حذر الخبير في منظمة الصحة العالمية، إيرا لونجيني، من أن الإصابة بفيروس كورونا الجديد قد تطال ثلثي سكان العالم. ونقلت وكالة بلومبرغ عن لونجيني، قوله إن إجراءات الحجر قد تبطئ تفشي الفيروس، لكنها لن توقفه، لأنه تمكن من التسلل إلى خارج الصين قبل اتخاذ هذه الإجراءات، مبينا أن كل مصاب حاليا ينقل الفيروس لشخصين أو ثلاثة أشخاص بالمعدل، ما قد يؤدي إلى إصابة نحو ثلثي سكان الأرض به في نهاية الأمر. وحذر خبراء من ارتفاع كبير في عدد الإصابات بفيروس حول العالم، وسط توقعات بوجود حالات كثيرة غير مكتشفة في كثير من الدول المعرضة للمرض، خاصة تلك التي تعاني من ضعف في نظم الرعاية الصحية في جنوب شرق آسيا، وأفريقيا، بحسب مقال لمجلة «نيتشر». وحسب آخر الإحصائيات الرسمية، فقد انتشر المرض الذي أطلق عليه اسم COVID-19، في 24 دولة على الأقل، وتسبب حتى الآن في مقتل 1665 شخصا على الأقل في الصين، فيما تجاوز عدد الإصابات 68 ألف مصاب، حسب ما أعلنت عنه السلطات الصحية الصينية أمس الأحد. واستخدم الخبراء بيانات الرحلات من الصين وتحديدا ووهان بؤرة تفشي المرض، لإنشاء نماذج لانتشار الفيروس المحتمل في جميع أنحاء العالم. وحدد أحد النماذج 30 دولة، شملت دولا أفريقية لها علاقات تجارية وطيدة بالصين، من بينها مصر والجزائر وجنوب أفريقيا التي قد تكون من أكثر البلدان المعرضة لخطر انتشار الفيروس. واستند النموذج التحليلي المنشور يوم 7 فبراير، إلى خطوط السفر والرحلات الجوية من المدن الصينية إلى أفريقيا، والتي أبلغ فيها عن حالات عدوى. لكن فيتوريا كوليزا من معهد بيير لويس لعلم الأوبئة والصحة العامة في باريس، والمشاركة في تصميم نموذج أفريقيا، قالت إن هذه البلدان الثلاثة رغم أنها أكثر عرضة لخطر الإصابة، إلا أن لها قدرة على الاستجابة بفعالية لتفشي المرض. وتمت الإشارة أيضا إلى السودان من بين سبع دول أفريقية أخرى عرضة لخطر انتشار المرض، بسبب ضعف الأنظمة الصحية، أو اضطراب الوضع الاقتصادي، أو السياسي، في أراضيها. وبقية الدول هي نيجيريا وإثيوبيا وأنغولا وتنزانيا وغانا كينيا، علما بأن هذه الدول، باستثناء السودان، هي من بين 14 دولة أفريقية حددتها منظمة الصحة العالمية على أنها معرضة لخطر متزايد لانتشار الفيروس، إما بسبب استقبالها رحلات جوية مباشرة من الصين، أو لعدد كبير من المسافرين. نشير إلى أن اللجنة الصحية الصينية أفادت أمس بارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس منذ بداية تفشيه إلى 68 ألفا و500 حالة على مستوى الصين بعد تسجيل 2009 إصابة مؤكدة جديدة بنهاية أول أمس السبت، فضلا عن تسجيل 139 حالة وفاة في مقاطعة (هوبي) بؤرة تفشي الفيروس بوسط الصين، وهو ما يرفع عدد حالات الوفاة الإجمالية إلى 1665. وأوضحت الهيئة أن 219 مريضا يتواجدون في حالات خطيرة، كما تم تسجيل 56 حالة إصابة ووفاة واحدة في هونغ كونغ و10 حالات في منطقة ماكاو الإدارية الخاصة و18 حالة في تايوان بنهاية أول أمس، بينما بلغ إجمالي الأشخاص الذين غادروا المستشفيات بعد تماثلهم للشفاء 9419. وشهد يوم السبت الماضي تسجيل أول إصابة مؤكدة بالفيروس في القارة الإفريقية بمصر، بينما أعلنت وزارة الصحة الفرنسية عن تسجيل أول حالة وفاة ناجمة عن الفيروس والتي تعد الأولى على مستوى القارة الأوروبية وخارج آسيا. كما تم تسجيل حالات إصابة بالفيروس في أكثر من 30 دولة عبر العالم، ناهيك عن الإصابات المسجلة على مستوى السفينة السياحية «دايموند برينسيس» الخاضعة للحجر الصحي قبالة سواحل اليابان والتي بلغت إلى غاية اليوم، 355 حالة إصابة من أصل 3700 مسافر على متنها. من جهة أخرى، دعت منظمة الصحة العالمية الحكومات وشركات الأدوية العملاقة إلى الشروع على وجه السرعة في تطوير لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، الذي سيستغرق أشهرا، وسيكلف مئات الملايين من الدولارات. وشددت المنظمة على ضرورة اتخاذ قرارات كبرى، حيث سيتطلب تجهيز اللقاحات استثمارا ضخما وسيتعين على القطاع العام تحمل بعض المخاطر مع القطاع الخاص، إذ سيحتاج الأمر مئات ملايين الدولارات، حيث ستكون هناك حاجة لتطوير عدة لقاحات محتملة بدون أي تأكد من أن أحدها سيجدي نفعا.