لم يكن الطفل أحمد يعتقد أن الطريق التي يقطعها يوميا إلى المدرسة ستتغير لتقوده هذه المرة إلى مركز الشرطة بمدينة نيس، التي استدعته أول أمس الأربعاء للاستماع إليه في قضية «تمجيد الإرهاب». وتعود أطوار هذه القضية إلى 8 يناير الجاري، عندما رفض الطفل أحمد (8 سنوات) الوقوف دقيقة صمت ترحما على ضحايا مجلة «شارلي إيبدو». وعندما استفسره معلمه عن سبب ذلك، قال الطفل: «أنا لست شارلي.. أنا مع الإرهابيين». وهذا ما دفع المعلم إلى استدعاء مدير المدرسة الذي طلب من أحمد أمام باقي زملائه قول «أنا شارلي»، إلا أن الطفل رفض. وفي تصريح أدلى به الضابط، الذي وجه الاستدعاء للطفل ووالده، لوسائل إعلام فرنسية، فإنه «تم استدعاء الطفل ووالده في محاولة لفهم كيف يمكن لطفل في سن الثامنة أن يقول كلاما من ذلك القبيل. وتم الاستماع للطفل لمدة ثلاثين دقيقة، قبل الاستماع إلى والده، المسؤول عنه مدنيا». وخلص الضابط إلى أنه «كان واضحا أن الطفل لا يفهم ما قاله. ولا ندري من أين استقى ذلك الكلام». وحسب محامي الطفل أحمد، فإن هذا الأخير يجهل معنى كلمة «إرهاب»، وأن هذه المتابعة لا يقبلها العقل على اعتبار سن الطفل الذي يتجاوز ثماني سنوات. ورغم نفي الأمن الفرنسي توصله بشكاية واقتصار الأمر على استماع للطفل بعد إعلامهم بتصريحاته من طرف مدير المدرسة، إلا أن المحامي كذب الأمر، وقال إن ما كُتب في المحضر هو التالي: «الطفل متابع بتمجيد الإرهاب».