10 ملايين تلميذ وطالب يؤدون واجبات الانخراط دون أن يستفيدوا تعاني العديد من المؤسسات التعليمية من غياب البنية التحتية الرياضية من ملاعب أو فضاءات مخصصة لمزاولة الأنشطة الرياضية. والملاحظ أنه لا أثر للفعل الرياضي في مدارسنا العمومية وكثير من مدارس التعليم الخصوصي ومع ذلك يفرض نظام تسجيل التلميذة والتلميذ أداء واجب الانخراط في الجمعية الرياضية بالمؤسسة التعليمية وتختلف قيمة الانخراط والتسجيل ما بين 10 و20 درهما. في كثير من مؤسسات التعليم، فتحت الأبواب والتحق المدرسون والتلاميذ وتخلفت الرياضة عن مواكبة هذا الدخول المدرسي الجديد. فبخلاف ما تم الإعداد له من ترتيبات إدارية وتربوية لاستقبال العام الدراسي الجديد، لم تظهر أي مؤشرات توحي بوجود تحضيرات لانطلاق موسم رياضي مدرسي بآفاق جديدة ومتغيرات واعدة. هناك،في هذا السياق، مؤسسات تعليمية لازالت تفتقر لأي بنية تحية أو ملاعب ولا قاعات رياضية، وهناك مدارس لم يتم فيها التفكير بترميم أو إصلاح ملاعبها التي عرضت مرافقها للتلف أو تم اقتطاع أجزاء كبيرة منها لبناء مرافق إدارية أو أقسام وحجرات دراسية. والاجتهاد الوحيد الذي يبدو أن المسؤولين انخرطوا فيه هو الوقوف على ضمان استقبال واجبات الانخراط في ملفات تسجيل التلاميذ دون أن يجتهد أحد، لا داخل الجمعيات الرياضية في المؤسسات ولا داخل الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية ولا حتى داخل مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية بالوزارة في التحضير لموسم رياضي جديد. غابت الرياضة ولم تواكب الدخول المدرسي، وانحصرت العلاقة بين التلميذ وعودته لمدرسته في تسلم ورقة المستلزمات المدرسية والمقررات وأداء واجبات التسجيل وجدول زمن الحصص التدريسية، فيما لم تبادر الجهات المسؤولة والمتدخلة في وضع تصور واضح أو مخطط محدد الأهداف أمام التلميذ الذي يحتاج إلى الفعل الرياضي لما تقدمه الرياضة من دور هام في تقويم السلوك وفي معالجة الاختلالات التي ممكن أن يواجهها التلميذ. عاد التلاميذ، وافتتح الموسم الدراسي الجديد، وظلت العلاقة بين التلميذ والرياضة كما كانت ولم يبدو أن هناك متغيرات جديدة تبعث على الأمل في الارتقاء بالرياضة داخل مؤسساتنا التعليمية. بلغة الأرقام والإحصائيات، ارتفع عدد التلاميذ والطلاب المغاربة لهذا العام إلى 10 ملايين، إذ كشفت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أن عدد المستفيدين من منظومة التربية والتكوين برسم الدخول المدرسي والجامعي، والخاص بالتكوين المهني برسم موسم 2018-2019، ناهز 10 ملايين تلميذ وطالب. يتضح من هذه الأرقام والإحصائيات أنه لا أعذار للمسؤولين عن الرياضة المدرسية في عدم العمل على تحريك عجلتها ومنح التلاميذ أفضل الشروط لممارسة الرياضة عبر توفير الملاعب وتجهيزها ووضع برنامج واضح للأنشطة الرياضية بما أن الميزانية التي تستفيد منها الرياضة المدرسية تبقى من أضخم الميزانيات المرصودة للرياضة الوطنية بشكل عام. وبين هذا وذاك، وجب التنويه بمجهودات المدرسين والعاملين في مؤسساتنا التعليمية وهم يتحدون كل العراقيل ويعملون على ترسيخ وتقريب الفعل الرياضي من التلاميذ.