احتضنت قاعة الاجتماعات الكبرى بمقر جهة الشرق مساء يوم الخميس 12 يناير 2017 فعاليات ندوة اقتصادية في موضوع البحث عن فرص الاستثمار ومناخ الأعمال بجهة الشرق، وتندرج هذه الندوة في إطار قافلة جهات المغرب التي تسهر جريدة "أنسبيراسيون إيكو"، على تنظيم نظير هذه الندوات بمختلف جهات المغرب الإثني عشر. شكلت هذه الندوة المنظمة يوجدة مناسبة لإبراز المؤهلات الاقتصادية والتنموية المهمة فضلا عن المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها هذه الجهة، والتي قد تؤهلها لأن تكون قبلة للرساميل الوطنية والدولية الموجهة نحو الاستثمار في القطاعات الاقتصادية الأساسية. كما كان هذا اللقاء مناسبة لمناقشة الصعوبات والإشكاليات التي تواجه المستثمرين، وتدارس الآليات المناسبة للدفع بالاستثمار وجعله رافعة للتنمية بجهة الشرق وربطها بالاستراتيجية الملكية لتنمية الجهة المتضمنة في الخطاب الملكي بمدينة وجدة يوم 18 مارس 2003. اللقاء الذي حضره الكاتب العام لولاية جهة الشرق ومدير مؤسسة "أنسبيراسيون إيكو" ومدير وكالة تنمية أقاليم جهة الشرق، ورئيس جهة الشرق السيد عبد النبي بعيوي ونوابه وأعضاء المجلس والفاعلون الاقتصاديون وممثلو المجتمع المدني، تميز بكلمة رئيس جهة الشرق الذي أكد على أهمية اللقاء في خلق " فضاء للنقاش الهادف حول سبل جلب رؤوس الأموال وتحسين مناخ الأعمال لخلق دينامية اقتصادية وتنمية اجتماعية، وكذا تحسين ظروف عيش الساكنة وتحقيق تنموية جهوية مستدامة، " فهذه المحطة يقول رئيس الجهة "من شأنها أن تشكل إطارا لتفعيل جهوية موسعة ناجعة متضامنة، نؤكد عبرها على ضرورة تفعيل قيم التضامن سواء بين مكونات الجهة الواحدة أو بين مختلف جهات المملكة" وأوضح أن جهة الشرق " تتميز بعدة مؤهلات اقتصادية واجتماعية وطبيعية تجعل منها قطبا اقتصاديا منفتحا على البوابة الإفريقية والاوروبية والاورومتوسطية وكذا المغاربية، إضافة إلى توفرها على إمكانيات وفرص واعدة على مستوى السياحة والفلاحة والصناعات التحويلية وإنتاج الطاقات المتجددة إضافة إلى مناطقها الصناعية وأقطابها الفلاحية، الأمر الذي يمكن جهة الشرق اليوم من فرض ذاتها كقطب اقتصادي هام ويجعل من مشاريعها المهيكلة تروم تسهيل الفعل الاستثماري داخل الجهة" وتوقف السيد الرئيس في كلمته عند الخطاب الملكي التاريخي بوجدة يوم 18 مارس 2003 الذي قال عنه " فمنذ هذا التاريخ شهدت جهة الشرق انطلاق أوراش تنموية هامة ومشاريع مهيكلة كبرى من خلالها تم التأسيس لرؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق برامج التأهيل الترابي والتنمية المجالية،" وأضاف أن الجهة "تعرف مسارا تنمويا متصاعدا بفضل جهود السلطات العمومية والمنتخبة، وأيضا بفضل الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتمويل التنمية المستدامة، باعتبارها دعامة أساسية للحكامة التشاركية بالقطاعات الاجتماعية والاقتصادية، والتي تعد من آليات جلب الاستثمارات الخارجية المباشرة واستقطاب مؤسسات من العالم السوسيو-اقتصادي". وعن جهود مجلس جهة الشرق في تشجيع الاستثمار، أوضح السيد عبد النبي بعيوي أن مجلس جهة الشرق بادر "بإعداد دفتر التحملات الخاص بتشجيع الاستثمار كما عمد إلى تخصيص اعتمادات مالية مهمة في ميزانيتي 2016 و2017 وكلها إجراءات يندرج في سياق التدابير الرامية لدعم الاستثمار وإحداث مناصب الشغل بالجهة. ويأمل مجلس جهة الشرق من خلالها إلى خلق إطار متجانس للتدخل وتأكيد التزامه للرفع من وتيرة الاستثمار والتشغيل بجهة الشرق." ويهدف دفتر التحملات عبر تقديم الدعم المالي، " إلى مرافقة حاملي مشاريع الاستثمار، الرامية إلى إحداث وتوسيع أنشطة اقتصادية، والرفع من فرص التشغيل بجهة الشرق، كما يراعي ضرورة توفر شروط واحترام ضوابط اجرائية ومسطرية. " وكانت بعض الخصوصيات الجغرافية والمجالية لجهة الشرق حاضرة في كلمة السيد الرئيس، حيث أكد على أن " جهة الشرق تعتبر منطقة حدودية وتأهيلها يستوجب بذل المزيد من المجهودات لفك العزلة عن ساكنتها والتأكيد على خلق فرص بديلة للشغل والتي تظل رهينة بتشجيع الاستثمار بالجهة وتعزيز تموقعها الاقتصادي كقطب لوجستيكي مؤهل لاحتضان المشاريع التنموية الكبرى. وفي هذا السياق لابد من التأكيد على الأهمية البالغة التي يوليها مجلس جهة الشرق للتنمية المندمجة، وتعزيز فرص الاستثمار، وتحسين مناخ الأعمال، مرتكزين في ذلك على أسس التسويق الترابي الرامي إلى إبراز المؤهلات والموارد التي تتوفر عليها الجهة قصد تثمينها وإنعاشها واستغلالها وفق رؤية تنموية مستدامة تمكن من تحقيق أهداف الذكاء الترابي، ومستحضرين مبادئ المقاربة التشاركية الهادفة إلى الرفع من منسوب الإستثمار بالجهة" هذا وقد تناوب على منصة الخطابة كل من الكاتب العام لولاية جهة الشرق ومدير يومية "أنسبيراسيون إيكو"، بالإضافة إلى تدخلات بعض الفاعلين أثناء فتح باب المناقشات والاستفسارات التي قاربت كلها وفي شموليتها موضوع سبل جلب رؤوس الأموال وتحسين مناخ الأعمال لخلق الثروة، من أجل تحسين ظروف عيش الساكنة وتحقيق الرقي والازدهار.