انتقل إلى عفو الله، صباح يوم السبت بأحد مستشفيات مدينة الرباط الفنان أحمد الغرباوي، الذي يعد من رواد الأغنية المغربية عن عمر يناهز 71 سنة، وذلك بعد مرض عضال. وبرحيله تفقد الساحة الفنية الوطنية أحد رواد القصيدة المغناة الذين شكلوا قيمة مضافة ليس فقط للفن المغربي ولكن للإبداع المغاربي والعربي أيضا. وكانت بداية مبدع قصيدة «إنها ملهمتي» سنة1957 مع الجوق الوطني حيث كان المرحوم عازفا على آلة «الكونترباص»، وسنه لا يتجاوز 15 عاما أنذاك، ضمن الفرقة الموسيقية التي كان يرأسها المرحوم أحمد الشجعي. وتعد القطعة الشعبية «بيضة ومزيانة وخد وردي»، أول انطلاقة للغرباوي في مرحلة الطرب، ليواصل الفنان بعد ذلك مسيرته الفنية بتسجيل قطعة «غريب» على إيقاع العود فقط. غير أن المحطة الفنية البارزة في المسار الفني للمرحوم الغرباوي والتى أخرجت اسم الغرباوي إلى الوجود هي أغنية «إنها ملهمتي» التي كانت تتألف من ثلاثين بيتا شعريا، واقتصر في أدائها على عشرة أبيات فقط، حيث شكلت هذه الرائعة الفنية والموسيقية نبراسا في سماء الأغنية المغربية مع مجموعة من الأغاني، لكل من عبد القادر الراشدي، واسماعيل أحمد، وأحمد البيضاوي، والمعطي بنقاسم، ومحمد فويتح، ومحمد المزكلدي.. وكان الراحل، الذي اعتمد في اختياره الغنائي للقصيدة، حيث كان أحد أعمدتها على صعيد المغرب العربي، قد قال في أحد تصريحاته الصحفية «إن ميلاد إنها ملهمتي تزامن مع أوج تألق الأغنية المغربية في الستينيات، حيث كنا نرتوي الفن الصحيح بكلماته وأدائه وألحانه». وإذا كانت لرائعة «إنها ملهمتي» وقع خاص في تاريخه الفني، وحققت له الانتشار الواسع حقيقة، فإنها تزامنت مع أغنية «القمر الاحمر» لعبد الهادي بلخياط، واللتين أذيعتا على أمواج الاذاعة الوطنية في برنامج خاص بالأغاني الجديدة، الذي كان يعده الفنان المرحوم أحمد البيضاوي بداية الستينيات. ولم يكن مسار المرحوم الفني، الذي استمر أزيد من خمسين سنة وتميز بإبداع نحو400 قطعة، مرتبط فقط ب«إنها ملهمتي» ولكن ربرطواره الغنائي، شمل أيضا مجموعة من الأغاني الخالدة أغنت الخزانة الفنية المغربية منها، «يا الكاويني بالنار» وأغنية «أنا عبد الزين» و«أماه».