عرت الأمطار الأخيرة التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء عن الواقع الهش للبنية التحتية لمعظم الأحياء البيضاوية، حيث غرقت العديد من الشوارع والأزقة بمياه الأمطار التي لم تكن بالكثافة الكافية لإحداث هذا الاضطراب في الحالات العادية التي تكون فيها الصيانة سليمة. وقد ساهمت تلك الأمطار في عرقلة السير بمجموعة من الأحياء البيضاوية خاصة حي مولاي رشيد والحي المحمدي، اضافة إلى معظم الأحياء الهامشية كدوار المكانسة بوسكورة ودوار نبيل و«الشيشان» الهراويين، وغيرها من الأحياء الصفيحية والمساكن العشوائية. هذه الأمطار التي عرت عن واقع خطير بعثت إلى المسؤولين، من خلال تلك الساعات القليلة من التهاطل، برسالة مستعجلة مفادها بأن هذا الموسم قد يكون مثل سابقه أو أكثر، وهي مناسبة للتفكير أكثر واتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة اختناق البالوعات «القوادس»، والعمل بجدية وتنسيق لتدارك أخطاء الموسم الفارط الذي عانى منه البيضاويون كثيرا... فهل سيقوم المسؤولون عن مختلف القطاعات المرتبطة بمصالح البيضاويين بإجراءات مناسبة وجدية للوقاية من كوارث تهدد المدينة ، كل وقت وحين، بخسائر فادحة وضحايا ليس لهم ذنب سوى أنهم سكان بيضاويون؟!