قبل ست سنوات اكتشفت مصالح الشرطة القضائية بتراب عمالة عين السبع الحي المحمدي إحدى كبريات عمليات السطو على الأراضي العارية والمهجورة بالمدينة والتي تفوق قيمتها الإجمالية ما يزيد عن 10 ملايير. العملية التي يتم التحقيق فيها حاليا تم الكشف عن تفاصيلها عندما تقدم مالك إحدى البقع الأرضية بتراب مقاطعة الصخور السوداء بشكاية إلى مصالح الأمن بعد أن اكتشف بأن أرضه بيعت بدون علمه وبأن الوثائق الرسمية الخاصة بها والموجودة بالمحافظة العقارية تفيد بأنه هو الذي قام ببيعها! عناصر الشرطة القضائية وبعد تدقيق عمليات البحث والقيام بتحرياتها ، ألقت القبض على أحد العناصر المتورطة في عملية التزوير والبيع هاته لتكتشف بأن الأمر يتعلق بعصابة منظمة متكونة من سبعة عناصر تقوم بإحصاء الأراضي العارية بالمدينة والتي تعود لأشخاص أهملوها لسبب أو لآخر. عمليات التزوير والاستيلاء التي تمت طالت قطعة أرضية بشارع با احماد تبلغ مساحتها 500 متر مربع، وبقعا أخرى بكل من سيدي عثمان، آنفا، عين السبع، وسيدي البرنوصي. والمثير للإنتباه كون بعض هذه البقع تعرف أوراش بناء، الأمر الذي يطرح التساؤل حول ظروف وملابسات الحصول على تراخيص البناء، كما هو الشأن بالنسبة للبقعة الأرضية رقم 108 والمتواجدة بحي القدس بسيدي البرنوصي. افتضاح التلاعب في عقارات مدينة الدارالبيضاء، وقضية الاستيلاء على بقع أرضية مهجورة أو يوجد أصحابها بالخارج، تعود إلى الواجهة ليس بمدينة الدار البيضاء فقط، بل في مختلف المدن المغربية ،الأمر الذي يؤكد وجود شبكات منظمة تقوم بدراسة وضعية هذه البقع والاستيلاء عليها بطرق خاصة بعد أن يكونوا قد جمعوا كل المعلومات الخاصة بها وبملاكيها الحقيقيين، ثم يقومون بعد ذلك بتزوير الوثائق الخاصة بها لإعادة بيعها بتواطؤ مع جهات نافذة وبعض موظفي المحافظات العقارية. المثير أن هذه القضايا تم طمسها، وتوقف التحقيق بشأنها، الأمر الذي يثير أكثر من علامة استفهام حول السبب الحقيقي وراء ذلك، فالأمر لايتعلق بملايين السنتيمات، بل بملايير السنتيمات والدراهم. فتح ملف الأراضي المهجورة ومافيا الترامي عليها من خلال تزوير الوثائق الخاصة بها ملف شائك جدا، فالعملية أكبر من أن يقوم بها مغامر مبتدئ أو شخص طموح بمفرده، الأمر يتعلق بعناصر متداخلة ومرتبطة فيما بينها، عناصر وجدت المناخ الملائم للقيام بنشاطاتها بكل أمن وأمان، فالغطاء متوفر لها ولكل واحد أجره. إنها عناصر تمسك بزمام الأمور، منها من تخصص في التعامل مع تجار المخدرات، ومنهم من انشغل بالصفقات العمومية، ومنهم من تخصص في الأراضي الفارغة، وآخرون ينتقلون من هذا القطاع أو ذاك... وزعت الاختصاصات ولكل مجتهد أجره ..!