من بين الأعمال الإبداعية، التي قدمت في المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته السادسة عشرة، التي اختتمت يوم 21 فبراير الجاري، واحتفت بمغاربة العالم، يأتي النص السردي للصحافية والكاتبة المغربية رشيدة مفضل، المقيمة منذ تسع سنوات بكندا، بعنوان "كندا، ذهاب عاد"يحكي النص السردي، الصادر عن "دار نشر الفنيك"، بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج، والذي يمكن اعتباره رواية، قصة المواطن المغربي نبيل المنصوري، المأخوذ بحلم الهجرة إلى كندا، كغيره من ملايين الرجال والنساء بالعالم، الذي يتمكن من اجتياز عملية الانتقاء بنجاح، ويبيع سيارته ومنزله وكل ما يملك في المغرب، ويحزم حقائبه ويتوجه إلى الديار الكندية، رفقة زوجته وأبنائه الثلاثة، بحثا عن حياة أفضل، وعن آفاق واسعة للاشتغال وتحقيق الذات والأحلام. لكن، بعد مقام بسيط في الديار الكندية، يتحول حلم نبيل وأسرته بحياة أفضل، إلى مقاومة من أجل العيش، بسبب قلة الإمكانيات، وانكسار الأحلام، وضياع الوجهات، وتصدع علاقته بزوجته. فعبر فصول الرواية، تسرد الكاتبة معاناة تلك الأسرة وأسر أخرى، من أجل العيش في بلدان الهجرة، واصطدامها بواقع مرير، يتطلب منها الكثير من الجهد والتضحيات، من أجل ضمان العيش الكريم، كما تسلط الضوء، على أحلام الهجرة الخائبة، في بلدان متعددة الهويات والجنسيات، وعلى مصاعب الاندماج، سواء على مستوى التحكم في اللغة، أو على مستوى مزاولة مهنة التخصص، رغم الشهادات العليا المحصل عليها، والتي على أساسها يجري انتقاء المهاجر إلى كندا. وتخلص الرواية، التي تقع في 368 صفحة من الحجم المتوسط، إلى بسط فكرة توجيهية، مفادها أن نجاح بعض المهاجرين في الاندماج بكندا لا يأتي دون ثمن، لأن الكثيرين، حسب قول الكاتبة، "فقدوا من أجل ذلك شيئا من جلدهم". وفي لقاء بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، اعتبرت الكاتبة رشيدة مفضل، أن بطل روايتها ليس سوى نموذج للكثير من المهاجرين إلى كندا من مختلف الجنسيات العربية والأوروبية وغيرها، وأن عملها يعتمد على أحداث واقعية، ويكشف عن الوجه الخفي للهجرة، ويعطي نظرة عن سراب الهجرة إلى كندا، لدرجة يمكن لكل من خبر الهجرة، أن يجد نفسه في هذه القصة. وأشارت مفضل إلى أن الذين نجحوا نسبيا في الهجرة إلى كندا، لا يخرجون سالمين منها، رغم ما حققوه، لأنهم غالبا ما يتركون أشياء من دواخلهم. صدر لرشيدة مفضل قبل هذا العمل، عن " إيديسيون نوفيل"، رواية بالفرنسية بعنوان "قدر أسية، الأجنبية الغريبة"، سنة 2005، و"السراب الكندي" عن "إيديسيون كافي كريم" سنة 2008، الذي أعيد نشره سنة 2009 من قبل مجلس الجالية المغربية بالخارج ومنشورات الفنيك. وألفت، أيضا، محاولة تحت عنوان "نظرات متقاطعة" بمشاركة فرانسوا طرامبلي سانت جيلي، وسونيا ساراه ليبسيك، وهو مؤلف سيصدر هذا العام عن منشورات "كافي كريم".