بخروج الجيش الملكي من منافسات دوري أبطال إفريقيا، يكون قد أضاف نكسة أخرى، إلى انتكاسات كرة القدم الوطنية، التي مازالت تعيش على تداعيات الهزيمة المذلة أمام الغابون، برسم التصفيات المؤهلة إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010. الفريق العكسري لم يستطع تجاوز هزيمة الذهاب (1-3)، وتواضع بشكل كبير أما هيرتلاند، الذي عرف كيف يعود بالتعادل من قلب الرباط، وبالتالي التأهل إلى الدور المقبل، ويترك الجيش الملكي في بداية الطريق جريحا. الفريق العسكري، ظهر بشكل متواضع جدا، سواء من حيث الانضباط التاكتيكي، أو اللياقة البدنية، وظهر جليا أن الجيش الملكي، المعروف بالانضباط واحترام المهام، أصبح يشهد انقلابا في الصورة، بعدما غاب المدرب امحمد فاخر، خلال مباراته ضد هيرتلاند ، التي جرت يوم السبت الماضي بمجمع الأمير مولاي عبد الله، بسبب المرض وناب عنه المعد البدني جعفر عاطيفي، عوض مساعد المدرب الفاضلي، وهذا الشيء غير مقبول داخل فريق يقال إنه محترف. وقد ظهر الارتجال عند إعداد البدلاء لتعويض زملائهم، وبقوا لوحدهم دون توجيه، ودون إعداد، الشيء الذي جعلهم يدخلون المباراة، دون إحماء كاف - وهنا نتساءل عن دور الفاضلي في دكة الاحتياط. مباراة الجيش الملكي ضد هيترلاند، أظهرت أن اللاعبين غير مهيئين بالشكل الكافي. فقد سقطوا، ومنذ البداية، في فخ فريق هيرتلاند، الذي عمد إلى فرض إيقاع لعبه، ونوم المباراة بشكل ذكي، وجعل العسكريين يعلبون في منتصف ملعبهم، و كأن مباراة الذهاب كانت لصالحهم. يضاف إلى هذا كثرة التمريرات الخاطئة، والارتباك الفاضح، الذي أظهر أن الطاقم التقني، يعاني من ضعف كبير على مستوى قراءة طريقة لعب الخصم، والعمل على نهج أسلوب لعب قادر على خلخلة نهجه التأكتيكي. الأداء الرديء للفريق العسكري دام 37 دقيقة، ولم يخرجه منه إلا ذلك الاندفاع القوي للاعب مديحي، الذي توغل وسدد بقوة مسجلا الهدف الأول، والوحيد للفريق العسكري. وكان يتعين على الطاقم التقني، استنتاج فشل اللعب بالاعتماد على الكرات الطويلة والعالية، خصوصا بتواجد اللاعب «بولو إيمانيال» الطويل القامة، والذي تفوق في كل الكرات العالية. وإذا كان الشوط الأول، قد انتهى بانتصار صغير، فإن ذلك لم يستغل، خلال الشوط الثاني لتسجيل هدف ثان يعيد الاطمئنان. هذا الإطمئنان الذي هدد في الدقائق الأولى من الشوط الثاني، بعدما كاد أوشلا أن يسجل ضد مرمى فريقه، وهو التهديد الذي لم يؤخذ بالجدية المطلوبة، وبقي اللاعبون العسكريون يلعبون بدون روح وبدون فعالية وفي غياب حلول تاكتيكية. وزاد من ذلك كثيرة الأخطاء، واللعب الرجولي للاعبي فريق هيرتلاند، الذين عرفوا جيدا بأن الهزيمة بهدف واحد يؤهلهم، وأن التعادل يؤكد تفوقهم، فبدأوا في القيام بهجومات متتالية، سواء من الأطراف، أو عبر التوغل من الوسط، الشيء الذي خلق الكثير من الارتباك وسط الدفاع، وتوج بتأنيب قاس من الحارس الجرموني للمدافع شهاب. وبما أن الجرة لا تسلم كل مرة، تأتي الدقيقة 67 ليرتكب الدفاع خطأ فادحا في التغطية، يتسغله اللاعب البديل «شواندي» ويسجل هدف التعادل. هدف قتل كل آمال التأهل في نفوس اللاعبين العسكريين، الذين ظهرت عليهم النرفزة الزائدة، الشيء الذي كاد يجعلهم يتسقبلون هدفا ثانيا في الدقيقة 73، وهدفا آخر في الدقيقة 78. ومن خلال التغييرات التي قام به المدربان، يظهر أن المدرب النيجري ايمبتيول كيركي، نجح في ذلك. حيث استطاع البديل شواندي تسجيل هدف التعادل. كما أن أوكوار ستانللي، خلق الكثير من الفرص. أما المعد البدني، جعفر عاطفي، الذي أدى دور المدرب ودور المساعد، فإن تغييراته لم تعط أية إضافة للفريق العسكري، الذي يعيش هذا الموسم أسوأ موسم له، فالبطولة أصبحت بعيدة المنال، والواجهة القارية حسم أمرها بالنزول في ثاني محطة، ووحدها كأس العرش مازالت حلما. لقطات من المباراة > رغم أن المدرب امحمد فاخر أشرف على التداريب، وبقي بجانب الفريق إلى حدود الحادية عشرة صباحا من يوم المباراة، فإنه فلم يكن في دكة الاحتياط نظرا للوعكة الصحية التي ألمت به. > قاد المباراة طاقم تحكيم من الطوغو مكون من ادجاوب كوكو، وكونيوي كومي وأدبوكيربياكي، أما الحكم الرابع فكان محمد لحميدي. أما مراقب المباراة، كان هوالحكم الجز ائري السابق عبد القادر العويسي. > تابع المباراة، الجنرال القنابي وسفير دولة النيجر من خيمة وسط المدرجات. > مرة أخرى، تتابع الصحافة المباراة في ظروف صعبة جدا، فمنهم من ظل واقفا طيلة المباراة وهو يتابعها، من مكان بعيد، ومنهم من تابعها تحت أشعة شمس حارقة، وذلك في ظل استمرار الأشغال بالمنصة الشرفية. الإقصاء المبكر للجيش الملكي، صدم الجمهور الذي غادر الملعب في صمت جنائزي. لم يتردد بعض مسؤولي الجيش الملكي في تحميل المسؤولية للحكم، الذي - حسب رأيهم- حرمهم من ضربة جزاء.