ذكرت مصادر مقربة من ملف ترحيل سكان كريان سنطرال بالحي المحمدي بالدار البيضاء، أن القرعة من أجل بدء عملية الترحيل سيتم الشروع فيها مع نهاية شهر يناير من سنة 2010 . ولم تحدد ذات المصادر كم ستستغرق عملية الترحيل، التي من غير المستبعد أن تستمر عدة سنوات، نظرا لما ستعرفه حسب بعض المهتمين بهذا الملف من مشاكل، وخاصة تلك المتعلقة بالأسر المركبة، أو تلك التي لا تتوفر على دخل قار. وقالت مصادر أخرى إن عملية الترحيل ستعرف مشاكل من نوع آخر ما لم تأخذ السلطات الوصية بزمام الأمور في ظل الأصوات المتعالية و«المحرضة» على عدم الرحيل من الكريان بدعوى بعدها عن مكان عيشهم و لعدم سماح السلطات لهم بالاستفادة من محلات تجارية بالمشروع الجديد، باعتبار أن أصحاب هذه الأصوات هم المستفيدون من بقاء الكريانات في تلك المنطقة! كما أن هناك سكانا يستعجلون الخروج من جحيم الحرائق المتكرر التي لم تبق لهم في حياتهم سوى الآلام والندوب، هذه الفئة رغم عدم توفرها على دخل قار إلا أنها تنتظر موعد الترحيل بفارغ الصبر. ويعتبر كريان سنطرال من بين أقدم التجمعات الصفيحية بالمغرب، كما عرف عبر تاريخه عدة حرائق خلفت ضحايا و ضياع أموال كثيرة، كما كان موضع عدة دراسات من أجل ترحيل سكانه، غير أن لوبيات الانتخابات كانت تحول دون ذلك، كما أن المحاولات التي تم الشروع فيها لم تنجح، في استيعاب الجزء الكبير من السكان، وذلك راجع لما عرفه الكريان من إنزال وتفريخ للبراريك، حتى أصبح من الصعب التغلب على هذه المعضلة. وقد كانت آخر محاولة لمحو الكريان هي بناء مشروع الحسن الثاني، والذي تم «الالتفاف» عليه بشتى الطرق، مما حرم الكثير من الأسر من الاستفادة، وهو ما عمق المشكل حيث تم تناسل براريك أخرى سواء كمساكن أو كأسواق. وللتذكير ، فإن السلطات المكلفة بهذا الملف قد خصصت حوالي ثلاثة آلاف بقعة مجهزة بمنطقة لهراويين من أجل أن تستفيد منها حوالي ستة آلاف أسرة بمعدل أسرتين في كل بقعة، مع إمكانية بناء طابق أرضي زائد ثلاثة.