بعثر المخطط المديري الجديد للتهيئة الحضرية للدار البيضاء بتوجيه من جلالة الملك، كرافعة أساسية يروم من وراء برمجة إنجاز المشاريع التي يتضمنها تحسين ظروف عيش الساكنة وفتح آفاق جديدة للتنمية وعصرنة المدينة والحفاظ على مؤهلاتها الاقتصادية وتعزيز آفاق التنمية بها، (بعثر) من جانب آخر، مخطط الانتهازيين السياسيين في استغلال القضايا الاجتماعية ذات حساسية القرب، في الركوب على عناوينها كوعود انتخابوية للتربع على كرسي الشأن العام المحلي. وبرأي العديد من المختصين والمتدخلين والفاعلين، فإن المخطط المديري شكل باللسان العربي الفصيح ، صفعة قوية لهذا المركب الاستغلالي، بل إنه إبصام على شهادة إدانة رسمية لسياسته المحلية، فهل ثمة أقوى وأدل من هذه المهانة؟ الجواب لـ «أصحاب الشأن»؟ نهاية أسلوب الامتياز نصت الاتفاقية، على أن تفوض السلطة المفوضة للمفوض له، خلال مدة العقد، الاستغلال دون غيره للمرفق المفوض على الشبكة، وفق الشروط المحددة في البند 15 من الاتفاقية. وتبعاً لذلك، فإن السلطة المفوضة تلتزم بموجب النص، ابتداء من تاريخ التوقيع على العقد، بعدم إعطاء أي رخصة من شأنها أن تحد أو تعرقل ممارسة المفوض له لحق الاستغلال دون غيره، للمرفق المفوض. في هذا الإطار، يعتبر عدد من المختصين، بأن تاريخ 20 أكتوبر من السنة المقبلة (2009)، سيكون حاسما بين نقل المدينة والسلطة المفوضة في حال تجاوز الطرفين جملة قضايا أساسية بحسب هذا الرأي، بل ويذهبون إلى وصفها بالحاسمة والمصيرية في ذات الآن، وذلك في ما يتعلق بإعمال وأجرأة مقتضيات وتدابير العقد، بإنهاء العمل بأسلوب الامتياز الذي تحظى به 7 شركات جميعها، كما تشير الى ذلك آخر المؤشرات توجد في وضعية جد حرجة باستثناء واحدة. «الترامواي».. مشروع حصار أزمة ترأس جلالة الملك محمد السادس بالقصر الملكي بالدار البيضاء يوم 21 أكتوبر الماضي، مراسم التوقيع على اتفاقية تمويل إنجاز الشطر الأول من خط «الترامواي» وذلك ضمن حفل تقديم المخطط المديري الجديد للتهيئة الحضرية بالدار البيضاء، وذلك سيتطلب تعبئة استثمارات بقيمة 6,4 مليار درهم، تمول منها الدولة مبلغ 1,5 مليار درهم، ومجلس المدينة بمعية شركاء آخرين 900 مليون درهم، بينما سيساهم صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بـ 400 مليون درهم، على أن تتم تعبئة باقي المبلغ 2,4 مليار درهم من خلال قروض مضمونة من طرف الدولة والجماعة المحلية. هذا الخط الذي سيمتد على طول 28 كلم، سيعبر عدداً من أحياء العاصمة الاقتصادية، وسيساهم في نقل 300 ألف شخص يوميا. ومن المنتظر، حسب تصريحات المسؤولين، أن يتم الشروع في أشغال إنجاز الخط الأول للترامواي قبل متم السنة المقبلة (2009).