رست بميناء طنجة ، زوال الأربعاء الاخير ، الباخرة العلمية الفرنسية «تارا أوسيون» في إطار رحلة تدوم ثلاث سنوات لدراسة الأنظمة البيئية البحرية التي تنتج الأوكسجين في الهواء. وستبقى الباخرة راسية بميناء طنجة ليومين قبل مواصلة الرحلة نحو البحر الأبيض المتوسط ، يومه الجمعة، لتعميق الدراسات والأبحاث حول تأثر المحيطات بظاهرة الاحتباس الحراري كانحسار رقعة النباتات البحرية وتقلص حجم نشاط المتعضيات المجهرية (البلانكتون) التي تنتج الأوكسجين. ووصف رئيس البعثة العلمية على متن الباخرة هوغو سامينطو هذه السفينة، التي انطلقت في رابع شتنبر الجاري من ميناء «لوريون» بفرنسا، بمثابة مختبر متنقل لدراسة أعماق المحيطات، حيث سيعمل الطاقم على أخذ عينات من مياه المحيطات وتحليلها. وأضاف سامينطو، أن هذه العينات سيتم تجميعها وتحليلها في 25 مختبرا عبر العالم، إذ من المنتظر أن يساهم في دراسة هذه العينات فريق من العلماء مكون من مائة عالم، بهدف معرفة أفضل لطريقة اشتغال هذه الأنظمة البيئية. وخلال رحلتها من فرنسا إلى طنجة، عمل طاقم السفينة المكون من مجموعة من العلماء من عدة تخصصات، على ضبط التجهيزات العلمية ووضع بروتوكول الأبحاث البحرية الذي يحدد بدقة المعايير المعتمدة لإجراء الاختبارات وأخذ العينات. وقام الطاقم خلال هذه الفترة بأخذ ثلاث عينات على عمق مختلف، حيث انصبت الأبحاث الأولية على دراسة «البلانكتون» والبكتيريا المنتشرة في مياه البحار. وقال هوغو سامينطو إن هذه الرحلة تهدف أيضا إلى قياس تدهور الحياة الحيوية للبحار خلال العقود الأخيرة ، مشيرا، على الخصوص، إلى استنزاف الثروة البحرية وارتفاع درجة حرارة المحيطات وتأثر المحيطات بالغازات الملوثة في الجو. وتعتبر المحيطات، التي تغطي ثلثي مساحة الكرة الأرضية، بمثابة رئة ثانية للعالم إلى جانب الغابات، حيث تنتج نصف حجم الأوكسجين الموجود في الجو، كما تمتص نصف انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون. وأشارت وثيقة حول هذه الرحلة البحرية إلى أن الحياة البحرية مهددة بسبب اختلال التوازنات البيئية الكبرى التي أدت إلى تقلص مساحة النباتات البحرية، وبالتالي تناقص الأوكسجين في المحيطات، ما سيؤدي إلى نفوق الكائنات البحرية. وسيقوم الطاقم خلال هذه الرحلة، التي ستجوب مختلف البحار والمحيطات عبر العالم، بإجراء أبحاث تهم علم المحيطات وبيولوجيا الحياة البحرية وفيزياء التيارات البحرية. وتجدر الإشارة إلى أن الرحلة السابقة للباخرة (بين سنتي2006 و2008) قادت الطاقم نحو المحيط المتجمد الشمالي لدراسة آثار الاحتباس الحراري على الكتل الجليدية. ومن المنتظر أن يتم تقديم نتائج الرحلة أواخر السنة الجارية خلال مؤتمر كوبنهاغن الذي سيتم خلاله متابعة الالتزامات البيئية للدول.