ناقش مخرجون سينمائيون ومؤلفون موسيقيون وكتاب وخبراء قانون وصانعو قرار الاسبوع الماضي موضوعات «التهديدات والفرص» التي يطرحها الانترنت على صعيد الملكية الفكرية في عصر التكنولوجيا الرقمية. ومن خلال مشاركة نحو 500 مندوب من اكثر من 55 دولة في اللقاء الذي عقد في مركز رونالد ريغن للمؤتمرات في العاصمة الاميركية، تمت مناقشة هذه القضية الحساسة جدا بعمق كبير. وقد شاركت في القمة التي نظمها الاتحاد العالمي لجمعيات الكتاب والمؤلفين الموسيقيين، شركة غوغل العملاقة على الانترنت وشركة البرمجيات مايكروسوفت فضلا عن ممثلين عن عالم السينما والموسيقى والنشر. علما أن الاتحاد يرأسه عضو فرقة «بي جيز» الموسيقية الشهيرة، روبن غيب. وكانت وزيرة الثقافة الفرنسية كريستين البانيل والمخرج الاميركي ميلوش فورمان والرئيس الديموقراطي للجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ الاميركي باتريك ليهي بين اكثر من مئة مشارك تناول الكلمة خلال تلك القمة. وحول التهديد الذي تطرحه القرصنة الرقمية على الفنانين، عرضت الجهة المنظمة، كيف أن البيئة الرقمية تطرح تهديدات وفرصا مشتركة لكل القطاعات الابداعية. وقالت كاثي غارميزي المديرة المساعدة للشؤون الحكومية والدولية في نقابة «ديراكترز غيلداو اميركا» التي تضم نحو14 الف مخرج في الولاياتالمتحدة ان القرصنة عبر الانترنت تشكل خطرا اكبر على صناعة السينما من تزوير اقراص «دي في دي» مع أن هذه الاخيرة لا تزال تشكل مصدر قلق كبير أيضا. وأكدت لوكالة فرانس برس ان المندوبين المشاركين في القمة سيحاولون ايجاد حلول لمنع عمليات التحميل غير القانونية. واوضحت «كما ان الانترنت عالمي فان مكافحة المشاكل يجب ان تكون عالمية ويمكننا ان نكسب فقط عندما يكون لدينا تحرك موحد». واضافت «يجب ان نجد طريقة للتوصل الى اتفاق بين الذين يعتبرون ان الانترنت مجاني والفنانين الذين يبتكرون هذه الاعمال». مؤكدة بقوة، أن «الامر لا يتعلق بفنانين مدللين او استديوهات غنية الامر يتعلق بفعل الابداع ومستقبله. ما من احد يمكنه لجم القرصنة كليا لكن هل بامكاننا ان نبقيها على درجة لا تقدر فيها على تدميرنا؟» واشادت غارمزي واخرون باقرار فرنسا اخيرا قانونا لمكافحة عمليات القرصنة عبر الانترنت يعتبر من الاكثر صرامة في العالم. وقالت «نحن مصرون على اتخاذ موقف لدعم الفرنسيين». وينص القانون على نظام من ثلاثة مراحل تجاه الذين يحلمون موسيقى او افلام بطريقة غير قانونية يقضي بارسال تحذير عبر البريد الالكتروني تليه رسالة ومن ثم تجميد حساب الشخصعلى الانترنت لمدة سنة اذا عاود الشخص الكرة للمرة الثالثة . لكن مزودي خدمة الانترنت في الولاياتالمتحدة يتحفظون على لعب دور حارس الملكية الفكرية. واعلنت جمعية صناعة التسجيل في الولاياتالمتحدة في دجنبر الماضي، انها ستتوقف عن مقاضاة الاشخاص الذين يحملون بطريقة غير قانونية الموسيقى والتركيز على حمل مزودي الخدمات على التحرك. لكن، وبعد مرور ستة اشهر، لم ينضم اي من هؤلاء المزودين الى البرنامج. وقال فيل كروسلاند نائب المدير التنفيذي المساعد للجمعية الاميركية للمؤلفين المسويقيين والكتاب والناشرين ان منظمته تسعى الى «التفاوض للحصول على حل عادل اكان ذلك مع «ياهو» او «اي. او. ال.» أو «يوتيوب». موضحا: «نواجه صعوبة للحصول على مبالغ عادلة من الكثير من المواقع الالكترونية هذه التي تستخدم محتويات عائدة لاعضائنا» مؤكدا ان المؤلفين الموسيقيين للافلام والمسلسلات التلفزيونية «يفوتون الكثير في عملية الانتقال الى عالم الانترنت والوسائل النقالة». وحول جبهة القرصنة الالكترونية قالت غارميزي «يجب اعتماد حلول تسمح للناس بالتعاملمع التكنولوجيا التي تتطور باستمرار». وقال ثيودور فيدير رئيس جمعية حقوق الفنانين التي تمثل رسامين ونحاتين ومصورين ان هذا الامر يشكل معركة صعبة. واضاف ان «التكنولوجيا ستكون دائما متقدمة بعض الشي على السياسات والمراقبة».. وتفيد تقديرات ان عمليات القرصنة العالمية تكلف الشركات الاميركية حوالى 25 مليار دولار سنويا من الربح الفائت.