قال مدير دار الحديث الحسنية، السيد أحمد الخمليشي، اليوم السبت بالدار البيضاء، إن وسائل الاعلام الاوروبية لا تتحمل وحدها مسؤولية الصور النمطية الملتصقة بالإسلام في أوروبا، مضيفا أن العديد من العوامل المرتبطة بالتاريخ والوضع الاجتماعي للمسلمين بأوروبا تتحمل بدورها جزءا من هذه المسؤولية. وأوضح السيد الخمليشي، في ندوة حول "صورة الإسلام في وسائل الإعلام الأوروبية" نظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج في إطار مشاركته بالدورة الÜ21 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، أن ظاهرة الإسلاموفوبيا الشائعة بوسائل الإعلام الأوروبية لا تعزا فقط لثقافة مجتمعات دول الاستقبال بل ايضا لثقافة المسلمين المقيمين بهذه الدول ولأوضاعهم الاجتماعية. وذكر أن أتباع مختلف الديانات، منذ مئات السنين، دأبوا على الاعتقاد أن دينهم هو الأصح والحقيقي بالمقارنة مع باقي الأديان، مضيفا أنه من البديهي أن يكون لهذا الإرث التاريخي تأثير فكري وسلوكي على الحقائق المعاصرة، تضاف اليه عناصر أخرى تغذي الكراهية والإسلاموفوبيا ومعاداة المهاجرين بدول الاستقبال. وشدد على أن أوضاع الجالية المسلمة ومواقفها وسلوكاتها تجاه المرأة والممارسات غير الواجبة من وجهة نظر شرعية قد تذكي ردود فعل سلبية من قبل مجتمعات الاستقبال، داعيا المسلمين ومؤسساتهم الى بذل المزيد من الجهود من أجل إشاعة صورة ايجابية ومنصفة عن هذا الدين الحنيف والتوصل الى فهم أمثل للإسلام بأوروبا والغرب عموما. وطالب المسلمين المقيمين بالغرب بالعمل من أجل التوعية بالدين الاسلامي وتعميق الحوار حول الإشكاليات المرتبطة بفهم الغرب للإسلام والمسلمين والثقافة الاسلامية. ويشارك مجلس الجالية المغربية في الخارج، للمرة السابعة على التوالي، في المعرض الدولي للنشر والكتاب المنعقد ما بين 12 و22 فبراير الجاري بالدار البيضاء، من خلال أنشطة تحت شعار "هجرة وتنوع ومواطنة: تحدي العيش المشترك". و يقدم عشرات الباحثين والمؤلفين والفلاسفة والصحفيين من فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا والعربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وفلسطين والمغرب، طيلة هذه التظاهرة، إيضاحات حول هذه الإشكالية في مختلف الفضاءات المصممة بهذه المناسبة.