فيعبد الحفيظ عيساوي شاب موهوب في مجال السينما، كان مولعا بعالم التصوير منذ طفولته ولا يزال، و رغم صغر سنه أنجز عدة تجارب وبدايات في ميدان السمعي البصري. وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا تخصص اقتصاد بمدينة وجدة سيلتحق عبد الحفيظ العيساوي بالمعهد المتخصص في مهن السينما بورزازات، حيث تخصص في مسلك تدبير الإنتاج السنيمائي و السمعي البصري، و بعد حصوله على إجازة مهنية بشعبة دراسات سينمائية سمعية بصرية بكلية القاضي عياض بمراكش، سيتابع تكوينه ويعمق تجربته حيث تمكن من الاشتغال بجدارة كمساعد مخرج في العديد من الإنتاجات السينمائية الأجنبية بالمغرب. جريدة « الاتحاد الاشتراكي» التقت بالمخرج الشاب عبد الحفيظ العيساوي على هامش محطة سينمائية وأنجزت الحوار التالي : p ما هي السينما بالنسبة لك؟ n السينما بالنسبة لعبد الحفيظ عيساوي هي الحياة، حيث أنني لا أجد نفسي و ذاتي إلى في هذا الميدان، لقد ارتبطت حياتي الشخصية و العائلية منذ الصغر بهذا العشق الكبير للصورة ودلالاتها وابعادها، ورصيدي من مكونات هذا المجال السمعي البصري ولد صغيرا، لكنه سيبدأ في التطور بعد الاحتكاك بالعديد من الرموز والتجارب والمدارس السينمائية، لكن ما أود التأكيد عليه هو هذا الشغف الجميل الذي تبلور ونما منذ نعومة الأظافر، ليتحول إلى مبدإ في الحياة . p لديكم مشاركات في العديد من المحطات حدثنا عن مشاركتك الأخيرة خارج المغرب كيف تقيمها ؟ n في الواقع أعتبر مشاركتي الأخيرة في مهرجان الإسكندرية لدول البحر الأبيض المتوسط بمصر في دورته 35 مشاركة على مستوى عال من الأهمية. ليس لأنني كنت ممثلا لبلدي المغرب و للجهة الشرقية على وجه الخصوص، في منافسة سينمائية دولية هامة، وإنما مجرد الحضور في محطة ذات بعد عربي و دولي والاحتكاك بالنجوم العرب والأجانب تشكل قيمة مضافة لتجربتي المتواضعة، فهذا بحد ذاته إنجاز متقدم لي و لفريق العمل، و يعطي دفعة قوية وإيجابية للتجربة في مجال الإخراج السينمائي في المستقبل . p لنتحدث عن الريبيرتوار الفيلمي لعبد الحفيظ العيساوي ؟ n اعتبر فيلم Cv film d'école هو باكورة تجربتي في المجال وكان فيلما مدرسيا وتم إخراجه سنة 2013 . أما أول فيلم دخلت به المهرجانات السينمائية كان بعنوان النفس الأخير – Dernier Souffle وقد حصل الفيلم على ما يفوق 17 جائزة وطنية، من بينها الجائزة الكبرى للأندية السينمائية بالمغرب سنة 2016 و الجائزة الكبرى لمهرجان الجامعي الدولي بسطات سنة 2016. وهنا لابد من الإشارة إلى أن الجوائز هي تحفيزات نبيلة تشكل حافزا كبيرا لإتمام المسار في مجال الإخراج السينمائي رغم كل الصعوبات والإكراهات، وتشجيعا رمزيا لتطوير التجربة وإغناء القدرات الشخصية و المعرفية في مجال نعشقه حتى النخاع p وماذا عن مستقبل تجربتك؟ n بالإضافة إلى اشتغالي اليوم بالتدريس بالمعهد الدولي « أبرا وينفلي للصحافة « بوجدة تخصص سيميائيات وتقنيات الصورة، هناك مشروع مستقبلي على مستوى عال من الأهمية يتمثل في إنجاز فيلم حول ما يعرف في أدبيات الجوار السياسية ب»المسيرة السوداء « أي تلك الحادثة المرعبة التي قام بها النظام الجزائري سنة 75 بإجلاء ازيد من 40 ألف مغربي صوب الحدود المغربية ..بعد تجريدهم من ممتلكاتهم ..لقد أتممت السيناريو، واخترت للفيلم عنوانا «المهجرون « les déportés ونأمل أن يرى النور بعد استكمال المساطر الفنية والتقنية الضرورية لإخراجه .