كيف تحولت رحلة سياحية إلى كابوس حولت رحلة نظمتها الجمعية الإسماعيلية لمتقاعدي التعليم بمكناس إلى الديار المصرية إلى كابوس بعد عودة 56 من المتقاعدين إضافة إلى مرشدين اثنين من وكالة أسفار إلى أرض الوطن في 10 من شهر مارس الجاري، الأمر الذي خلق نوعا من الخوف والهلع لدى ساكنة عاصمة المولى إسماعيل بعد تزايد عدد الإصابات المؤكدة من بين العائدين من الرحلة السياحية وتصنف وزير الصحة مكناس بؤرة لوباء فيروس كورونا. ارتفاع منسوب المصابين يدفع السلطات إلى تطويق حي البساتسن الحفرة ومع ارتفاع منسوب المصابين بالفيروس بين صفوف العائدين وتسجيل أول وفاة لم تجد السلطات المحلية والجهات المختصة بدا من تشديد المراقبة على أفراد عائلة المصابين وحثهم على عدم الخروج مع الاتصال بهم بين الفينة والأخرى لمعرفة ما إذا كانت هناك مؤشرات على ظهور أعراض للإصابة ونفس الشيء ينسحب على محيط محل سكناهم كما هو الشأن بالنسبة لحي البساتين الحفرة الذي تم تطويقه بوضع حواجز على كل المنافذ المؤدية إليه بل وحتى بداخل دروبه وأزقته، كإجراء وقائي للحد من انتشار وباء كورونا المستجد. ويبدو أن التعتيم الذي مارسته السلطات المصرية على وباء فيروس كورونا وعدم اتخاذها تدابير وقائية هي التي جعلت انتشاره يتخطى حدودها ويدخل بلادنا وبالضبط بمكناس لتعيش ساكنتها كابوس الخوف من انتشاره. تداعيات انتشار الفيروس على الساكنة والحركة الاقتصادية لكن ما يثير الانتباه وعلى مدخل الشارع الرئيسي الذي يفصل الحفرة عن المجموعات السكنية ( Secteurs) يسترعي انتباهك صفين من أشخاص حرفيين مياومين على يمين ويسار الشارع ( أصحاب الموقف) قابعين فوق الطوار ينتظرون من يجود عليهم بعدما ضاقت بهم السبل. تحدثنا إلى البعض منهم بوجوه شاحبة ولسان غير قادر على الكلام « آش غادي ندخلو لوليداتنا …. كنا نجيو لموقف وما عمر ربي خيبنا …. حنا مع الدولة ومع سيدنا ومن بلادنا نضحيو ونلتزموا … ولكن واش حنا ماشي مغاربة …. ما عندنا حق فالصندوق لي داروا سيدنا الله ينصروا… « وكشف لنا أحدهم أن هناك محسنين الله يجازيهم بخير جاوا وداروا اللازم …. وكي غادي نديروا فشهر كامل ….. إن قرار الحجر الصحي الذي اتخذته الحكومة بالإضافة إلى المراقبة المشددة على الحي وتطويقه أدخل ساكنة الحي في خوف وهلع ما جعل الخروج ولو لاقتناء حاجياتهم من مواد غذائية ومشتريات ضرورية نادرا إلا عند الضرورة القصوى كما صرح بذلك «هشام» أحد شباب الحي الذي صادفناه عائدا إلى منزل والديه بمشتريات خاصة بوالديه، ويتضح الأمر أكثر من خلال ردود فعل أحد تجار المواد الغذائية التي أسر لنا أن هناك نقص كبير في بعض المواد الغذائية بالحي كون الناس اقتنتها بكثرة مع سماعهم التدابير الوقائية التي اتخذها المسؤولون خوفا من نفاذها، بالإضافة إلى تراجع بعض الممونينن عن تزويدنا، كما أعطى مثالا ببيع الخبز أنه كان يبيع أزيد 120 خبزة والحال أنه بالكاد يبيع 30 خبزة. والد شاب عاد من حضور مباراة برشلونة حاملا للفيروس يحكي ولذا مرورنا من أمام منزل الشاب مروان الحريف أحد الشباب المصاب بفيروس كورونا الذي استقدم معه الفيروس من إسبانيا إثر عودته رفقة تسعة من أصدقائه بعد مشاهدتهم آخر مباراة في البطولة الإسبانية قبل توقيفها والتي جمعت برشلونة وريال سوسيداد، نزل عندنا واليه اللذان كانا بسطح المنزل ليحكي لنا قصة إصابته دون أن نقاطعه قائلا « إبني ينتمي لجمعية محبي نادي برشلونة غادر المنزل يوم الجمعة 6 مارس 2020 متجها إلى الديار الإسبانية لحضور مباراة فريقه المفضل رفقة أصدقاءه وعاد يوم الاثنين 9 مارس 2020 بشكل عادي ، وفي نهاية الأسبوع بدأت تظهر عليه بعض أعراض المرض لم يعرها أي اهتمام لتعوده على ذلك خلال فصل الربيع ونفس الشيء في اليوم الموالي ليشتكي في اليوم الثالث ويتناول قرصDomiprane وينام، لكن يوم الأربعاء اشتد به الحال فاتصلنا بالرقم الأخضر الذي لم نتلقى منه أي جواب لننقله أنا وزوجتي إلى المستشفى ويتم إدخاله الحجر الصحي يوم الجمعة جاءت نتيجة التحاليل المخبرية إيجابية وهو يتماثل للشفاء ونتحدث إليه يوميا عير كاميرات سمارتفون، فيما نحن في الحجر الصحي الذاتي يتابعنا في ذلك أحد أطر الصحية بمكناس بين الفينة والأخرى « وعلمت الجريدة أن صديق مروان الذي كان يتقاسم معه غرفة النوم بالفندق لم يصب، فيما البعض من رفاقه أنهوا فترة الحجر الصحي. الإصابات والوفيات يشار أن المصالح الطبية المختصة قامت بتشخيص المئات ممن يحتمل انتقال العدوى لهم عبر مخالطة المصابين، فمنهم من ثبت إصابته وآخرون ينتظرون نتائج التحاليل المخبرية، فيما أخضعت آخرين للفحص بجهاز سكانير قبل نهاية الحجر الصحي، كما قامت بتعقيم المنازل المجاورة للمصابين وسجلت أسماء قاطنيها. هذا وسجلت جهة فاسمكناس إلى حدود صبيحة يوم أمس الأحد 82 حالة مؤكدة من بينها 4 وفيات، واحدة بفاس للمسماة قيد حياتها زكية مسراري قاضية بالمجلس الجهوي للحسابات كانت ترقد بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس، فيما ثلاثة بمكناس ( امرأتين ورجل) الأولى لمهندس يبلغ من العمر 65 سنة كان يشتغل قيد حياته رئيس مصلحة بالوكالة المستقلة للماء والكهرباء كان ضمن الرحلة السياحية لمصر، وامرأة تبلغ من العمر 67 سنة كانت بدورها ضمن ذات الرحلة أما الحالة الثالثة فتبلغ من العمر 70 سنة خالطت إحدى الوافدات من إسبانبا .