يومان فقط تفصل العالم عن انطلاق سباق سيدخله الياباني «يوكيا أماتو» والإسباني «لويس إيشافاري» والسولفيني «أرتست بيتر يتش» لاحتلال مقعد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما وضعت كل المؤشرات المغربي خمار المرابط خارج هذا السباق. وكان خمار المرابط من الكفاءات المغربية التي اندفعت بقوة لتقنع محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بتعيينه، في 20 أكتوبر 2008، مديرا لتنسيق إدارات أمن وسلامة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما دعم أهليته- حسب الملاحظين- لخلافة مدير الوكالة نفسه؛ وهي، باعتراف الكثير من الملاحظين، أول ترقية تمنح لمواطن مغربي داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يشكل اعترافا بكفاءاته التقنية والمهنية في مجال الأمن والسلامة النووية التي تتطلب رجالا مشغولين بأعمالهم للإمساك التام بكل فئة مغرضة تهدد «الحياة» على الأرض، وقادرين على محاصرة كل انفلات في مربعات ضيقة لا أجنحة فيها ولا أقدام. وقد تمكن بسبب الخبرات التي راكمها من الحصول على العديد من الجوائز داخل هذه الوكالة. كما أنه عضو نشيط بالعديد من الجمعيات المهنية الدولية العاملة في هذا الميدان. لقد سبق للمرابط، قبل أن يلتحق مع مجموعة من المغاربة ب «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، أن شغل منصب مسؤول بالمكتب الوطني للكهرباء، مما جعله قريبا من الحلم المغربي بإنتاج الكهرباء باعتماد التقنيات النووية ، بل إن مراقبين يذهبون إلى أنه المسؤول المغربي الذي بإمكانه إخراج المغرب من «التبعية الطاقية»، وذلك بالإشراف المباشر على إقامة بنيات بالمواصفات الدولية المطلوبة. يوم الاثنين، إذن، سيغادر محمد البرادعي منصبه. غير أنه لم يخف وهو يستعد للرحيل حزنه الواضع على الوضع العربي، إذ لم يتردد، أثناء كلمة ألقاها مؤخرا بالصين، في التشكيك في مستقبل للعرب في ظل وضعهم الحالي، معتبرا أن الحديث عن التعليم والتكنولوجيا والتنمية وحرية الصحافة «ضحك على النفس»، فضلا عن أن المناهج الدراسية الحالية- حسب رأيه- تحرم الكفاءات العربية من القدرة على المنافسة.