ستعمال اللغة الحية، اللغة المريحة هي بوحدها اللي كتضمن لينا الديمقراطية، التكافؤ فى الفرص أو الرفاهية الحقيقية، لأنه كنسخّروا عبر اللغة الحية جميع الطاقات، الرأس المال البشري، مثلا دول شمال أوروبا، كولّهم أثرياء، منّعمين، ما عمّرهم مدّوا يدّيهم ألْحدّ، لا للدول الخليجية، لا للدول الغربية، يعني مستقلين فى قرارهم: يمكن لينا نذكروا على سبيل المثال النرويج (الدخل الخام ديال الدولة: 483 مليار دولار، الدخل الفردي: 000 97 دولار) ، السويد (الدولة: 538 مليار، الفرد: 000 56)، الدانمارك (الدولة: 333 مليار، الفرد: 000 60) ، فينلاندا (الدولة: 266 مليار، الفرد: 000 50)، هادوا كولّهم دويّلات ما كيفوقش عدد السكان ديالهم 5 حتى 10 ديال المليون، فى المجموع: 25 مليون نسمة كتعيش فى القطر الشمالي من أوروبا، ولاكن الدخل الخام: كثر من 1500 مليار دولار، حنا 35 مليون نسمة: يلا ّه كنّتجوا 90 مليار دولار كدخل خام أو الدخل الفردي ما كيفوتش 3000 دولار، واش حنا ما عندنا مخّ؟ هادا راجع بالأساس ألْمشكل اللغة، لأن اللغة هي أداة التثقيف، التعليم أو بيها كتكوّن الأستاذ، المهندسة، الطبيبة، الفرملي، المعلوماتي، الفنانة، العالم، الباحثة، المفكر، الأديبة إلخ. جميع ثروات الدول الراقية راجعة بالأساس للتعليم الناجح بلغة الأم الحية أو اللي كتركّز فى العمق على مجتمع الإبتكار، الإقتصاد أو المعرفة. بالنسبة للدول العظمى نفس الشي، كولّهم كيستعموا لغة محلية حية، كيف كيتكلّموا كيكتبوا: الولاياتالمتحدة، النكليز، فرانسا، ألمانيا، الصين، روسيا إلخ، الروسية مثلا، هادي 200 عام كانت حتى هي لغة شعبية بحال المغربية، "بوشكين" هو اللي شعر، بتاكر أو كتب بالروسية، يعني اللغة الشعبية، حتى رجعات من بعد لغة عالمة أو عالمية، لغة الفكر أو الإبتكار، الطبقة الحاكمة، الأرسطوقراطية ديال داك الوقت كانت كتهضر باللغة الفرانساوية، يعني قاصية الشعب، بعيدة على هتماماتو، همومو أو ما عندها حتى شي رتباط بيه، تركيا علاش نجحات؟ لأن الترك ستغلّوا جميع الطاقات البشرية ديالهم. اللغة التركية، حتى هي دارجة فى الأصل، تخلا ّوا على الحروف العربية، اللي هي فى الحقيقة حروف آرامية، أو كتبوا لغتهم بالحروف الاتينية، نشوفوا فاين وصلات تركيا اليوما أو فاين راحنا حنا، واش غير هادوا اللي عندهم المخ، أمّا حنا ما عندنا مخّ؟ بالمفهوم الحقيقي أو المجازي. الفصل اللول: المغربية، التّمغرابية، فى الفضاء العام 1. المغربية فى المنظومة التربوية: المدارس، الثانويات كنسمّي الدارجة المغربية اللغة المغربية ولا ّ التمغرابية، لأنها منتوج محلي ميا فى الميا اللي تبنّى تركيبة جمل اللغة الأمازيغية، مفرداتها، النطق بيها أو اللي يمكن لينا نعتابروه عنصر "جدّ مأثرّ" فى هويتنا المغربية المتعددة الروافد، لا من إفريقية، فينيقة، عبرية، رومانية، وندالية، عربية، موريسكية، أندلوسية إلخ، لذلك غير كيسمعونا الإخوان المشارقة كنتكلّموا كيعرفونا من المغرب، أو هادي خاصية من خصوصيات الهوية المغربية، التمغرابية اللي منفاتحة كذلك على اللغة الفرانساوية، الصبنيولية، التركية، الطاليانية، النكليزية إلخ. المغربية متواجدة بقوة فى جميع المدارس أو الثانويات، جلّ المواد كيتقرّاوا أو يتشرحوا بيها: اللغة الفرانساوية، الماط، الفيزيك، الشّيمي إلخ، العربية بنفسها كتّشرح بالمغربية، هادا راجع بالأساس ألْرغبة الأساتذة فى تلقين الدرس بلغة ساهلة، مريحة، لأن المغربية لغة الحلم، الأحاسيس، العقل، الكلّ، الواقع المعايش، اللغة المقبولة، لغة القرب، التسامح، التصالح أو التعايش، زايدون هي اللغة اللي كتجمعنا كولّنا، كونّا صحاب الثقافة العربية، الأمازيغية ولا ّ العبرية، ضروري نعرفوا تاريخنا: المغربية براسها كانت كتّكتب بحروف عبرية فى القرون الوسطى من طرف رجال الدين اليهود المغاربة أو المخزن براسو كان كيستعمل شحال هادي غير المغربية فى سن القوانين أو نشر البلاغات الرسمية. المجتمع المغربي تغير، أو جلّ الشبان كيعتزّوا باللغة المغربية حتى كوّنوا لغتهم الخاصة عن طريق الرسائل القصيرة أو التشاط على لورديناتور، أو لغة هاد الجيل ماشي هي لغة الجيل القديم اللي كان كيركّز كثر على تعلّم اللغة العربية حيث ربطوها رجال السياسة المتشددين بالقومية العربية كمشروع مجتمعي ضد الهيمنة العثمانية فى اللول أو الدول الغربية من بعد، الأغلبية الساحقة من الشباب المغربي ديال اليوما كيعتزّ بلغتو، لأنها لغة الأم الحقيقية، النقطة الثانية اللي نبغي نشير ليها هي أن الجيل الجديد ديما كايكون متمرّد على الجيل اللي سبقو، لأنه كيبغي يفرض ذاتو، وجودو، هاكدا كيخروج من تحت يدّ الوصاية، التسلط، التحكّم أو هيمنة، فكر أو توجيه جيل البارح. الظاهرة الثالثة مرتابطة باتساع رقعة الحريات الفردية، كاين نوع من التحرر أو الحرية، "ليمانسيباسيون" بالفرانساوية، يعني مركب النقص تراجع بكثير، أو الخاصية اللي كتّميز بيها المغربية هي أنها قابلة للتغيير، للتجديد، الإبتكار أو كتواكب العصر بسلاسة أو مرونة كبيرة، على سبيل المثال: النكت اللي كيتخلقوا كل أمّا ضهرات شي حاجة جديدة (لورديناتور، جدة كتسوّل حفيضها: شنو آ ولدي هاد الطّرف ديال البلاستيك علاياش كتلعب بصباعك؟ ردّ عليها الشاب: كتعرفي آ جدّاتي الطّبصيل؟ إييّه آ أوليدي! ردّ عليها: هادا ماشي طبصيل)، علاوة على هادا ديما منفاتحة على الثقافات أو اللغات لوخرى، بالأخص الأمازيغية، اللغة اللي قريبة ليها أو كنلقاوْا فيها كلمات كثيرة من قبيل: طاجين، والو، واخّة، المخّار، هيضورة، كرموس، ساروت، المش، الشرجم،، خيزو، دوّز، سقصي، نده إلخ، عاد الفرانساوية: مكريبّي، الصباط، الكارّو، البوليسي، الميكانيسيان، التّريسيان، الجادارمي، شباكوني، النبّوري، الموزيط، الباليزة، الفروماج، الفورشيطة، صافي ("سا سوفي")، تكونيكطى، بلان، بوصطة إلخ، الصبنيولية: الفيشطى، الكوميرا، الرّويدة، فابور، الشكويلة، الصابون إلخ، التركية: الطبصيل، الدوزان، البقراج، الصينية، الخوردة، الزردة، التقشيرة إلخ، الطاليانية: زبلة إلخ. جميع اللغات كتحتضن، تقرض، تستعر من لغات خرى، مثلا العربية كون ما كانتش السّوميرية اللي غنات اللغة العربية ما عمّرها تعرف هاد الزخم الهائل، هاد الثروة اللغوية أو التعبيرية، ألْجانب اللغة السوميرية غادي نوجدوا اللغة البابلية، الآشوربة، الآرامية، الأكادية، الفينقية، النبطية إلخ، علاوة على هاد اللغات كنلقاوْا شلا ّ ديال الكلمات اللي أصلها من لغات غربية، بحال الفرانساوية، النكليزية، اليونانية، الإطالية إلخ: الدرهم (لفظ يوناني)، فيلم، ألبوم، تاكسي، موضة، صالة، بانيو، براشوت، أكاديمية، كشكول، أجندة، ديكتاتور، أرشيف، إمبراطور، رومانسية، ستراتيجية، إديولوجيا، فلسفة، ياقوت، قرطاس، أسفلت إلخ، مفردات فارسية: فهرس، فيروز، الصك، الحرباء، الشاوش، الخندق، الدكان، الشيرا، السروال، الشطرنج، الدهليز، دولاب إلخ، التركية: بصمة، طابور، جمرك، استمارة إلخ. 2. المغربية فى التلفزة، الراديو، الإشهار، الجرائد، المحاكم، الخطاب السياسي إلخ أ. المغربية فى التلفزة: حاضرة بقوة، لا فى اللولة، ميدي 1 تيفي ولا فى الثانية، عن طريق المسلسلات التركية، المكسيكية، الميريكانية إلخ، عن طريق كذلك الحكايات الناجحة: بحال حديدان، رمانة أو برطال، عبد الرحمان المجدوب إلخ اللي كانوا كولّهم متفوقين، علاش ؟ لأنه بدينا كنكتاشفوا نفوسنا، شحال هادي كانوا كيقولوا لينا المسؤولين دياولنا: نتوما "عرب أو صافي"، "خَلاص" اللي قالوا الشرقيين. ألا ّ! حنا فى أول الأمر مغاربة أو مغربيات بغض النظر على الإنتماء ديالنا ألهاد الثقافة، الحضارة ولا ّ اللغة، يعني ما كاين حتى شي مفاضلة بيناتنا، ثانيا: حنا ديال راسنا أو ما ديال حدّ آخور، فى المرتبة الثالثة عاد كيجي التّصنيف: آش من ثقافة، حضارة أو لغة عندك، أو هاد الشي ثروة، مكسب، ماشي معيقة، ما كاين حتى شي شعب مكوّن غير من إثنية وحدة، أحسن دليل هي تجربة النازيين، العنصريين الألمان اللي وهموا الناس، فى أول الأمر راسهم، أنهم "آريين" أو هوما بوحدهم الشعب المختار حتى تسبّبوا فى تقسيم البلاد، دفع تعويضات هائلة، فرض شروط مجحفة، حتلال البلاد، فى قتيلة كثر من 8 مليون ألماني أو 50 مليون فرد فى أوروبة، الطائفية أو التطرف الإثني مصارو ديما الحروب الأهلية، العراق، سوريا، مصرة إلخ أحسن دليل! جل البرامج بالمغربية: كانت برامج جتماعية، ثقافية ولا ّ سياسية، يلا ّه الأخبار أو الدروس الدينية اللي كتعرف ستعمال مكثف بالعربية، كاين اليوما نفتاح كبير أو كيزيد يكبر كولا ّ نهار على اللغة المغربية، هادا ما كيعنيش إقصاء اللغة العربية ولا ّ الأمازيغية، الحسّانية ولا ّ أي لغة من لغات الكون، لأن اللغة بصفة عامة بريئة، ولاكن غير كيستعملها هادا ولا ّ لاخور كعدة حربية، كسلاح، كإديولوجيا، هنا كيكون المشكل، لأن اللغة ماشي غير أداة ولا ّ وسيلة كيف كيضن البعض منّا، ولاكن كيف قال المفكر الألماني مارتين هاديكر: "اللغة بيت الوجدان". ب) المغربية فى الراديو: كتعرف حضور أو إقبال متميز، لا فى الإذاعات العمومية ولا الخاصة، يلا ّه "لوكس راديو" اللي كتسبح ضد التيار أو فضّلات اللغة الفرانساوية ألْجانب شوية ديال العربية، فى الأخبار بالأخص، لذلك كتعرف هاد الإذاعة ترتيب جد متأخر فى ما يخص الإقبال على برامجها، كتخاطب بالأساس الأقلية المغربية المفرنسة. أمّا الإذاعات لوخرين كولّهم، "إيم إيف إيم"، راديو بلوس، أصوات، راديو مارس، شادا إيف إيم، أطلانطيك إلخ، كيبتّوا جميع برامجهم بالمغربية أو كتبقى العربية محصورة على الرسميات، يعني قراءة الأخبار ولا ّ الوعظ أو الإرشاد. هيت راديو كتبتّ حتى الأخباربالمغربية، هي الوحيدة اللي تبنّات هاد السياسة الإخبارية. غير الملاحظ كاين نوع من التكلّف ، الإفتعال لمّا كيوقع الخلط المتعمّد بين المغربية أو الفرانساوية، من واحد الناحية، ممتاز، هادا رمز نفتاح اللغة على محيطها، ولا ّ شق منّو، من واحد الناحية خرى كتدفع هاد المقاربة ألّمبالغة، المزايدة، التنميط أو التحنيط. ت) المغربية فى الإشهار: يمكن لينا نعتابروا شركة الإتصالات "إنوي" من الشركات السباقة اللي ركّزات على المغربية كأداة أو ستراتيجية فى الإشهار بغية تصقيل صورتها أو العلامة التجارية ديالها، أو هاد التجربة "جدّ ناجحة"، كون ما كانتش ناجحة، ما عمّرها تحتل الصدارة فى ما يخص المبياعات فى ظرف وجيز حتى ضطروا المنافسين دياولها إعملوا بحالها، "عبّر كبغيتي"، شعار إشهاري متميز أو ذكي، كيجمع بين الوسيلة أو الهدف، هادا هو الإعلان السلس اللي غادي يبقى راسخ فى ذهن كل واحد منّا، من المحتمل طيلة الحياة، أمّا النصوص الإشهارية لوخرى غير تخربيقات، شعارات للأسف الشديد يمكن ليك تعتبرهم تهجم شنيع على الذوق السليم أو كارثة لغوية، لا من ناحية الرمزية ولا من ناحية المضمون، لأن شركات الإشهار ما كتشتغلش مع الكتاب أو المبدعين فى/ أو بالمغربية اللي يمكن ليهم إقدّموا ليهم يدّ المساعدة، أنا براسي حاولت، ولو حتى بالمجان، ولاكن الغالب الله، ما فلحتش، لأن الناس ديالنا كيفهموا فى كل شي: فى الضمياطي، الطلامس، الفزياء، الماط، الشعر، الرواية، القانون، الطب، الطبخ إلخ، أو إيلا سوّلتي شي واحد منّا شكون اللي صنع البوينك 787، ما يبقاش فيك الحال إيلا ردّ عليك: طرف من كبدتي، من تصميمي الخاص! يا سلام، العناد بوحدو هو اللي ما كيعترفش ولا ّ يتقبّل الحجة. سبق ليّا شتغلت فى ألمانيا مع شركات عملاقة فى هاد المجال، ولو أنا أجنبي، ولاكن هنا فى بلادك إغرّبوك. الأغلبية الساحقة ديال النصوص الإشهارية اللي كتدور عندنا فى السوق نصوص معطوبة، عرجة، ما فيها مذاق، ولا واحد البركة متواضعة من الإبتكار ولا ّ الإجتهاد، يمكن لينا أنّعتوها "بجدّ بدائية"، جلّها مستمد فى تعنّت أو عناد من اللغة الفرانساوية بلا أي مراعات للذوق ولا ّ الطقوس المغربية: بحال شركة "باين"، هاد التسمية براسها فى شي شكل: "شنو اللي باين؟" علاش ما سوّلاتش هاد الشركة المبدعين باللغة المغربية؟ شنو بغات تقول لينا بكلمة "باين"؟ هنا كنفتحوا الباب لجميع التأويلات اللي ما يمكن ليها غير تقلّص من سمعة أو صورة المنتوج، ضروري ستشارة المبدعين، المتخصّصين فى اللغة المغربية، كاين شعار إشهاري آخور ديال نفس الشركة: "ديما واقف معاك"، صراحة هادي كلمات التّقلاز أو قلّة الحيا، ما كاين غير كوّر أو عطي ألّعور، "ميديتيل" حتى هي طايحة على موخّها: "ديما راحتك"، شنو بغاوْا إقولوا لينا هاد المبدعين؟ الله العالم! أمّا الإتصالات باقي كتعفّف، كتفشّش شي شوية، ولو "الحق يقال" كتجتهد بعض المرّات، فى المقابل كاينين شركات عالمية كتستعمل المغربية بكل فخر أو عتزاز، بحال سوني، شيفرولي، ريد بول إلخ، أمّا الأبناك، جلهم بداوْا كيستعملوا المغربية، نفس الشي بالنسبة ألّمنعشين العقاريين، الأغلبية الساحقة ديال الشركات المغربية كتوظّف المغربية فى إشهار منتوجاتها، لا من شركات زيت العود، الصابون، المسحوقات، الصباغة، ليصانص، الكازوال، المواد الغذائية إلخ. الخلاصة اللي يمكن لينا نختموا بيها هاد الفصل هي أن المغربية كتّستعمل اليوما فى جميع المجالات الأساسية: الجرائد (كتّوظف فى إطار الشهادات)، المواقع الإلكترونية (كتّسخر كمتنفّس، كجرعة مهمة من الحرية أو التعبير الحرّ)، التلفزة (واجب هادا، خدمة فى صالح الأغلبية، الشعب اللي كيدفع الضرائب)، الراديو (الدعاية ألهاد الإذاعة أوْ ألّوخرى، الهاجس الأساسي هو التقرّب من المستمع)، الإشهار (تخدير المشاعر عن طريق المغربية، لأن هاجس الإشهار هي عملية الربح، يعني بيع المنتوجات المعروضة)، المحاكم (رصد أو جمع الحجج، الشهادات أو رفع اللبس)، الخطاب السياسي (تمرير الرسائل السياسية، فى العمق اللغة غير ديكور، وسيلة بحال فى الإشهار أو كتّستغلّ كخدعة سياسية أو بواحد الشكل فضيع، بلا أيّ مقابل، يعني بلا ترسيمها، هدف توظيف المغربية فى الخطاب السياسي هو الربح، نيل عطف المنتخب أو تصريفو فى حصد الأصوات اللي مرتابطين بالمقاعد البرلمانية) إلخ. الفصل الثاني: المغربية، التمغرابية، كمشروع مجتمعى 1. المدرسة التقليدية، اللي كيمثّلوها الزجالة المغاربة أو المغربيات، الأغلبية كيكتبوا بالمغربية باش يتنشواوْا بيها أو بطاقتها التعبيرية، الهدف ماشي هو ترسيم اللغة المغربية، ألا ّ! ولاكن بطريقة غير مباشرة كيساهموا فى تقنين، تدوين أو توثيق اللغة المغربية، يمكن لينا نقسّموا هاد الزجالة ألْجوج ديال الأصناف، الصنف اللول يمكن لينا نختازلوه فى الشعر الشعبي البسيط، أو من رواد هاد الشعر يمكن لينا نذكروا على سبيل المثال عبد الرحمان المجدوب، قدور العلمي ولا ّ أحمد الطيب لعلج إلخ، أو هاد النوع من الشعر متداد ألْشعر الملحون، أو كاين شعر آخور اللي يمكن لينا نسمّيوه الشعر المغربي الحديث، هادا هو الشعر اللي كيكتب شيخ الزجالة المغاربة مولاي دريس مسناوي أمغار، ولا ّ نعيمة الحمداوي، نوهاد بن عقيدة، الزهرة الزرييق، مراد القادري، لمسيح أو الميئات ديال الإخوان أو الأخوات اللي كيبتكروا فى هاد الجنس، الزجالة المغاربة اللي كينشروا غالبا أشعارهم على نفقتهم أو المعروفين فى الساحة الثقافية على الصعيد الوطني متشبّعين بالحضارة، الثقافة أو اللغة العربية ولاكن فضّلوا يبتكروا، إنتجوا باللغة المغربية، كيتّعتبر دريس المسناوي أمغار من المبدعين المغاربة الكبار اللي كانوا ديما منفاتحين على عدد مهم من االثقافات، الحضارات أو اللغات، ما كانش مهتم غير باللغة العربية، ولاكن حتى باللغة، الحضارة أو الثقافة الأمازيغية أو الفرانساوية، ولو تمرّد على الفرانساوية فى أول الأمر، كما كان منفتح على أجناس أدبية خرى من غير الشعر المغربي الحديث، بحال النكت، الأمثال، الحكايات إلخ اللي عرف كيفاش إسخّرهم فى الرواية: تاعروروت، 2011 أو عكاز الريح، 2013. لحد الآن يلا ّه عندنا 3 ديال الروايات الرصينة المكتوبة بالمغربية ("تاعرروت"، "عكاز الريح" أو "الرحيل، دمعة مسافرة، أوْت"، ديال صاحب هاد السطورة)، أو العجيب فى رواية المسناوي أنه كيضيف ألْروايتو تسمية جميلة بالمغربية: "تعاويد"، رمز تعبير الذات، الإفتخار أو الإعتزاز بالمنتوج المحلي، حب التراث المغربي الأصيل أو نوع من ا لتحرر من هيمنة، قبضة الآخر، "التعاويد" عندها كثر من دلالة، لأن فى الحقيقة الحياة ديال بنادم كولّها غير "تعاويد"، يعني "حكي" أو "إعادة"، الروتين، تنوض، تغسل وجهك سنانك، تمشي تخدم ولا ّ لا، تحبّ، تكوّن عائلة، تنجب، تبكي، تفرح، تشطح، حتى توافيك المنية، نفس العملية غادي "أتّعاود"، كانت هنا أو ْ فى قارة خرى، يعني محكوم على بنو آدام بالتّعاويد، بالحكي، العيش، بالهضرة اللي كتفرّقنا على الحيوان حتى كنرجعوا "فى آخر المطاف" ألْحضن الطبيعة، أو غادي تبقى كتكرّر عملية "التّعاويد" حتى تفنى الدنيا، لأن هادا هو مصيرنا: كنعيشوا باش "نعاوْدوا" نموتو. 2. المدرسة الغربية اللي تبنّاها نور الدين عيوش، دريس كسيكس (المدير السابق ديال "نيشان")، عبدالرحمان اليوسي، هيلينا برينتيس، محمد أمين علمي، دومنيك كوبيه، فؤاد العروي إلخ، هادوا كولّهم عندهم مرجعية خرى أو كينطالقوا من تجربة أو مراحل تكوين اللغة الفرانساوية ولا ّ النكليزية، بالنسبة لهيلينا برينتيس فى طنجة، صاحَبة دار النشر: "خبار بلادنا"، لأنهم كيعتابروا أن اللغة المغربية غادي تعرف حتما نفس المسار اللي عرفاتوا اللغات الغربية اللي كانوا فى اللول كولّهم دوارج، يعني لغات شعبية، شفوية حتى رجعوا من بعد لغات مكتوبة. العائق الكبير ديال هاد التيار هو ضعف الإمتداد الجماهري، عدم الإلمام ولا ّ الإهتمام باللغة العربية اللي ضروري نعرفوا أنها هي الخزان الهائل بامتياز بالنسبة ألْكولّ واحد بغى يكتب ولا ّ يبتكر بالمغربية، أو إيلا طعّمنا المغربية بالعربية، هادا ماشي عيب، ما فيه حرج، كاين المثل المغربي الحكيم اللي كيقول: الملك بالتّاج أو كيحتاج. كون ما أتّستعملاتش الاتينة أو اليونانية فى اللغة الفرانساوية، ما عمّر المواد العلمية، بالأخص الطب إطّور فى فرانسا، جميع اللغات كتعرف أخذ أو عطاء، الألمانية مثلا اللي كنضنوا بعيدة على العربية، كثير من المفردات الألمانية من أصل عربي: القهوة، العنبر، الكمياء، الجبر، الصفر، الكحول، الغزالة، السكر، الخرشوف، الزرافة، القاض، كشك، مقابر، مخزن، مطرح، موسم، سفر، صحراء، تعريفة، ذنب الدجاجة، السمت، أنف الفرس، نظير السمت، رجل الجوزاء، سمت الرأس إلخ، حتى فى نطق ترتيب بعض الأرقام: مثلا الرقم 22 كيتقرى بالألمانية من ليمن ألّيسر بحال فى العربية، ولو خصّ الألماني يقرى هاد الرقم من الّيسر ألّيمن، الألمانية بنفسها: لغة أنكلو ساكسونية، أو الألمان جاوْا من آسيا هادي 3000 عام، هادي 90000 عام الرجل الأول فى المغرب كان رجل إفريقي، من السود الأفارقة، أو التسمية أحسن دليل: شمال إفراقيا! اللغة الأمازيغية، لغة أجدادنا أو أسلافنا: لغة حامية سامية، العربية: لغة سامية، أو حرف التيفيناغ اللي دافعت عليه ولوْ أنا صاحب ثقافة، حضارة، لغة عربية، ما هو غير لفظ ممزّغ، يعني: الفينيقية، أو اللغة الفينقية لغة شرقية. اللي كينتاميوْا ألهاد المدرسة جلّهم كيكتب ولا ّ كيهضر على المغربية، البعض منهم كيكتبوا غير إمّا فى إطار موسيمي محض، بحال دريس كسيكس ("هو") ولا ّ محمد أمين علمي ("تقريب النّاب")، أوْ فى إطار علمي رصين بحال دومينيك كوبي، شبه علمي: فؤاد العروي ("الكارثة اللغوية المغربية"، بالفرانساوية)، أمّا عبدالرحمان اليوسي كيشتغل كثير على الشكل، على توثيق الكتابة بالمغربية (ترجمة: "الأمير الصغير")، أمّا كاترين ميلار يمكن لينا نعتابروها من الهوات أو المعجبين باللغة المغربية اللي كتقوم بمجهود جبار ولو ما عندها حتى شي رتباط بالثقافة، اللغة ولا ّ الحضارة المغربية، لأن اللي بغى يكتب على المغربية ضروري إفرّق بين المعنى الحقيقي أو المعنى المزاجي، يفهم بالأخص السخرية اللي صعيبة على الأجنبي يدركها إيلا ما كانش متشبّع بالثقافة المغربية، ما كتبش، بتكر ولا ّ عندو رصيد مهم من الكتابات الرصينة بالمغربية، إلا ّ أو غادي تشوب هاد العملية شبهة التطاول، عدم الإلمام بالموضوع أو حالة شرود، كتبت فى واحد المؤلف حرف الجرّ "على" ب "اعلى"، بالعاني أو تمرّد على اللغة العربية، الأستاذة العميقة أو المنظرة الفذة "كاتْرين ميلار" اللي ما عمّرني سمعتها نطقات ولا بجملة وحدة بالمغربية ولا ّ كتبات بيها: ما فهمات والو من هاد الشي! المغربية كتعرف كذلك إقبال كبير على يدّ بعض النشطاء فى إطارالعمل الجمعوي اللي يمكن لينا نذكروا من بينهم هيلينا برينتيس ولا ّ نورالدين عيوش، أو المرجعية مرجعية غربية متشبّعة بروح الديمقراطية أو العدالة الإجتماعية، لأنهم بغاوْا إشراك جميع شرائح المجتمع المغربي عن طريق اللغة الحية حسب التجربة اللي عاشوها، الإحتكاك اليومي بالمواطننين، المواطنات أو الإطلاع الدقيق على أحوالهم. 3. المدرسة الحداثية: هاد المدرسة كتجمع بين المدرسة التقليدية، يعني الإهتمام باللغة العربية أو الموروث الحضاري، الثقافي المغربي كما منفاتحة على تجارب الدول الغربية، علاوة على هاد الشي كتحمل مشروع مجتمعي متكامل، متجانس بغية ترسيم اللغة المغربية، أو الإبداع، الإقتباس، الترجمة، الإنفتاح على تقريبا جميع الأجناس الأدبية ولا ّ العلمية (الدراسة، المثل، الحكاية، الرواية، المسرحية، القصيدة الشعرية، المقالة، النكتة إلخ) كيشكل الوقود، القاطرة الأساسية ألْهاد الطرح، القاسم المشترك اللي كيجمع هاد المدرسة بالمدرسة الغربية هو الإجتهاد من أجل ترسيم اللغة المغربية كلغة التثقيف أو التعليم من الرّوض حتى نهاية الدراسة الجامعية، لأن هاد المجموعات الجّوج كيآمنوا بأن توظيف جميع الرأس المال البشري ضروري أو هو الوحيد اللي غادي يرفع من مردودية التعليم أو إساهم فى دمقرطة المؤسسات، توسيع رقعة الحريات الفردية، حرية التعبير، التكافؤ فى الفرص الحقيقي أو العدالة الإجتماعية، لأن جميع الدول اللي ركّزوا على اللغة الحية نجحوا فى مسارهم المجتمعي، المعرفي، الإقتصادي أو السياسي. أو اللي يمكن لينا نستنتجوا هو أن هاد الجوج ديال المدارس خرجوا من رحم المجتمع المدني أو كيمثّلوا قوى مستقلة، غير مسيسة أو مستمدة وجودها من مصداقية مشروعها المجتمعي، أو فى المقابل كاينة قوى ثانية اللي مشكلة من الأحزاب السياسية أو الدولة اللي ديما فى صراع مستميت، مستقتل على السلطة، النفوذ أو التحكم. لا العربية ولا الأمازيغية ضروري يدرّسوا. كفا، باراكا! هادي أجيال على أجيال اللي حرمناهم من مستقبل مزدهر، من رفاهية العيش أو دفعناهم إهاجروا البلاد، غير الإحصائيات الأخيرة تعطيك الخبر اليقين: %70 من الشباب المغربي باغي يخوي البلاد، أو ما كايناش العائلة المغربية اللي ما كرهاتش تصيفط أولادها ألّخارج باش يستقرّوا تمّا، لأنه ما كاين مستقبل هنا أو هادا راجع بالأساس للتّعليم الفاشل ديالنا.
4. الكتابة بالمغربية أ) المغربية المكتوبة بالحروف العربية: كاينين جوج ديال الصيغات، اللولة كتركّز على القرب من الكتابة باللغة العربية، الثانية كتركّز على الصوت، كيف كتّسمع الكلمة كتّكتب. ب) المغربية المكتوبة بالحروف الاتينية: يلا ّه كاينة تجريبة وحدة فى المغرب ("حكايات عالمية باللغة المغربية"، ديال صاحب هاد السطورة): هاد الكتاب كيعرف إقبال كبير من طرف مغاربة العالم، أولادهم أو الأجانب اللي كيعيشوا فى المغرب. خلاصة: بغينا ولا ّ كرهنا المغربية هي لغة المستقبل، بلا ما نقصيوْا حتى شي لغة خرى أو تكون حتى أجنبية، بالعكس خصّنا أنّفاتحوا كثر على تعلّم اللغة النكليزية، الفرانساوية شكّلات مرحلة أولية، دابا خصّنا ندوزوا ألّمرحلة الثانية، ألا وهي التعلّم أو التدريس باللغة النكليزية فى الجامعة المغربية، لأن الفرانساويين بنفسهم مضطرين اليوما يتعلموا أو يقراوْا بالنكليزية فى الجامعات، بلا ما أنّساوْا اللغات لوخرين بحال الصينية، الألمانية، الروسية، البرتغالية، الصبنيولية، كلّ أمّا تعلّمتي لغة جديدة إلا ّ أو كبّلتي، صرعتي عفريت.