ليس هناك تعبير قادر على وصف ما يحدث في جماعة تيموليلت،إقليمأزيلال، لأنها حقيقة لا تصدق لشدة واقعيتها ولكونها تحدث علنا، حيث يبدو أن رائحة الاختلالات المنبعثة من تدبير المجلس الجماعي لملف البناء أو «الإصلاح»، كما يحلو للبعض تسميته، بدأت تزكم الأنوف. لكن هذه العملية بدأت تأخذ أبعاداً أخرى، وانحرفت عن مسارها الحقيقي، فالبنايات الإسمنتية مستمرة ليل نهار في الأماكن التي يمنع فيها البناء خاصة المساحات المغروسة بأشجار الزيتون (أمقدار،...)، ظاهرة بقدر ما تشكل خطرا على إبادة هذه الشجرة «المباركة»، فهي تطرح تساؤلات كثيرة عن موقف السلطات المحلية والإقليمية من انتشار البناء العشوائي، علما بأن التوجيهات الملكية والقرارات الوزارية المتعلقة بمدونة التعمير واضحة لا غبار عليها، وأن السلطات المحلية والإقليمية مطلوب منها تطبيق القانون وعدم تجاوزه. هذه الظاهرة الخطيرة التي استأثرت باهتمام الرأي العام المحلي اتخذت أبعادا شتى تتجلى في اكتساح الأراضي المغروسة بأشجار الزيتون بسرعة غير متوقعة، واللافت للإنتباه أن المتورطين في هذا الملف يتشابهون من حيث وظائفهم وتمثيليتهم وأدوارهم ويصرون على الإستمرار في ممارسة العدائية تجاه المدافعين عن الديمقراطية والوطن. وتعد جماعة تيموليلت إحدى المناطق المتميزة في هذا الإقليم نظرا لموقعها الاستراتيجي وتوفرها على ثروات طبيعية وبشرية هامة، ومع ذلك فمازالت لم تشفع هذه المؤهلات التي تزخر بها تراب هذه المنطقة من واقع المعاناة اليومية للسكان والتهميش والإقصاء. ففي ظل غياب تام لمشاريع تنموية وبنيات تحتية ومرافق عمومية من شأنها النهوض بالمنطقة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، قد يكون السكان على صواب حين يعبرون عن استيائهم لما تتعرض لها هذه المنطقة التاريخية الصامدة من نسيان وتهميش. تعد جماعة تيموليلت من المناطق التي تعرف انتشارا للأراضي البورية، هذه الأخيرة في حاجة إلى استراتيجية قوية بهدف النهوض بها وتحسين الوضع المعيشي للسكان. هذا في الوقت الذي تطالب ساكنة المنطقة بتخصيص قسط من مياه سد بين الويدان لسقي أراضيها البورية لتحقيق مشروع «تحدي الألفية»الذي مولته منظمة أمريكية في إطار دعم مخطط المغرب الأخضر. فقنوات كثيرة تمر عبر تراب الإقليم في اتجاه أراضي الفقيه بن صالح و بني ملالوإقليمقلعة السراغنة دون أن يستفيد منها الإقليم. إن الساكنة تنظر إلى هذه القنوات تمر أمامها دون أن تساهم في تنمية المنطقة، ويقترح السكان عقد اتفاقيات شراكة مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، واستغلال المياه انطلاقاً من سد بين الويدان وذلك من أجل إنهاء معاناة تستمر منذ سنوات.