يقوم الاهتمام بالمسرح المدرسي على تجاوز مفهوم التربية في المدرسة حد تلقين المعلومات والأفكار،لأن الطفل في المدرسة يتعلم فن الحياة والمواطنة وأساليب التعايش في المجتمع، ويمارس في علاقته بزملائه تجربة مصغرة،كما سيعيشه بعد المدرسة من ضرورة التعاون والإتحاد والتنافس المشروع،واحتمالات النجاح والتجارب في المناهج الدراسية بصفة عمديه، والمسرح المدرسي أنجع وسيلة لتدريب الأطفال على فن الحياة ونظام العمل والعيش فيها.
غيران في وطننا لا تأخذ الفنون، ومنها المسرح حيزا في البرنامج التعليمي، إن أخذته فهي ليست أكثر من وقت ضائع يلعب فيه المتمدرسون والمربون ويتسلون.مع أن المسرح يذهب إلى العقل نحو الفكر،فيربي قيم السجال ويعلم الحوار،والجدال،والديمقراطية،والقراءة الفصيحة النطق،والحركة،والتخيل،بل يمكن أن يستخدم كوسيلة تعليمية،فيقدم المتعة والمعرفة،ويقف وحده بين الفنون،له أهداف تربوية فيتكفل بتفجير الطاقات الإبداعية عند المتمدرسين، والنص المسرحي المدرسي له خصوصيته ،ويتطلب منه أن يبقى داخل إطار طفولي كله شفافية، فيه ألحكي،والغرابة،واللعب،والضحك،والترويح، والاكتشاف والتشويق،والبساطة،والسحر.
ويتأسس من مشاهد متحركة وشخصيات ناطقة من دون الابتعاد عن سيكولوجية الطفل،وحاجاته المختلفة،إن الطفل يتحسس عالم المسرح انطلاقا من إحساس الدهشة والجديد الغير المألوف، باحثا عما يستفز حواسه ضمن الخطاب المسرحي،الخطاب التربوي، وتعميق التأثير الجمالي.(يتبع).