في الساعة الثانية عشرة والربع من يوم الجمعة المنصرم3أبريل الجاري، تم دفن رفات الأطفال الثمانية ضحايا سفاح تارودانت،عبد العالي حاضي في موكب جنائزي حضره بودربالة وبصير ومؤدب وباشا مدينة تارودانت ونائب الوكيل بها ورئيس المجلس البلدي وأعضاء المجلس، بمعية أعضاء جمعية «ما تقيش ولدي»، ورئيسة القسم الأجتماعي بولاية أكَادير وفعاليات المجتمع المدني، بما في ذلك الحساسيات السياسية والحقوقية. هذا ودفن رفات الأطفال الثمانية في قبور متفرقة في الوقت الذي كانت تصر فيه السلطات على دفنها في قبر واحد. كما تلت رئيسة جمعية ما تقيش ولدي السيدة "نجاة أنوار"الكلمة التأبينية، فيما تكلف رئيس المجلس البلدي لتارودانت مصطفى المتوكل الساحلي، بتلاوة دعاء الترحم على الأطفال الثمانية الذين لم يعرف منهم إلا اثنين وهما سعيد الإدريسي والحسن أمرير،في حين بقي الأطفال الستة الآخرون مجهولي الهوية إلى حد الآن. ومما جاء في الكلمة التأبينية التي ألقتها رئيسة جمعية ما تقيش ولدي: «نلتقي وفي حلوقنا غصة لأطفال فقدناهم، وافتقدنا أن يكون لهم مقعد بمدرسة، ولعب، وأمهات تنتظرن عودتهم. عز عليها أن ترى لهوهم، وعبثهم الطفولي،بعنف اختطفتهم، نالت من أجسادهم ولم تكتف،أزهقت أرواحهم، و لم تستكن لا ولم تهدأ". وأضافت" تركت أسرا مكلومة ، وأمهات كثلى ،تبحث عنهم هنا وهناك ولم تجدهم ،وأخبرت سهوا أن عظاما ضالة ورفات لصغار، وجدت متناثرة قرب فضلات البؤساء، كشف إذن عن الجرم والجريمة و نال الجاني عقابه.لكن هل أنصف الضحايا ؟هل اطمأنت أرواحهم؟".وبالموازاة مع مراسيم دفن رفات الأطفال الثمانية،تم كذلك في الساعة الرابعة من بعد زوال ذات اليوم،توزيع إعانات وتبرعات على عائلات الضحايا كانت عبارة عن أكياس من السكر والدقيق والزيت والملابس، فضلا عن توزيع أظرفة مالية بلغت قيمة كل ظرف حوالي12ألف درهم لكل عائلة ، حيث أشرفت على العملية رئيسة جمعية ما تقيش ولدي والسيدة سلوى بنكيران رئيسة القسم الإجتماعي بولاية أكَادير والسيدة نزهة مؤدب رئيسة الملاكمة النسوية بالرباط واللاعبان الدوليان"عزيزبودربالة "و"صلاح الدين بصير". وهي تبرعات مالية وإعانات غذائية ساهم بها الرياضيون الحاضرون في مراسيم الدفن والتأبين كل من بودربالة وبصير ومؤدب، زيادة على بعض أصدقائهم لفائدة خمس عائلات الضحايا حيث بلغ مجموع المبالغ المالية الموزعة حوالي 6 ملايين سنتيم. وبخصوص ما تم نشره في وقت سابق،أوضحت رئيسة جمعية ما تقيش ولدي أن مجلس المدينة بالدارالبيضاء لم يقدم أية مساعدة ولم يستجب لطلب الجمعية لنقل رفات الضحايا،خلافا لما لقيته الجمعية من تعامل إيجابي من طرف الوكيل العام لدى استئنافية أكَادير الذي رخص لعملية الدفن.