يشارك المخرج ادريس شويكة ، ضمن المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ، في هذا السياق نرصد مجموعة من الافكار التي عبر عنها خلال فعاليات المهرجان: أكد المخرج المغربي إدريس شويكة، الذي يشارك حاليا في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بفيلم «فينك أليام»، أنه أصبح يخرج أفلاما يسعد هو شخصيا بمشاهدتها. وقال إدريس شويكة، إنه منذ شريط «لعبة الحب» أصبح « لا يطرح سؤال الجمهور»، ويصنع «سينما يعشق رؤيتها هو شخصيا». وأوضح شويكة أن فكرة «فينك أليام»، شريطه الجديد الذي عرض لأول مرة بالقاهرة، كانت تراوده منذ نهاية التسعينيات حين أنجز الخطوط العريضة لفكرة الفيلم قبل أن يعرضها على السيناريست محمد عريوس ليشرعا معا في كتابة السيناريو خلال سنتي2004 و2005 . وأضاف أنه انتهى منذ فترة قريبة فقط من إنجاز الفيلم فلم يكن أمامه سوى ثلاث مهرجانات عربية لعرضه، القاهرة ودبي ومراكش، غير أنه لم يتوصل سوى بقرار إدارة المهرجان المصري بإدراج الشريط ضمن المسابقة الدولية معبرا عن اعتزازه باختيار شريط «فينك أليام» للتنافس ضمن المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة«المدينة التي تظل معلمة في السينما العربية». وعن اختياره العودة في عمله الأخير إلى أجواء السبعينيات من القرن الماضي وخصوصا داخل الجامعة المغربية، قال المخرج إن هذه الفترة قد تكون موضوعا لعشرات الأفلام ف» بالرغم من أن الأمور تغيرت على مستوى القناعات السياسية المباشرة، فإن أثر تلك السنوات ظلت حاضرة وتؤثر في سلوك الجيل الذي عايشها ولها امتداد على علاقاته الإنسانية». وأضاف «بالرغم من رغبتنا في نسيان الماضي، إلا أننا لن نتمكن فالإنسان يحمله معه حتى لو لم يكن ذلك بشكل جلي». وقد اعتمد المخرج في «فينك الأيام» على حكي متقطع، إذ كان هناك خطان زمنيان متوازيان هما حاضر الأبطال السبعة للفيلم وماضيهم ، ربط بينهما المخرج من خلال الفلاش باك و»رواية داخل الرواية». وأقر إدريس شويكة بأنه كان متخوفا من أن يجد الجمهور صعوبة في متابعة الفليم بسبب هذا الاختيار إلا أن «العرض الأول للفيلم لم يظهر صعوبات في متابعته بالرغم من عدم حاجز اللغة». وعن دواعي سجن الكاميرا داخل أماكن مغلقة باستثناء البحر، قال إدريس شويكة إن أبطال الفيلم كانوا محاصرين من الخلف بماضيهم، ولم يكن أمامهم سوى البحر كأفق «مجهول» وهو أيضا هروب نحو هامش الطبيعة. وأوضح شويكة أن وجود سبع شخصيات ذات أدوار متكافئة تقريبا في الفيلم لم يخلق مشاكل في التصوير خصوصا وأن الأمر يتعلق بشباب يشكل الفيلم أول عمل مهم لهم تقريبا، حيث قضوا فترة قبل التصوير مجتمعين في أكادير مما خلق انسجاما بينهم تحول إلى صداقة حقيقية بعده. وقد تعمد المخرج عدم تقديم تفاصيل كثيرة عن الأصل الاجتماعي لأبطال العمل واكتفى بإشارات بسيطة تحيل على أنهم يمثلون مناطق مختلفة من المغرب. وعند تناول واقع السينما المغربية، أبرز ادريس شويكة بالخصوص ما حققه الفن السابع الوطني من تراكم على مستويي الكم والكيف، وخصوصا ما قدمه من تنوع في التجارب السينمائية. غير أن المخرج شويكة توقف عند نقطتي ضعف رئيسيتين تقفان في وجه السينما الوطنية وهما الإنتاج في ظل غياب منتجين كبار، و»عزوف القنوات التلفزيونية العمومية» عن تمويل إنتاج أعمال سينمائية، وضعف في التوزيع والتسويق على الصعيد الوطني (تناقص عدد القاعات السينمائية) والعالمي.