أحيت نساء التوحيد والإصلاح بوجدة ذكرى المولد النبوي لهذه السنة 1433ه بطريقتهن الخاصة، فقد حولن مقر الحركة إلى معرض مفتوح للنساء طيلة الأسبوع الممتد من 04 إلى 10 فبراير. الغرض من النشاط حسب المشرفات عليه هو الخروج من الاحتفال التقليدي بذكرى المولد النبوي أي الاجتماع لتناول بعض الأطعمة والحلوى الخاصة أو شراء هدايا للأطفال أو في أحسن الأحوال الاستماع إلى درس ديني. من هنا جاءت فكرة المعرض بغرض تقريب السيرة النبوية الشريفة إلى أذهان عموم النساء مهما كان مستواهن الثقافي. وهكذا يتم إطلاع الزائرات على مجسم تقريبي لحجرات النبي صلى الله عليه وسلم ولغار حيراء وغار ثور و والكعبة الشريفة وأسوار المدينةالمنورة و بعض الآبار وكذا بعض الغزوات التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم مثل بدر وأحد، إلى جانب خيمة عربية صغيرة تحتوي على بعض الأفرشة و الأدوات المنزلية البسيطة كالتي كانت تستعمل في عصر النبي. كما تم تكبير صور لبعض أغراضه الخاصة عليه الصلاة والسلام مثل شعراته ونعله وسيفه وعصاه التي كان يتوكأ عليها وجزء من رسالته الخطية مع خاتمه الشريف، و قميص ابنته فاطمة الزهراء و صورة لمصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه و غيرها من الآثار التي تذكر بسيرته العطرة. باختصار، يرمي المعرض إلى تقريب الزائرات من البيئة البدوية البسيطة التي عاش فيها الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال الصورة التي هي أبلغ من ألف كلمة كما يقول المثل الصيني. وهو أيضا فرصة سنوية للمرأة الوجدية لإبراز قدراتها الفنية وتنمية مهاراتها من خلال إشراكها في الإعداد والإنجاز والتقويم. يذكر أن الأستاذ محمد غوردو يؤطر درسا تربويا أسبوعيا لفائدة النساء بنفس المقر منذ أزيد من عشر سنوات، بالإضافة إلى حلقات لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم قواعد التجويد، وقد تمكنت العديد من النساء من حفظ عدة أجزاء وبعضهن أصبحن يساهمن في التأطير والإشراف على جلسات الحفظ والتجويد. و يتساءل بعض زوار المعرض عن إمكانية إخراج الفكرة من جذران المقر إلى فضاء أرحب لتحقيق تواصل أكبر مع عموم المواطنين