قال ذ. إدريس لشكر في لقاء عن بعد ، استضافته فيه «مؤسسة الفقيه التطواني» في حلقة نقاش حول « الأحزاب السياسية وقضايا الساعة « ، بمشاركة عدد من الإعلاميين، مساء الثلاثاء 07 أبريل، « بكل مسؤولية، أقول على كل المغاربة، أن ينخرطوا دون قيد أو شرط وكل تشويش على هذا الإجماع الوطني او الحس الراقي الذي قدموه كنموذج لمواجهة هذا الوباء، يجب أن نتلافاه، لأننا اليوم جميعا في امتحان يجب أن يربحه وطننا ولكي يربح وطننا، لنا مقومات حكامة جيدة، تأكدت شعبا ومؤسسات، لذلك هذا الوباء يجب ان نعطيه حجمه الحقيقي وأن نتعامل معه بكل جدية ومسؤولية وما ميزنا عن غيرنا هو تلك الحكامة التي كانت في القمة من خلال اتخاذ مجموعة من القرارات في وقتها وبصمت وبمسؤولية وجرأة، وهذه المنهجية هي التي ساعدت على مواجهة هذا الوباء اليوم صدق المغاربة والمغربيات اليوم تحققت نبوءات من سكنهم المغرب قبل أن يسكنوه اليوم الكل يقول شكرا جلالة الملك اليوم حتى صحافة الأجانب، تلك التي كان يجد عندها بعض المخالطين مبررات الكذب علينا ومسوغات إيهامنا تقول لقد أدهشنا هذا البلد، لقد أبهرنا ملكه وشعبه عندما نقول هذا الكلام الذي نردده في اليوم الواحد عشرات المرات قبل وأثناء وبعد كورونا نقوله لأننا نؤمن به هو قرارة تفكيرنا هو عمق إيماننا هو المغرب الذي يسري في العروق مسرى الدماء وحين العروق وحين الدماء لا يمكنك ان تكذب أو تنافق او تكتب تحت الطلب مثلما يدعي الكئيبون، حين الحب الحقيقي لا يمكنك التمثيل، ويشهد الله اليوم أننا جميعا نحس بها هاته الأيام المغاربة لا يمثلون حين حب المغرب، هم يحبونه وانتهى الكلام 2 – العودة للتأميم يقول ذ. إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي أعتقد أن ما عاشته وتعيشه العديد من الدول العظمى جراء هذا الوباء، يجعلني أفكر بشكل أعمق وبدون حماس اليوم أعتقد أننا سنكون في حاجة إلى العودة إلى التأميم ، لأننا لنا استثمارات ومشاريع كبرى فهل سنتركها تنهار بسبب مخلفات هذا الوباء، ام ستتدخل الدولة لحمايتها وحماية رأسمالها ؟ كما أتصور أن أكثر من أربعة ملايين من المغاربة بحاجة إلى الدعم إذن من منطلق كل هذه الأسئلة، أعتقد أن السؤال أكبر مما نتصور ويقول في ما يتعلق بالتعليم والصحة، أعتقد أن طارئ كورونا ساهم في انعاش هذين القطاعين بالإضافة إلى قرار جلالة الملك الداعي إلى إشراك القوات المسلحة الملكية في القطاع الصحي حيث خلف هذا القرار نوعا من الاطمئنان عند كافة المغاربة هذان القطاعان من القطاعات الاستراتيجية التي يجب أن تكون الدولة لوحدها هي المسؤولة عنهما في سياق المعركة ضد كورونا تبرز الصحة العمومية في قلب الهجوم، فوحدها من أظهرت فعالية وقدرة على المجابهة، كما يظهر اليوم في كل البلدان المنخرطة في المعركة من هذا المنطلق يتوقع رجوع الدول إلى سياسة التأميم ، والمقصود بها نقل ملكية قطاع معين إلى ملكية الدولة، أي تحويله إلى القطاع العام صحيح أنه قبل زمن كورونا كان هناك توجه عالمي نحو خوصصة القطاع العام أو على الأقل تقوية حضور القطاع الخاص، لكن التجربة الحالية تؤكد أن القطاع الفعال على مستوى الخدمات عند الأزمات هو الذي يكون تحت تصرف الدولة مباشرة وهكذا فمن المتوقع أن تتراجع كثير من دول العالم عن المضي في سياسات الخوصصة وتسارع إلى بسط نفوذها على القطاعات الحيوية وعلى رأسها الصحة باعتبارها أسلحة في مواجهة الأزمات المعقدة ومما يزكي ضرورة الانخراط مستقبلا في تقوية القطاع العام، أن الريادة كانت قبل كورونا للقطاع الخاص الذي كان يقدم أجود الخدمات في كل المجالات، بما فيها الصحة، لكن في زمن الجائحة لم تتصدر المشهد العام في بلدان العالم سوى الصحة العمومية، وظل القطاع الخاص مكملا في بعض الدول، وغير مشارك في دول أخرى، مما يزيد الرهان على كل ما يوجد تحت إمرة الدولة وما يتحرك باسمها مباشرة لطالما ارتبطت مفاهيم معينة بالأمن القومي، مثل الإرهاب والعدوان وحراسة الحدود، لكن يبدو أن فيروس كورونا علم العالم ان الصحة أهم عناصر الأمن القومي للدول، وأن الاعتبار الأول ينبغي ان يكون لحماية صحة المواطن، وتعلم إنسان الألفية الثالثة درسه الأهم على يد فيروس مجهري وصفه صناع القرار والحكام ب العدو ، وسميت جهود مكافحته ب الحرب وتم استدعاء العسكر من ثكناته لمحاصرته المؤكد أن العالم بعد مرور الجائحة لن يكون كما كان من قبلها، فبعد هزيمته لهذ الفيروس يتوقع ان يصبح وقف انتشار الأوبئة دعامة استراتيجية للأمن القومي للدول، وسيصبح المعيار الأهم مستقبلا لتحقيق الازدهار والرخاء هو التمتع بصحة جيدة علما أن أزيد من 60 دولة كانت قد شكلت منذ 2014، في أعقاب انتشار وباء ايبولا، شراكة تسمى برنامج الأمن الصحي العالمي لحشد الجهود ضد التهديدات الصحية لكنها لم تثمر شيئا، فتفعيل هذه الشراكة على ما يبدو كان يحتاج لأن يخوض العالم تهديدا أكبر، وإن لم يستفد من هذه التجربة لتوجيه اهتمامه نحو تعزيز الأمن الصحي العالمي مستقبلا، فقد يتسبب كورونا آخر في فناء البشرية وإذا كان هناك درس يجب استخلاصه من كورونا، مهما كانت نتائج الحرب الضروس معها، فهو أن المغرب يستحق أحسن مما يعيشه، يستحق قسمة أكثر عدلا، ويستحق المواطنة والكرامة ان لجنة شكيب بنموسى التي أنيطت بها مهمة إعادة رسم طريق المملكة بعدما وصلت الأوضاع الاجتماعية إلى الطريق المسدود، لها اليوم حظوظ نبي مرسل من القدر لرسم معالم مغرب ما بعد الجائحة وفي هذا الزمن الذي يمكن للمغاربة أن ينسوا فيه خصومتهم مع كل ما يأتي من المؤسسات الرسمية، هناك فرصة ذهبية قد تنبثق من محنة الوباء للتعبئة من مملكة موحدة متضامنة، يعلو فيها القطاع العام على أي قطاع، وتكون فيه الأولوية للصحة العمومية والتعليم العمومي 3 – الثابت هو الوطن اعتبر ذ. إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن وباء كورونا سوى بين الغني والفقير، لقد انقضى ذاك العهد الذي كان اذا أصيب فيه أحدهم بالزكام يركب طائرة خاصة ويتجه إلى المصحة الفلانية بباريس أو لندن، نعم ، نحن اليوم كلنا سواسية بفضل كورونا نعم لقد سوت بيننا، سنكون في نفس المستشفى، وسنحتاج لنفس الطبيب والممرض، وهذا الهم يجب ان نعطيه حجمه الحقيقي سنجتاز جميعا هذه الأزمة أكثر قوة لأننا أكثر اتحادا اليوم ، فخورين بهويتنا الوطنية وانتمائنا لشعب عظيم بقيادة ملك عظيم وحده شيء أساسي لا يزال ثابتا في النبض، في العرق، في الفؤاد حب الوطن ان محاربة الوباء أولوية وهي مسؤولية الجميع، الدولة والمجتمع، إلا أن هذه الجائحة يجب أن تنبه المسؤولين؛ إن الشيء الوحيد الذي يبقى للإنسان في نهاية المطاف هو وطنه، فالذين كانوا كلما حلت مصيبة أو أصابتهم ضائقة يحملون حقائبهم ويركبون درجة الأعمال ليطيروا لأمريكا أو اوروبا، هاهم مع إخوتهم المغاربة على نفس الأرض مضطرين لذلك اضطرارا، وهاهم إذا مرضوا مضطرين لأن يعالجوا في بلدهم، لأن لا بلد سيقبلهم بما في ذلك الذي رحلوا إليه أموالهم أو تشبعوا بثقافته او اعتادوا على شوارعه ونواديه أكثر من اعتيادهم على ما يجري في وطنهم هذا درس لا بد أن يكتب على الجبين، فاستثمروا في هذا البلد وركبوا للقطاعات الاجتماعية أبوابا من عناية، وقوموا بالصحة العمومية حتى تكون حافظة لكرامة المغاربة، ووو لذلك يبدو الرهان اليوم واضحا للغاية، غير قادر على مداراة نفسه هذا البلد محتاج للقادرين على الدفاع عنه، المستعدين لبنائه وتنميته والصعود به، المفتخرين بالانتساب إليه درس مغربي متواصل على امتداد الأزمنة والأمكنة يجدد نفسه دوما وأبدا ويمنح إمكانية الاستفادة منه لمن كان ذا عقل سليم فهاهي الدنيا تبدو لنا صغيرة ونحن في محاجرنا، وليس أكبر منها إلا عمل من أجل الآخرين، وعمل من أجل الصالح العام، وعمل من أجل المغاربة الذين يئنون وها نحن جالسون وكأن مكبر صوت مربوط إلى أجسامنا ، نسمع كل عضو يترقب، وكل سلعة تضع أمامنا قساوة مشهد العزل، ومعاناة الوصم بالفيروس اللعين، وكل رعشة تخرج صور الموتى بلا جنائز، والاحتضار بلا أحباب كل هذه المأساة الإنسانية التي نعيشها اليوم مجتمعين عبر العالم، لا بد أن تترجم غدا إلى موجة إنسانية كبرى تحطم تقديس الماديات وتعطي السياسة بعدا جديدا تكون فيه الصداقات هي الدائمة لا المصالح فقط، وتكون فيه بلادنا مملكة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية .