يعتبر الفوسفاط مادة أساسية في الاقتصاد الوطني حيث ضخ في خزينة الدولة سنة 2006 حوالي 2.2 مليار دولار وفي سنة 2007 حوالي 3 مليار دولار، أما سنة 2008 فحقق رقما قياسيا وصل الى 6.3 مليار دولار. وبالتالي ساهم في تخفيف وقع الازمة العالمية على الاقتصاد الوطني. تشغل مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط حوالي 19.300 بين إطار وعامل، منها 5000 عامل وإطار بمدينة خريبكة، يحتل المغرب المرتبة الثالثة في الانتاج والمرتبة الاولى في التصدير. ولتطوير هذه المادة الاساسية وضعت المجموعة استراتيجية وطنية للفوسفاط (2015/2009) من أجل المساهمة في تنمية البلاد على المستويين الوطني والجهوي والرفع من الاقتصاد الوطني ولعب الدور الاساسي في السوق العالمي. ترتكز هذه الاستراتيجية على عنصرين أساسيين: الاستراتيجية الصناعية وهي مرتبطة بالقدرة الانتاجية من أجل التحكم في السوق وحسن تدبير الموارد البشرية. الاستراتيجية المالية والتنظيمية من أجل مواكبة المؤسسات الدولية الكبرى وحسن التنظيم والتدبير الداخلي والهيكلي. وحددت اعتمادات هذه الاستراتيجية في 4 مليار درهم التي وضعتها مكاتب الدراسات الوطنية والدولية. ابتداء من 2012 ستتغير جذريا طرق معالجة ونقل الفوسفاط، فمن الطريقة التقليدية التي كانت تعتمد غسل وتنظيف وكلسنة الفوسفاط ونقله عبر السكك الحديدية الى الجرف الاصفر، انطلاقا من مدينة خريبكة.. وما كان يخلفه من آثار سلبية على البيئة (الغبار، استهلاك الماء، الغازات، استهلاك الطاقة، الصوت، تلوث المياه الجوفية) فإن الطريقة الحديثة تقتضي غسل الفوسفاط ونقله عبر أنابيب من خريبكة الى الجرف الاصفر في ظروف بيئية ملائمة، بحيث سيتم النقص من استهلاك الطاقة والماء والنقل وحل مشكل الغبار بشكل نهائي والنقص في مادة الكاربون الملوثة والنقص في الصوت والمحافظة على مصادر المياه الجوفية. ومن أجل ضمان مصادر مالية أساسية، سيضاعف المكتب الشريف للفوسفاط إنتاج وتصدير الفوسفاط، ولهذه الغاية ستفتح ثلاثة مناجم جديدة ابتداء من سنة 2010 وهي: منجم الحلاسة: 5,5 ملايين طن سنويا (خريبكة). منجم اولاد فارس: 6 ملايين طن سنويا (سطات). منجم مراح لحرش: 6 ملايين طن سنويا (خريبكة). وبالتالي سينتقل المغرب من إنتاج 22 مليون طن سنويا الى 44 مليون سنويا. كما وضع ثلاثة مشاريع كبرى، عبارة عن معامل لغسل الفوسفاط في الحلاسة (12 مليون طن). اولاد فارس (14 مليون طن) ومراح لحرش (12 مليون طن)... وسينقل هذا الفوسفاط عبر الأنابيب الى الجرف الاصفر (الجديدة) وبالتالي ستغلق كل معامل التنشيف التي كانت تلوث البيئة بالغبار والغازات. إن هذه الطريقة الجديدة ستمكن سنويا من توفير حوالي 16 مليون متر مكعب من الماء، وسيصدر الفوسفاط بأقل تكلفة وسترتقع المبيعات والمداخيل. يعتبر منجم مراح لحرش بخريبكة من المناجم الجديدة الذي سيبدأ في مارس 2010. وانطلقت به الاوراش من طرف 30 شركة مغربية وأجنبية والتي تشغل حوالي 800 عامل منهم 400 من مدينة خريبكة، وسيعالج حوالي 7 ملايين طن سنويا من الفوسفاط في ظروف بيئيةجيدة. ولهذا الغرض تم بناء محطة لتصفية المياه الحارة لمدينة خريبكة من خلال اتفاقية شراكة بين المجلس البلدي ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب ووكالة حوض أم الربيع بتكلفة تصل الى 30 مليار سنتيم سيمولها م.ش.ف، والتي تبعد عن لمراح الحرش بحوالي 18 كلم وعن مدينة خريبكة بحوالي 5 كلم. هذا المشروع البيئي الضخم الذي سيعالج مياه الوادي الحار للمدينة لإعادة استعمال حوالي مليون متر مكعب من المياه سنويا، يُعاد استعمالها في غسل الفوسفاط بدل الاعتماد على نفس الكمية من الماء الصالح للشرب التي كانت تُستعمل للغسل سابقا. كما سيتم إنتاج غاز البوتان وتحويل الطاقة والأسمدة، وسيكون المشروع جاهزا في 2010. وانسجاما مع استراتيجية الفوسفاط فإن مدينة خريبكة بالإضافة الى المشاريع البيئية والصناعية السابقة سيساهم م.ش.ف. في التأهيل الحضري بحوالي 33.50 مليون درهم لاستكمال قنطرة أسا والقاعة المغطاة والمساحات الخضراء بالمدينة. كما خصص حوالي 600 هكتار لمحاربة السكن غير اللائق وبناء النواة الجامعية وبناء مؤسسات اجتماعية وبناء مشروع المنجم الاخضر السياحي (4.4 مليار درهم) وبناء متحف كبير. إن الفوسفاط أصبح مصدرا رئيسيا لمداخيل الدولة. وكان حكرا عليها، وفي السنوات الاخيرة انفتح على محيطه وأصبح يهتم بمحيطه وبالمدن المنجمية. وهكذا فإن مدينة خريبكة تستفيد بشكل مباشر من خلال المشاريع التنموية الكبرى. ولهذا الغرض نظمت مديرية استغلال الناجم بخريبكة زيارة إعلامية للأوراش الكبرى لفائدة مراسلي الصحافة الوطنية بخريبكة كما نظم لقاء صحفي في الموضوع يوم الاربعاء 22 يوليوز 2009.