أين دهبت قيمة الجائزة ولمادا لم يتم الاهتمام بصناع الفرجة ؟! ” هضرة تجبد هضرة حتى لقيتو صاحبي قديم “، هده هي الوصلة الفكاهية التي أبدعها الفنان والاعب المبدع يحيى هراس واستفزت قريحة الضحك عند الملك الحسن الثاني الدي أمر بتتويج بركان فائزة في “سباق المدن” سنة 1987. انها فترة عقدين من الزمن أو يزيد، كاد يمحوها غبار النسيان لولا الداكرة الحية، هلل البركانيون لاحتلال مدينتهم الرتبة الأولى ب97.50 نقطة متبوعة بوجدة، الغريم التقليدي ب 94 نقطة. أشياء جميلة سقطت من داكرة دالك الزمن المفعم بالانجازات ومنها ملحمة مكسيكو 1986…ادريس الزاكي يقول في كلمته الشهيرة خلال تقديم البرنامج ” في مثل هدا المنتدى يحلو الجلوس وبك تطرب المهج والنفوس “. وقبل البدء تحية اجلال واكبار ووقفة خشوع على أرواح الدين ساهموا في انجاز هدا اللقاء ورحلوا عنا الى دار البقاء، كالشيخ ادريس والشيخ قوضاض والشيخ الكروط والمسرحي عبد الكريم مغراوي. - سر منح الجائزة لمدينة صغيرة اسمها بركان… هو تسائل ينتاب كل من تتبع برنامج سباق المدن الدي بثته التلفزة المغربية سنة 1987، عن سر منح هده الجائزة لمدينة صغيرة تحدت مدنا عملاقة كالرباط والدار البيضاء وفاس ومراكش وغيرها، بالرغم من تواجد معاهد تأهيلية للتراث والفن المسرحي، في حين أن مدينة بركان انداك لم تكن تتوفر، حتى على دار للشباب، أو اي معهد من شأنه أن يؤهل المدينة الى مسابقات بحجم سباق المدن والدي نأسف عن تقديم طبعته الأولى والتي كانت الأخيرة بعد التخلي عن الفكرة الجميلة لمحمد البوعناني وادريس التادلي، وبدالك تكون وزارة الثقافة قد تخلت عن برنامج تأهيلي من حجم سباق المدن. بعض المصادر من الرباط العاصمة، تفيد انه خلال جلسة بين شخصيتين نافدتين احداهما من بركان، أثير موضوع سباق المدن، دالك أن الشخصية الأولى سألت البركاني عما ادا كان ينحدر من بركان ليجيب هدا الأخير بالايجاب، فرد عليه أول بعبارة ‘هادوك لمفلسين ديال بركان'، وهو ما ازعج الشخصية البركانية، الأمر الدي تبنه له زميله الدي اعتدر بلبلقة وهدوء قائلا: أعتدر عن هدا الوصف، لكنه يدكرني ببرنامج سباق المدن حيث ان المسابقة التي تبارت فيها بركان، كان المرحوم الحسن الثاني يتابعها داخل القصر باهتمام كبير، ويتفاعل معها، خاصة عندما أثار أحد المشاركين قضية البوليساريو في نكتة تتعلق ببرلمان الحيوانات، والتي يقول فيها أن عبد العزيز المراكشي زعيم الجمهورية الوهمية طال حديثه مع الحمار، مما أثار فضول زملائه الدين سألوه عن سر هدا التأخر، فأجابهم بالقول ‘هضرة تجبد هضرة ولقيتو صاحبي قديم ‘أي أن الحمار وعبد العزيز المراكشي تربطهما علاقة صداقة قديمة، وهو ما ادى الى انفجار الحسن الثاني ضاحكا، قبل أن يحمل هاتفه ويتصل بوزير الثقافة امرا اياه بمنح الجائزة الأولى لبركان، وهو ما نفده الوزير الدي اتصل بمدير التلفزة السيد عاشور انداك وهو ابن مدينة جرادة، قائلا له بأن الملك أراد فوز بركان لأنها عبرت عن وطنيتها واخلاصها وصدقها في اثارة مواضيع تخدم الوطن. هكدا سارت الأمور، حسب بعض المشاركين في المسابقة انداك، وهكدا توج الحسن الثاني بركان وبقي الأمر سرا الى يومنا هدا، كما بقي حرمان المشاركين من مبلغ الجائزة سرا، ليبقى السؤال المطروح، هو أين دهبت قيمة الجائزة التي قدرها البعض ب20 مليون سنتيم والبعض الاخر ب 100 مليون سنتيم، هل بقيت بعمالة وجدة أم بالرباط، ولمادا لم يتم تكريم المشاركين في المسابقة ولو بكلمة شكر؟!. - نفض غبار النسيان : أصبحوا أناسا عاديين يرشفون القهوة مع أصدقائهم في جلسات تتحدث عن واقع الحال، وبداكرة مثخنة بهموم اليوم، لكنهم أناس غير عاديين في نظر التاريخ الدي لازال شاهدا على عبقريتهم وابداعهم وقهرهم للعمالقة. هؤلاء هم صناع ملحمة 1987 في برنامج سباق المدن، الشجرة التي أوقدت حماس رئيس المجلس البلدي انداك الميلود البوشيخي صاحب النعرة اليزناسنية الحديدية التي كسرت طوق نظام المسابقة، الدي حصر لائحة المشاركة في الأقاليم فقط، وبركان يومها لم تكن سوى باشوية. قد نكون أقرب الوصف من رسم لوحة رائعة لهؤلاء، لكننا لن نجزل الوصف الدقيق الدي يستحقونه، ومع دالك فجريدة لوريونطال ‘مشكورة' حاولت نفض غبار النسيان واستقرأت الداكرة لاعادة مبدعي ملحمة 1987 الفنية الى لحظة نوستالجيا يسردون فيها روعة الابداع وكأنها مرت بهم بالأمس القريب. - ادريس زاكي : يستحضر الأستاد ادريس زاكي هده اللحظات بالقول أن الفكرة جاءت في اجتماع ضم عامل وجدة أحمد بوفوس وباشا بركان بوشعيب نجمي ورئيس المجلس البلدي الميلود البوشيخي، وكان عبارة عن اجتماع جهوي طرح فيه العامل فكرة سباق المدن الدي تشارك فيه جل أقاليم المملكة، وكانت وجدة ضمنهم بالطبع. طلب العامل من الباشا ورئيس المجلس البلدي مساعدة الاقليم بمده ببعض الطاقات الابداعية، لكن تدخل البوشيخي كان غير دالك بطرحه فكرة مشاركة بركان كمدينة مستقلة، وهو ما استهجنه بوفوس، معتبرا بركان محدودة في الامكانيات والطاقات، لكن اصرار البوشيخي جعل من الفكرة واقعا يرى النور. * الشعلة الأولى : بعد الحصول على الضوء الأخضر لمشاركة بركان كلفت المجموعة التي تقوم بأنشطة عيد العرش لدخول التحدي والمشاركة في مسابقة تضم جل أقاليم المملكة، وكانت الجائزة المقترحة فيه هي 20 مليون سنتيم أو رحلة الى الكويت لمدة 20 يوما. * رفع التحدي : كانت المسابقة تضم ثلاث فقرات هي المسرح، التنشيط والغناء، وكانت هناك لجنة ثلاثية برئاسة باشا المدينة بوشعيب نجمي ورئيس الدائرة عبد الله فجري ورئيس المجلس البلدي الميلود البوشيخي، وتكونت لجنة تحضيرية كأول خطوة في الاعداد للمشاركة، وضمت ادريس زاكي كرئيس وعبد القادر عبيد المهندس بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي والدكتور مصطفى رمضاني. وانبثقت عن هده اللجنة لجان أخرى منها لجنة المسرح برئاسة الدكتور رمضاني مؤلف مسرحية ‘الباسبور'المشاركة في المسابقة، كما ضمت اللجنة المخرج عمر الدرويش. أما لجنة الغناء والموسيقى فترأسها ميمون لود رامي مدير معهد الموسيقى، فيما تكونت لجنة التنشيط من كل من يحيى هراس وحماد غمريش وفريد كومار. ويستطرد ادريس زاكي قائلا ان بداية الأشغال كانت بالنادي الثقافي، ملوية حيث كانت هناك لجنة لتقديم فقرات المسابقة تتكون من كوكب فتحي ولمياء ونان وادريس زاكي، وكان مخرج السهرة انداك الحاج المدني الريفي قد عبر عن دهشته لهده الدقة اللامتناهية في الأداء، حيث لم يضطر لاعادة أية لقطة أثناء التصوير، عكس ما كان عليه الحال باحدى المدن. ويقول زاكي، ان رئيس المجلس البلدي وفر جميع المتطلبات وسبل النجاح، وكانت مهمة التنسيق بين السلطة والمجلس من جهة واللجان من جهة أخرى قد أوكلت لادريس زاكي بمساعدة من عبد القادر عبيد أمين المال، كما انه تمت اضافة لجنة أخرى خاصة بالديكور على الخشبة ويرأسها مصطفى الرواس من وجدة. ويضيف زاكي أن سر نجاح بركان في تفوقها على مدن كبرى، يعود الى المواضيع المتنقاة، حيث كانت الأغنية تتناول مواضيع وطنية، وكانت أغنية ‘بني وطني ‘التي أدتها نادية ماخوخ والمطرب الصاعد انداك عبد القادر الطالبي، من تأليف الشاعر الحسين خضراوي، وهي عبارة عن أبيات شعربية استوحاها الشاعر خضراوي من خطاب عيد الشباب في يوليوز 1985، والدي كان مضمونه الجدية في العمل، وحث فيه الحسن الثاني الشباب على التسجيل في مراكز التكوين المهني. كما نال التراث نصيبه في هده المسابقة، حسب ادريس زاكي، من خلال أغنية جمعت رواد فن الركادة كحسن الحسيني والمختار البركاني والكروج وعبد الرحيم الحسيني، كما أتحف الفنان محمد الزينبي الجمهور بأغنية ‘ ألاواه … ويتدكر ادريس زاكي أن بركان واجهت قلعة السراغنة خلال التصفيات، وكان محمد المودن الصحافي بالتلفزة المغربية، قد نصب لجنة محسوب عليه لانجاح قلعة السراغنة، لكن حضور الرئيس البوشيخي الى جانب عبد الصادق زاكي خلال عملية التصويت أجهض هده المحاولة، ودالك عندما أخبرهما المخرج المدني الريفي بأن الماتش مبيوع، وهو ما دفعهما الى اخبار السيد عاشور، مدير التلفزة يومها، والدي ارتأى تغيير اللجنة بأكملها واستبدالها بأخرى يرأسها عبد المجيد فنيش الدي أتي به من منزله على التو. ويدكر زاكي موقف المدني الريفي والدي جاء نتيجة لموقف البوشيخي اتجاهه، حيث أكرم وفادته ووعده بمبلغ مالي اضافي ادا ما تم تتويج بركان في هده المسابقة . ويقول زاكي ان فوز بركان منح لها فرصة أخرى للظهور على الشاشة الصغيرة، حينما نالت ثقة القائمين على دار البريهي لاقامة سهرة بها سنة 1992،هدا قبل احداث العمالة سنة 1994 . بعد التتويج، منح بوفوس مبلغ مليوني سنتيم لمدينة بركان، من أصل عشرين مليون سنتيم قيمة الجائزة، حسب زاكي، في حين لم يتلق المشاركون في هدا النجاح الباهر ولو كلمة شكر بسيطة. - الأستاد الشاعر الحسين خضراوي: استلهم الحسين خضراوي كلمات رائعة ‘ بني وطني'من خطاب 9 يوليوز 1985 بمناسبة عيد الشباب. يقول الأستاد خضراوي انه كان يستمع للخطاب الملكي الدي حث فيه الحسن الثاني الشباب المغربي على التسجيل بمراكز التكوين المهني، وكان مضمون الخطاب هو الجدية في العمل، وهو ما أوحى له فكرة كتابة كلمات أغنية تحت عنوان ‘بني وطني'التي أداها عبد القادر الطالبي ونادية ماخوخ ولحنها ميمون لود رامي. القصيدة الخالدة للحسين خضراوي كتب لها أن تكون نقطة ضمن بحر النجاحات التي بصمت عليها بركان في هده المسابقة الابداعية، ولم تكن الوحيدة لخضراوي، بل انه ساهم بمنح زاوية بمنزلهوبثمن رمزي لفائدة جمعية ابن سينا للموسيقى برئاسة ميمون لود رامي، هدا بالرغم من معارضة الجيران ودالك خدمة للثقافة والفن. الشاعر حسين خضراوي يؤكد الرواية القائلة بأن المرحوم الحسن الثاني اتصل بادارة التلفزة لمنح الجائزة الأولى لبركان، كما أن مسرحية ‘الباسبور' كانت تفوح منها رائحة الوطنية شأنها شأن عرض النكت الدي أضحك الملك كثيرا وحمله على الاتصال هاتفيا لترجيح كفة بركان على باقي المدن. مسرحية ‘الباسبور'أرسلت عدة ميساجات للجزائريين، كالدور الدي لعبه محمد أجنان وقال في مقطع له ‘درنا فيهم خير وردوه لينا شر'. ويستحضر الحسين خضراوي بحسرة ومرارة كبيرتين، كيف أن المسؤولين ببركان استثنوه من حضور حفل نظم بالنادي الثقافي ملوية بمناسبة التتويج، أقيم فيه المشوي وما لد وطاب، رغم أنه كان أحد صناع هدا النجاح. - يحيى هراس : يرى يحيى هراس أحد مبدعي ملحمة 1987 وأحد صناع أفراح النهضة البركانية لكرة القدم في نفس الفترة، أن بركان في دالك الوقت لم تكن تملك أي شيء، الا أن الفعاليات المحلية وقفت جنبا الى جنب لرفع التحدي، وكان لرئيس المجلس البلدي والباشا ورئيس الدائرة، دور كبير في انجاح هدا الرهان وكسب التحدي. أما عن سبب اختياره للمشاركة، يقول هراس انه يعود الى أن المرحوم الدرويش بنسعيد، كان يحضر التداريب وكان يحفز يحيى بكل حماس، وهو ما نال اعجاب الباشا الدي تمسك به للمشاركة بنكتة سياسية وهادفة، خاصة في تلك المرحلة التي كان فيها الصراع على أوجه بين المغرب وجبهة البوليساريو. ويقول هراس بسخريته المعهودة ‘عبد العزيز المراكشي طغى ولبَّسْتْلُو هاديك التهمة ‘كما يقول هراس أن فريد كومار وحسن حدو دعماه وشجعاه وسانداه للنجاح في مهمته٬ كما نوه بالدور الدي قام به عمر الدرويش الدي يقول عنه أنه فنان كبير يملك رؤية ثاقبة وقدرة على دراسة الشخصية فوق الخشبة٬ وهو نفس الدور الدي لعبه الدكتور مصطفى رمضاني. يحيى هراس الدي جمع بين الرياضة والثقافة٬ يقول عن ملحمة 1987: عندما أردنا الفوز فزنا٬ بركان معروفة بالتحدي٬ خاصة عندما تمس كرامتها٬ فتصنع المعجزات. استطاع يحيى هراس أن يستفز قريحة الفكاهة والضحك عند الحسن الثاني٬ ودفعه لرفع السماعة والأمر بمنح مدينة كان يعتقد أن أهلها لا يفقهون سوى في البرتقال والبطاطس٬ الجائزة الأولى في مسابقة لا حديث فيها سوى عن الابداع والفن. - فريد كومار : فنان مسرحي شارك في مسرحية ‘الباسبور ‘التي ألفها مصطفى رمضاني وأخرجها عمر الدرويش٬ وضمت الفرقة المسرحية كلا من درويش الخثير٬ حسن حدو٬ محمد أجنان٬ جمال مسكيني٬ المرحوم عبد الكريم مغرواوي٬ لمنور الزياني٬ اكرام اليعقوبي٬ محمد بختاوي٬ نادية ماخوخ٬ قيراط سميرة٬ أمال الغازي ومحمد الروبي. يقول فريد كومار ان المسرحية يدور موضوعها حول الهجرة الشرعية والصعوبات التي يلاقيها المغربي للحصول على جواز السفر / الباسبور . وكان فريد كومار قد قام الى جانب حسن حدو بثنائي ‘ديم و دام ‘وهو ثنائي ساخر أدى احدى فقراط التنشيط٬ كما لعب كومار دورين في المسرحية٬ دور الجيلالي٬ مع مجموعة من الناس الحالمين بالباسبور٬ ودور الكاوري / الأجنبي. ويقول كومار بكل حسرة أنه رغم الفوز بالمرتبة الأولى٬ فان المشاركين لم يتوصلوا سوى بمبلغ 130 درهم كمستحقلت٬ غير أن الهم الأكبر لديهم هو ربح الرهان٬ خاصة وأن ضغطا نفسيا كبيرا انتابهم في الديربي مع وجدة٬ كما كان همهم -حسب قوله – هو اسعاد البركانيين٬ وتكديب كل التوقعات. فكما يقول المثل المصري ‘المايه تكدب الغطاس ‘-حسب كومار – فان بركان برهنت من خلال المجموعة المشاركة في المسابقة وفي جميع فقراتها٬ بأن براكنة غطاسة وموهوبون٬ ويضيف أنه يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر٬ وما زخرت به بركان من مواهب لم يتأتى لمدن كبرى تملك معاهد ودور للشباب. يتدكر كومار أنه خلال الفقرة التي أداها ‘ديم و دام' حدفت اللجنة بعض الكلمات٬ وعلى غير العادة تقبل الثنائي هدا الأمر من أجل مصلحة المدينة وكسب الرهان٬ خلافا لما هو عليه فيها بالنسبة لبعض العروض التي ينسحب أصحابها لمجرد التصرف في مضمون كلماتها. - ميمون لود رامي : من مواليد 1956متزوج وأب لخمسة أطفال٬ يعد مؤسس أول لبنة موسيقية ببركان٬ شارك في عدة مسابقات غنائية وتميز فيها٬ ك'أضواء المدينة' و' ومواهب' الدي أحتل خلاله المرتبة الأولى قبل الفنان محمد الغاوي سنة 1984 ٬أسس لود رامي معهدا خاصا بالموسيقى قبل أن يكتري محلا من الحسين خضراوي. كان مؤسسا لشركة انتاج ثم معهد للموسيقى. كان قد أنهى دراسته في الموسيقى سنة 1982 ونال شهادة معنوية خاصة من الفنان عبد الهادي بلخياط. أسس جمعية زرياب في البداية٬ فجمعية ابن سينا ثم المعهد الموسيقي سنة 1984. يقول ميمون لود رامي أن ” سباق المدن” كان فكرة ادريس التادلي ومحمد البوعناني ومن تنشيط فاطمة النوالي. يتدكر رامي أنه الخطوة التي قام بها الباشا ورئيس المجلس البلدي ورئيس الدائرة في نيل بركان شرف المشاركة٬ جاء شخصان من الرباط استقرا بوجدة للاشراف على سير المسابقة٬ وكان هؤلاء يكنان احتقارا كبيرا لبركان٬ وأثناء الاستعدادات٬ جاء الشخصان رفقة طبيب من وجدة وهو رئيس لجمعية الطرب الغرناطي٬ وفي دهنه أن بركان لا تساوي شيئا على المستوى الفني٬ لكن هؤلاء فوجئوا جميعا بالاستعدادات٬ وتابعوا التداريب التي أراد الطبيب خلالها٬ تقديم مدة العرض من 30 دقيقة الى عشرة دقائق فقط٬ لكن رئيس الدائرة انداك عبد الله فجري انبرى لهدا الطبيب وكان الوحيد الدي ناصر ميمون لود رامي الدي أراد الانسحاب احتجاجا على هدا التدخل غير المنطقي٬ لكن مخرج القصر انداك الحاج المدني الريفي استعطف ميمون لود للابقاء على مدة العرض مع طلب ادخال فقرة الغرناطي٬ ومع دالك فان ميمون لود جعل من الغرناطي فنا بركانيا خالصا من خلال التوزيع الموسيقي الدي نقله من موسيقاه الأصلية نحو ايقاع الموشحات وكانت 24 فتاة بركانية شاركت في هده الملحمة٬ وأبدعت فيها كثيرا. يقول لود رامي ان فقرة الموسيقى التي أبهرت الى جانب المسرح والتنشيط٬ تميزت بأداء جيد لأصوات شابة كنادية ماخوخ وعبد القادر الطالبي في ‘بني وطني' وخيرة الطالبي في ‘حمام السلام' وفاطمة الزهراء الطالبي في ‘مازلت وفية للعهد'وهي أغنية عاطفية يتدكر ميمون لود رامي أن المشاركين تلقوا وعدا بالتوصل بمنحة مالية قدرها 100 مليون سنتيم وجولة في الديار الكويتية لتسجيل الأغاني٬ لكن لا شيء من دالك تم٬ حيث منح المشاركون مبلغا رمزيا لا يسمن ولا يغني من جوع. ومن الأشياء التي يدكرها ميمون لود رامي٬ أنه قبل ثلاثة أيام من عيد الفطر وفي خضم الاستعداد للمسابقة٬ جاءه أشخاص من الناظور وعرضوا عليه الانضمام اليهم في فقرة الموسيقى مقابل شيك على بياض٬ لكنه رفض دالك. - الدكتور مصطفى رمضاني : هو أحد المشرفين الثلاث على' سباق المدن' ومؤلف مسرحية ‘الباسبور' التي عرضت في المسابقة. يقول الدكتور رمضاني ان روح الانتماء للمدينة هي التي جعلته يتحمس لتحمل المسؤولية في الاشراف على فقرات المسابقة ببركان٬ منوها برئيس المجلس البلدي انداك الميلود البوشيخي الدي عمل جاهدا لتمثيل المدينة أحسن تمثيل٬ لأنها كانت محتقرة٬ ويعتبرها الجميع مدينة فلاحية وليست منطقة ابداع ثقافي أو فني. ويضيف الدكتور رمضاني أن سباق المدن كان انطلاقة حقيقية بالنسبة لمجموعة من النجوم في المسرح والغناء والمشيخة والتنشيط٬ فتم اختيار أجود العروض لتمثيل المدينة٬ لدرجة أن الجميع فوجئوا بالوجه الدي ظهرت به مدينة بركان.