة بوزنيقة تحت شعار "مغرب المواطنة والأمان ممكن"، على البيان العام، معلنا عن ميلاد حزب جديد، يريد الإسهام من خلال عزمه الشديد على جعل البعد الإيكولوجي حاضرا في تصوراته، وتوجهاته، واختياراته، وبرامج عمله، ومختلف تعاقداته، في توسيع دائرة الأمل في مغرب الديمقراطية، والحداثة، والتعددية الثقافية، والسياسية، مغرب قادر على إبداع شروط تقدمه، وازدهاره على كافة الأصعدة، السياسية، والعلمية، والإنسانية، قادر على إدماج جميع أبنائه، وبناته، وفئاته، وطبقاته، وجهاته، دون إقصاء، مغرب ضامن لتوزيع منصف للثروة، وتنويع لمصادرها، من خلال استغلال عقلاني، ومعقول للطبيعة، واستثمار إيجابي لجهود الإنسان، مغرب يفخر به كل مواطناته ومواطنيه، قادر على صون وضمان الحريات، والعيش الكريم، والأمن، والسلامة للجميع، محقق لوحدة ثقافية، تأخذ بعين الاعتبار كل الروافد، والإسهامات، مغرب حام للوحدة الترابية، من خلال حكامة جهوية، قادرة على إحباط كل التوجهات الانفصالية، والعنصرية بمختلف تلاوينها وأشكالها. وسجل بيان المؤتمر التأسيسي أن "اليسار الأخضر يرفض السياسات الهيمنية، والتوجهات الاقتصادية الليبرالية المتوحشة على المستوى العالمي، التي باتت تهدد الأرض والحياة بكوارث حقيقية". وأعلن عزم حزب اليسار الأخضر المغربي العمل والمساهمة في النضال من اجل "بناء نظام عالمي، يستجيب لمصالح الأمم والشعوب، في السلم والمساواة والتوزيع العادل للخيرات، والاستفادة المتوازنة من التقدم الاقتصادي، والعلمي والتكنولوجي والتواصل الإعلامي، وإقرار الديمقراطية في المنظمات، والمؤسسات الدولية، ودعم الطرق السلمية في حل النزاعات"، و"نصرة قضايا البيئة في العالم، وقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان"، و"ترسيخ السيادة الوطنية على كامل التراب الوطني، وتعزيز التماسك الاجتماعي، ضد كل أشكال التمييز بين المواطنين والمواطنات أو بين الجهات والجماعات المجالية، وإقرار وإعمال تصور متقدم للجهوية". كما أعلن البيان العام للحزب أن "اليسار الأخضر المغربي سيعمل من أجل إقرار الديمقراطية في المجتمع والدولة، في كافة أبعادها السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، واللغوية، والجهوية، والتنموية، بالدفاع عن الحداثة، والعقلانية، في الحكم، والتدبير"، و"إشاعة وتنمية ثقافة المواطنة الجديدة والتربية على مبادئ الديمقراطية والتعريف بالحقوق والحريات الإنسانية والحد من خرقها وانتهاكها". وأكد البيان العام أن "المؤتمر يؤكد وجاهة المقترح المغربي في موضوع النزاع حول الصحراء المغربية، واعتبار مبادرة الحكم الذاتي مدخلا حكيماً، لحل سياسي سلمي دائم، وشامل لهذه القضية". يذكر أن حوالي 800 مؤتمر ومؤتمرة حضروا أشغال المؤتمر التأسيسي، يمثلون 16 جهة، إضافة إلى مجموعة من الفعاليات السياسية، والجمعوية، والنقابية، الوطنية، وممثلي أحزاب الخضر بمجموعة من الدول الأوروبية.