انطلقت أمس الجمعة بطنجة فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان "باشيخ" الذي يحتفي بالسنة الأمازيغية الجديدة (2970) بمشاركة ثلة من الباحثين والجامعيين والفاعلين في المجتمع المدني. وافتتحت هذه الدورة، المنظمة تحت شعار "الأمازيغية : رمز للتلاقح الثقافي والتعايش الديني"، بعروض فلكلورية تنهل من التراث العريق لقبائل صنهاجة سراير، التي تستوطن جبال الريف الواقعة بين إقليمي الحسيمة وشفشاون. كما كان الجمهور على موعد مع عرض تراثي لشخصية "باشيخ"، التي تعرف في مناطق مختلفة من المغرب بأسماء من قبيل "بلماون" و"بوجلود"، والتي تشكل تقليدا دأبت قبائل صنهاجة سراير على ممارسته مع بداية كل موسم فلاحي. وأبرز شريف أدرداك، رئيس "جمعية أمازيغ صنهاجة الريف"، المنظمة للمهرجان، أن مدينة طنجة تحتضن للمرة الثانية هذا الحدث الثقافي بهدف التعريف بتراث منطقة صنهاجة سراير، وأيضا لتمكين مختلف المنحدرين من المنطقة وسكان طنجة من الاحتفال ببداية السنة الأمازيغية الجديدة. وأوضح أن اختيار شعار هذه الدورة يروم تسليط الضوء على القيم الحضارية والإنسانية للأمازيغية، وذلك من أجل تقديم الأمازيغية ليس كلغة وهوية فقط، بل كمجموعة قيم تواكب الثقافة الأمازيغية. واعتبر أن اختيار الشعار تم أيضا من أجل التركيز على القيم الإنسانية للثقافة الأمازيغية التي تقوم على التعايش واحترام الآخر والانفتاح. ويضم برنامج المهرجان معرضا للمنتجات التقليدية والكتب الأمازيغية وندوة حول "دور المكون العبري في إغناء الثقافة الأمازيغية بالمغرب" والتي سيبحث خلالها عدد من الباحثين ملامح تلاقح الثقافات فوق تراب المغرب. وستتواصل فعاليات المهرجان إلى غاية 12 يناير من خلال تنظيم سلسلة من الندوات التي تعالج مواضيع راهنة بمنطقة صنهاجة بمنطقة الريف، من بينها "الأطلس اللغوي للريف"، حيث سيتم تقديم دراسات جغرافية ولغوية للمنطقة الممتدة من صنهاجة الريف إلى بني يزناسن.