اهتمت الصحف الألمانية على مدى الأيام القليلة الماضية بالبلبلة التي أحدثتها الانتقادات الشديدة التي يواجهها نادي شالك الألماني لكرة القدم من قبل المسلمين بألمانيا وخارجها؛ وذلك بسبب فقرة في نشيد النادي ورد بها أن رسول الله محمد (صلى الله عليه و سلم) كان نبيا ولم يكن يعرف شيئا عن كرة القدم، لكنه حينما اختار من الألوان اختار الأبيض والأزرق« في إشارة إلى لوني القمصان الرياضية التي يرتديها عناصر فريق شالك الألماني الذي تلقى مئات الرسائل الإلكترونية تهدد بمقاطعة الفريق وتطالبه بشطب الجزء الخاص من الأغنية الرياضية المسيئة للرسول الكريم والتي يتم ترديدها بالملاعب الألمانية منذ سنة 1924 أي منذ ما يزيد عن 80 عاما. ونظرا لما أحدثته قصة هذه الأغنية الرياضية من جدل كبير يوحي باحتدامه مستقبلا ما بين أنصار الفريق الألماني والمسلمين، بادر نادي شالك إلى الاستعانة بعلماء الإسلام وخبراء في الدين الإسلامي والمنظمات الإسلامية بألمانيا للتخفيف من حدة الاحتقان والانتقادات اللاذعة التي يطلقها المسلمين بألمانيا وخارجها، حيث أجمع هؤلاء جميعهم على أن الفقرة الواردة بالنشيد ليست موضوع إساءة للنبي الكريم بهذا المعنى، غير أن إقحام اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الأغنية الرياضية لفريق شالك الألماني هو الذي أثار حساسية المسلمين، كما أن كاتب كلمات هذا النشيد خلال سنة 1924 لم يكن يعالج الأجواء الحساسة ما بين الديانات والقوميات التي نشأت بعد ذلك بحوالي 80 عاما على ما يبدو. فيما اعتبرت جهات أخرى أن حادث انتباه مسلمي ألمانيا إلى هذا المقطع من نشيد فريق شالك الألماني والمسيء للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) جاء في أعقاب تداعيات حادث الاغتيال الذي لم يمض عليه شهر والذي راحت ضحيته المواطنة المصرية مروى الشربيني التي كانت ترتدي قيد حياتها الحجاب و تعرضت للقتل بقاعة المحكمة في ألمانيا، مما أثار مشاعر المسلمين بشكل إضافي وكلهم إصرار على حذف الفقرة من النشيد موضوع الاحتجاج في مقابل تشبث أنصار الفريق بجميع فقرات نشيد شالك الألماني الذي ظل يعزف لأكثر من 80 عاما دونما إساءة لأحد كما يزعمون، حيث يبدو -حسب نظرهم- أن الأغاني الرياضية تميل عادة إلى البحث عن شخصيات تاريخية معروفة وتقحمها بحثا عن الطرافة والإثارة.