تهافت أندية كرة القدم المغربية، من قويها إلى ضعيفها على سوق الانتدابات، يؤكد بصورة جلية أن هذه الأندية فشلت في اعتماد التكوين كرافعة أساسية لإنتاج لاعبين شباب، قادرين على أن يكونوا الخلف، وقادرين على إبعاد أنديتهم عن الاستنزاف المالي، وقد يكونون مصدر مداخيل هامة عند انتقالهم إلى أندية من خارج الوطن:» سفيان رحيمي» نموذجا الغريب، أنه وعندما يسأل مدرب عن عقدة الأهداف مع الفريق المتعاقد معه، يجيب متحمسا :»سنركز على التكوين»، مع العلم أنه يؤمن بالتكوين كشعار أجوف فقط، في حين تراه يعتمد على الجاهز لضمان استمرارية عقده مع النادي، لأنه لا يثق في اللاعب الشاب. ويعجز المهتم بكرة القدم المغربية عن إيجاد تفسير لتهافت الفرق الكبيرة على الانتدابات، كما هو الحال بالنسبة لفريق الوداد الرياضي مع رئيسه الجديد، الذي زار دولا إفريقية وأخرى من أمريكا اللاتينية من أجل انتداب لاعبين مع ما كلف الفريق من أموال طائلة. وقد بلغت انتدابات فريق الوداد 19 لاعبا خلال» الميركاتو» الصيفي، وهناك من يقدر ما رصد لذلك بعشرة ملايير سنتيم . ونفس التهافت ولو بحدة أقل ودهاء كبير نهجه فريق الجيش الملكي والفتح الرياضي والرجاء الرياضي واتحاد تواركة وذلك من خلال ما يطلق عليه» الانتقال الحر»، مع العلم أن هذه الفرق تفتخر بكونها لها أكاديميات، ومراكز، وملاعب ومؤطرين و… ويبقى كل هذا إشهار ذكي فقط لمدارسهم في كرة القدم، في حين أن جل تلاميذ مدارسهم يغادرونها عند فئة الفتيان أو الشبان، لأنهم يصطدمون بعدم الاعتماد عليهم من طرف مدربي الفريق الأول، والذي يبقى آخر همه هو متابعة مستواهم . كل هذا التهافت يبقى بهدف الفوز ببطولة لا تتجاوز قيمتها درعا نحاسيا، وبضع مئات الملايين من السنتيمات، وهو مبلغ لن يغطي تنقلات الفريق، إضافة إلى بطاقة التواجد ضمن عصبة أبطال إفريقيا. وهنا لابد من طرح مبدإ اللعب النظيف، ذلك أن فرقا معدودة على أصابع اليد الواحدة، تصرف الملايير في حين نرى باقي الفرق تكمل الموسم «بالتسول» ويكون دورها هو التنشيط. كل هذا التهافت، وفي نهاية المطاف تجد بأن لكل الفرق ملفات في غرفة النزاعات محليا أو داخل»الفيفا». ومن هذه الفرق من ينتدب لاعبين ولا يستفيد منهم، لأنها لم تستطع تسوية نزاعاتها السابقة، وبذلك تزداد متاعبها المالية والقانونية. وليست فرق كرة القدم وحدها التي فشلت في التكوين، بل نجد بأن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد فشلت هي ذلك، بالرغم من أنها جعلت منه هدفا استراتيجيا إلى جانب المأسسة والبنيات التحتية. وتابع المهتمون بكرة القدم المغربية، كيف أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أسندت مهمة التدريب داخل المراكز لمدربين أجانب، مع العلم بأنها نظمت العديد من الدورات التكوينية للأطر المغربية، وحصلوا على شهادات تخول لهم الإشراف على هذه المراكز، لكنهم وجدوا أنفسهم خارج اختيارت من مول تكوينهم.