خامساً : لا تقتلوا القدوة داخل المجتمع عمار جبار الكعبي امتازت الافكار الهدامة والحرب النفسية بتشويه كل الصور، اضافة الى جعل الطالح هو الحالة العامة، بينما وجود الصالح يعتبر استثناء، مما ساهم في إفقاد المجتمع ثقته بكل الرموز، وبالتالي فقدان البوصلة التي يمثلها الرمز الاجتماعي او الديني او السياسي، لكن المجتمع هو المتضرر الاكبر كونه سيكون ضحية فقدان الثقة، الذي سيجعل منه تائهاً فاقداً للثقة بكل ما حوله، مما سيجعله صيداً سهلاً لكل من يريد ان يستخدمه، ليكون اداةً بيد الاعلام غير المستقل لاستخدامه في تسقيط الآخرين . بعد عقود من ممارسة التجهيل الممنهج للمجتمع، اضافة الى الظلم والقهر والاستبداد وسلب الحريات بجميع أنواعها، سقط النظام ليجد المجتمع نفسه حراً بشكل لا يحلم به، من دون وجود اي قيد او قانون يُحد من سلوكه او يؤطر حريته، بوجود وسائل للتعبير عن الرأي متنوعة وكثيرة، الحرية حينما تجتمع مع ضعف الوعي وغياب القانون، ستكون النتائج سوء استخدام هذه الحرية بشكل كبير مما يؤدي الى الأضرار بواقع وعلاقات المجتمع . سوء الظن والتهم الجاهزة، والتسرع في إصدار الأحكام بوجود مواقع التواصل الاجتماعي، التي اصبحت ساحة للصراع بين اتباع التيارات السياسية والاجتماعية وحتى في بعضها شملت الدينية، لتكون اداة لتسقيط الخصوم والمنافسين، يتم نشر الكلام غير الدقيق على مرأى ومسمع الآلاف من المتابعين، اتباع هذا يسقطون ذاك واتباع ذاك يردون بالمثل، حتى سقط الجميع وبالتالي لم يعد هنالك رمز او قدوة صالحة في المجتمع يتفق عليها الجميع، فمن يعتبر رمزاً بنظر الجماعة (أ) فانه يعد خائناً بنظر الجماعة (ب)، لننتقل من علاقات المودة والتسامح بين ابناء المجتمع الواحد، الى علاقات العداوة والبغضاء وتمزق النسيج الاجتماعي، الشخصيات والرموز الدينية والوطنية والاجتماعية، تعتبر دعامة أساسية للمجتمع، يجب الحفاظ عليها كونها تعتبر الموجه والمصد الاول للمجتمع، وخلو المجتمع من هذه الشخصيات يجعل منه أشبه ببيت العنكبوت، كونه سيبدو مترابطاً من الخارج، ولكنه اقرب الى الانهيار لعدم احتوائه على مقومات الاستمرار !.