قرر برنامج "الخيط الأبيض"، الذي تبثه القناة الثانية كل يوم اثنين، نهج توجه جديد، يتمثل في حل النزاعات الفنية، التي لا تخلو منها الساحة الفنية المغربية والعربية.فبعيدا عن القضايا الاجتماعية، التي عرف البرنامج بالتطرق إليها منذ انطلاقه، حاولت مقدمة البرنامج نسيمة الحر رفقة متخصصين في مجالات مختلفة، التدخل في الخلاف القائم بين الفنانة الشعبية نعيمة عروج، الملقبة ب"الستاتية"، وبين مدير أعمالها رحال الوزاني، الذي وصل إلى المحاكم والدعاوى القضائية. وأكد الوزاني خلال الحلقة التي عرضت يوم الاثنين الماضي، أن نعيمة أو "الستاتية" قررت التوقف عن التعاون معه فنيا، والتغيب عن الحفلات الفنية، التي يتفق عليها، بمجرد زواجها من عازف في الفرقة، التي تتعامل معها. وأضاف أن حدة الخلاف تضاعفت بعد أن لاحظ تدخل زوج نعيمة في مختلف تفاصيل المشاريع الفنية، التي كانت تربطه بالفنانة الشعبية، بما في ذلك أوقات العمل والتعاقد على المهرجانات والحفلات في الخارج، ما اضطره إلى إبداء استيائه من الوضع، والمطالبة بالتزام "الستاتية" معه فنيا، بعد أن سرقها الزواج من حياتها المهنية. وأوضح الوزاني، أن ابتعاد نعيمة عروج لأكثر من سنة على الساحة الفنية، اضطره إلى سحب لقب "الستاتية" منها، ومنحه إلى فنانة أخرى، بدعوى أنه يملك الحقوق التجارية لاسم الشهرة، بموجب شهادة تثبت تحفيظ لقب "الستاتية" كاسم شهرة، الشيء الذي أثار حفيظة المغنية الشعبية نعيمة عروج، مؤكدة أنها كانت تجهل هذا الحق المخول إلى مدير أعمالها. واعترفت "الستاتية" أثناء الحلقة، بابتعادها عن الساحة الفنية وانقطاعها عن التعامل مع رحال الوزاني، بعد زواجها، الشيء الذي كبد مدير أعمالها السابق خسائر مادية. وأكدت نعيمة المعروفة ب"الستاتية"، أن علاقة مودة وتعامل فني، كانت تجمع بينها وبين الوزاني، منذ ما يفوق السبع سنوات، أنتجا من خلالها ألبوم "قهوجي"، وأقاما مجموعة من الجولات الفنية خارج المغرب، بالإضافة إلى المشاركة في مهرجانات عديدة في المغرب. ولم تجد نسيمة الحر، صعوبة في إقناع الطرفين بضرورة الصلح، في نهاية البرنامج، مؤكدة أن هدف البرنامج الرئيسي هو الحفاظ على العلاقات الإنسانية بالدرجة الأولى، مشيرة إلى أن "الخيط الأبيض" تحفظ في البداية من التطرق إلى معالجة خلاف فني، مخافة السقوط في اعتبارات ترويجية. وكانت نسيمة أكدت في تصريح سابق ل"المغربية"، أنها تحاول التقرب من المشاهد المغربي من خلال "الخيط الأبيض"، إذ تؤمن بأن المشاهد اليوم، يميل إلى التلفزة الواقعة التي تعكس مشاكله وهمومه كالمرآة، التي تكون صورة لمشاغله اليومية، وتبحث عن حلول ناجحة آنية، وردود واضحة مقنعة وشافية على مجمل تساؤلاته. وأوضحت نسيمة، أنها تلعب دور الإبرة من الخيط الأبيض، فتراعي إعطاء كل ذي حق حقه، في تناول الكلمة وطرح الأسئلة اللازمة والنافذة على كل الأطراف، سعيا إلى تحديد كنه المشكل أو سوء التفاهم وإلى تقريب الآراء، ثم هدفا لإصلاح ذات البين بين المتواجهين المعنيين، وعن ذلك قالت "أرفض أن أكون مجرد جزء من ديكور، قد لا يلائمني أو لا ألائمه، كما أرفض أن أكون مجرد قناة لتمرير أفكار لا أستوعبها أو لا أؤمن بها، وأرفض أن أكون من الطبق خضرة فوق طعام". الجدير بالذكر أن "الخيط الأبيض"، لا يطرح قضايا عامة للنقاش، بقدر ما ينطلق من حالة رئيسية في كل أسبوع، يتنازع فيها طرفان أو أكثر حول قضية قد تهم عامة الناس، سواء داخل الأسرة، أو العائلة، وفي مجالات العمل، أو الدراسة أو السكن. تعطى الكلمة لكل طرف للحديث عن موضوع النزاع، حيث يعبر كل واحد عن وجهة نظره، وتتدخل نسيمة الحر لطرح الأسئلة اللازمة، التي تساعد على تحديد كنه المشكل، واستيعاب الأسباب، التي أدت إلى سوء التفاهم، ثم تعمل على تقريب الآراء بغية إصلاح ذات البين.