اعتبر مصدر مسؤول بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن استئناف الدوري الاحترافي بعد 20 ماي سيكون صعبا للغاية، خاصة في ظل استمرار تسجيل حالات العدوى، مشددا على أن الأرقام مازالت مقلقة رغم بعض التراجع الطفيف، الذي سجل في الأيام القليلة الماضية، لكنه سرعان ما يعود للارتفاع. وأضاف المصدر ذاته أن المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرةالقدم لا يمكنه المغامرة بصحة اللاعبين والجماهير، وبالتالي فإن لن يبادر إلى اتخاذ أي قرار في المنظور القريب. واختار المكتب المديري للجامعة سياسة الصمت منذ قرار تعليق النشاط الكروي يوم 14 مارس الماضي، فباستثناء بعض الوصلات التحسيسية وتهنئة حلول رمضان الأبرك لم يحمل إلينا موقع الجامعة أي خبر، وكأن الشأن الكروي لا يعنيه. لا شيء في الأفق قبل اكتشاف اللقاح شدد مصدرنا على أن ضمانة السلطات الصحية المغربية تبقى شرطا أساسيا ومحوريا لاستئناف النشاط الكروي من عدمه، خاصة في ظل الاحتكاك الكبير بين اللاعبين واعتمادهم على كرة واحدة، فضلا حالة التماس الكبيرة فيما بينهم أثناء سير المباريات، بالإضافة إلى قنينات الماء التي تستعمل بشكل جماعي، كل هذه المظاهر تجعل خطر انتقال العدوى كبير في مباريات كرة القدم، وتستحيل معه أي طريقة للتعقيم، وبالتالي سيكون من العبث استئناف اللعب دون القضاء نهائيا على هذا الفيروس، وهذا لا يمكن أن يتحقق دون اكتشاف عقار يعالج الداء. وشدد مصدرنا على أن الإشكالية الكبرى في هذا الإطار تبقى هي عدم وجود أجوبة دقيقة على سؤالين جوهريين، هما كيف ومتى سيتم رفع حالة الطوارئ الاستثنائية والعودة الى الحياة الطبيعية والعادية؟ ثم كيف سيتم تدبير هذه المرحلة الانتقالية؟ لأن السيناريوهات متعددة. الأولوية لاستمرار الفعل الرياضي أكد مصدرنا على أن السؤال الذي ينبغي طرحه حاليا هو كيف يمكن ضمان استمرار الفعل الرياضي، في ظل حالة الارتباك الكبيرة التي خلقها انتشار فيروس كورونا المسجد بمختلف دول العالم؟ لأن الفرق الوطنية والجمعيات الرياضية مطالبة بالوفاء بالتزاماتها اتجاه اللاعبين وكافة العاملين لديها من أطر إدارية وطبية وتقنية، كما أنها ستكون مطالبة بإيجاد حلول عاجلة مع اللاعبين الذين ستنتهي عقودهم خلال شهر يونيو المقبل، وكل هذه الإكراهات تتطلب موارد مالية مهمة، والتي تبدو شبه منعدمة لدى فئة مهمة من الفرق، التي تجد حاليا صعوبة كبيرة في صرف أجور لاعبيها. وشدد المصدر ذاته على أن القطاع الرياضي بالمغرب يمر من مرحلة انتقالية حرجة، وقد تحمل كثيرا من المفاجآت غير السارة، لذا فإن الأهم حاليا يبقى هو تأمين الحياة لهذا المجال، الذي بات مهددا بخسائر كبيرة، في حال تمديد فترة الحجر الصحي. الكاف يضغط على الجامعة حدد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم يوم الثلاثاء المقبل موعدا نهائيا أمام الجامعات الرياضية المحلية لتقديم خططها بشأن استئناف النشاط الرياضي، حتى يتمكن من تحديد جدولة مناسبة لمسابقاته القارية، المتوقفة بدورها. ويعتبر الكثير من المتبعين أن مراسلة الكاف التي توصلت بها الجامعة، على غرار باقي الاتحاد القارية المحلية يوم الأحد الماضي، تشكل حرجا كبيرا لها، خاصة وأنه يطالب فيها بضرورة تقديم تقرير مفصل حول وضعية البطولة، وعدد المباريات المؤجلة، وعلى رأسها المباراة العالقة بين الدفاع الجديدي والرجاء، وأسماء اللاعبين، وكذا عرض تصور بشأن إمكانية استئناف الدوريات من عدمها، الأمر الذي سيفرض على الجامعة ضرورة عقد اجتماع عاجل للبت في هذا الأمر، الذي لا يشمله النظام الأساسي، باعتباره وضعا طارئا على الحياة العامة، ويستدعي حسما من المكتب المديري. ويتوقع العديد من المتتبعين أن تعاني العديد من الأندية الوطنية، وفي مختلف الرياضات، من أضرار وخسائر مالية جراء تفشي وباء كورونا، خاصة وأن كل المؤشرات توحي بأن تمديد الحجر الصحي لفترة ثالثة ممكن بشكل كبير. وتتوقع مصادرنا أن يتضرر القطاع الرياضي في عمومه بنسبة قد تصل إلى 70 بالمائة، لأن الفرق والأندية الوطنية لا تتوفر على مداخيل قارة وتعتمد على الدعم العمومي. الأمر الذي سيربط حياة الكثير منها بمدى توصلها بهذه المنح، والتي يحتمل جدا أن تشهد بعض التقلص، بالنظر إلى حجم الأضرار التي يمكن أن تطال الاقتصاد الوطني، بفعل حالة الركود التي فرضتها حالة الطوارئ الصحية. وختاما نشير إلى العديد من الأصوات بدأت تتعالى مطالبة بإنهاء الموسم، لأنه سيكون من الصعب استئناف النشاط بشكل عادي وطبيعي عند رفع الحجر الصحي. ويتزعم هذا التيار الناخب الوطني السابق امحمد فاخر، وفؤاد الصحابي، المدرب السابق لعدد من الفرق الوطنية، وأيضا فئة مهمة من فرق بطولات الهواة، التي رفعت ملتمسات إلى رئيس الجامعة تدعوه فيها إلى الإعلان عن نهاية الموسم قبل الأوان.