سجلت فرنسا، يوم السبت الماضي، أول حالة وفاة بسبب فيروس كورونا، وهي أول حالة وفاة خارج الصين وآسيا، حسب السلطات الصحية الفرنسية، بعد أن سجل عدد الوفيات بالصين حتى يوم الأحد 1666 حالة، وسجلت ثلاث حالات وفاة خارجها بهونكونغ، باليابان والفلبين. وفي ما يخص الحالة الفرنسية، يتعلق الأمر بسائح صيني يبلغ من العمر 80 سنة كان يعالج بأحد المستشفيات الفرنسية مند شهر يناير الماضي. ويوجد حاليا بفرنسا رسميا 11 مريضا بفيروس كورونا يخضعون للعلاج في المستشفيات الفرنسية، كما أن عددا من الفرنسيين الذين كانوا بمدينة يوهان الصينية بؤرة انطلاق الفيروس، عادوا إلى منازلهم بعد أن قضوا 14 يوما تحت المراقبة الطبية. ومع الانتشار الكبير الذي عرفه فيروس كورونا بالصين وعدد من بلدان العالم، وما صاحب ذلك من موجة من الخوف، زاد من حدتها إعلان منظمة الصحة العالمية “أن فيروس كورونا يشكل تهديدا خطيرا للعالم”، انتقل الحديث إلى التأثيرات الاقتصادية المحتملة على البلدان التي تربطهاعلاقات تجارية كبيرة مع الصين. في هذا السياق، صرح وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أن هذا الفبروس سوف يكون له انعكاس سلبي على النمو الاقتصادي بفرنسا هذه السنة، وذلك لتعدد الاستثمارات بين البلدين، وكذلك لتصنيع عدد من المقاولات الفرنسية لعدد كبير من حاجياتها بالصين، نظرا للانخفاض الكبير في اليد العاملة بهذا البلد. في حين يرى وزير الخزينة الأمريكي، في تصريح أمام برلمان بلاده، أن هذا الفيروس لن تكون له تأثيرات على تقديرات النمو التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. هذا التراجع من المنتظر أن يمس عددا كبيرا من البلدان الأوروبية بسبب الحجم الذي أصبحت تحتله الصين في الاقتصاد العالمي، حيث أصبحت اليوم ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية. ومنذ بداية انتشار هذا الفيروس فقدت الصين لوحدها حوالي 400 مليار دولار، حسب أولى التقديرات الرسمية، وهي وضعية لن تزيد من تحسن الاقتصاد بهذا البلد الذي عانى السنة الماضية من الحرب التجارية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبعد إيجاد اتفاق مع واشنطن فإن آثار الفيروس ستكون وخيمة على الاقتصاد الصيني الذي أصبح مشلولا منذ عدة أسابيع وتراجع الاستهلاك والتبادل والسياحة مع عدد كبير من البلدان. وأزمة فيروس كورونا كان لها انعكاس سلبي أيضا على البورصة والاستثمار في فرنسا وأوروبا، كما كان لها انعكاس على أسواق البترول التي انخفضت أثمنتها بفعل تراجع الاستهلاك وتراجع الطلب بالصين التي تعتبر أحد اكبر المستهلكين في هذا المجال، وذلك بسبب توقف الاقتصاد والإنتاج بالصين، ولتوقف السيارات والشاحنات عن العمل في عدد من المدن الصينية التي أصبحت مشلولة عن الحركة. وفي انتظار عودة الصينيين إلى العمل، واحتواء انتشار فيروس كورونا، فإن خسائر الاقتصاد العالمي يمكن أن ترتفع بفرنسا وباقي أوروبا.