ردا على أخبار سربتها وسائل إعلام تابعة لللانفصاليين، نفت الأمم المتحدث بشكل رسمي تعيين وزيرة الخارجية الأسترالية السابقة جولي بيشوب كمبعوثة للأمين العام الأممي إلى الصحراء خلفا للألماني هورست كوهلر. وفي هذا الإطار، صرح فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام الأممي، في ندوة صحافية بمقر الأممالمتحدة، أن عملية اختيار مبعوث جديد للأمين العام الأممي لا تزال جارية، مضيفا أن أنطونيو غوتيريس سيعلن عن الشخصية التي سيتم اختيارها عندما تنتهي الإجراءات الخاصة بهذا التعيين. وكان المبعوث الشخصي السابق هورست كوهلر قد استقال من منصبه في 22 ماي الماضي لأسباب صحية، في انتظار تعيين خلف له من طرف الأمين العام غوتيريس. وفي عهد المبعوث السابق كوهلر تم عقد جولتين من المائدة المستديرة حول النزاع المفتعل، بمشاركة أطراف هذا النزاع، وذلك بجنيف في دجنبر 2018 ومارس 2019، حيث ناقشت الوفود الأربعة، المغرب، الجزائر، موريتانيا والبوليساريو، سبل إيجاد حل سلمي وواقعي ودائم ومقبول من جميع الأطراف. وقد عبر المغرب عن أمله في أن تنخرط الأطراف الأخرى في هذا المسلسل بإرادة حقيقية، بعيدا عن لغة الماضي، والمقاربات المتجاوزة والحلول المستحيلة، وأنه شارك في هذا المسلسل، وفق مرجعيات وثوابت واضحة ومعروفة، مرتبطة بوحدته الترابية الوطنية وسيادته على كافة ترابه، وأن الحل، كما تؤكده قرارات مجلس الأمن، يجب أن يكون واقعيا، عمليا ودائما ومبنيا على التوافق. مجلس الأمن الدولي، وفي اجتماعه أواخر أكتوبر الماضي، أشاد بالزخم الجديد المنبثق عن مسلسل الموائد المستديرة الذي أطلقه هورست كوهلر، والذي كانت جهوده في هذا الصدد محط تنويه من قبل المجلس. وأشار قرار مجلس الأمن 2494 إلى أن المبعوث الشخصي السابق كان قد اتفق مع المغرب والجزائروموريتانيا والبوليساريوعلى عقد اجتماع جديد «على النحو» الذي انعقد به اجتماعا المائدتين المستديرتين السابقتين في جنيف. ودعا القرار، كذلك، إلى التحلي بالإرادة السياسية والعمل في مناخ ملائم للحوار بهدف الدفع بالمحادثات، وبالتالي ضمان تنفيذ قرارات مجلس الأمن منذ سنة 2007. كما رسخ القرار المذكور دور الجزائر كطرف رئيسي في المسلسل السياسي حول الصحراء، مؤكدا على ضرورة التوصل إلى «حل سياسي واقعي وعملي ودائم» لقضية الصحراء «قائم على التوافق».