في إطار حماية وصيانة المباني التاريخية والمواقع، تمكن متخصصون في جرد التراث الثقافي من مهندسين معماريين وأساتذة باحثين في التراث الثقافي وطلبة جامعيين يحضرون رسائل جامعية في هذا المجال، من جرد أكثرمن ثمانين بناية تاريخية تعود لفترة ما قبل وبعد زلزال أكادير سنة 1960. وشملت عملية الجرد الشاملة التي تعتبر الأولى من نوعها بجنوب المغرب، كل المجال الترابي التابع لجماعة أكَادير، زيادة على عملية مماثلة تشمل المجال الترابي لعمالة أكادير اداوتنان التي لم تستفد من قبل من جرد علمي لكل مواقعها التاريخية. واعتمد هؤلاء المتخصصون في إنجازهم على استعمال تقنيات حديثة تتجلى في استعمال نظم المعلومات الجغرافيةSIG) )وصورجوية مكنت من إعداد خرائط وأطاليس عامة، وعلى صور موضوعاتية وقاعدة بيانات مفصلة تضم معلومات مستفيضة عن كل بناية مرفوقة ببعض الرفوعات الهندسية وصور حديثة. وحسب هذا الجرد تتكون البنايات المرصودة من: حمامات عمومية، بنايات إدارية وخاصة ذات طابع تقليدي، زوايا وأضرحة، دور للسينما، مستشفيات قديمة ومؤسسات بنكية وتعليمية، مواقع ذات أهمية جيولوجية بالإضافة إلى قناطر ومعامل متنوعة. وترمي هذه العملية الى دراسة المكونات التراثية لهذه المباني لتمكين كل المتدخلين من الاعتماد عليها في أشغال الصيانة والتهيئة العمرانية، من أجل إدماجها في مدارات سياحية لتعزيز جاذبية المدينة التي هدمت جل بناياتها التاريخية واحيائها القديمة خلال زلزال 1960. كما تهدف أيضا إلى إعداد ملفات لتسجيلها في قائمة التراث الوطني من أجل توفير الحماية القانونية لها وبطائق تقنية لحالتها المعمارية ووضعيتها العقارية والوظيفية الحالية. هذا وتجدر الإشارة إلى أن عملية جرد المآثر والمواقع التاريخية تأتي في سياق التجاوب مع المخطط التنفيذي للبرنامج الحكومي، بحيث قامت وزارة الثقافة والاتصال(قطاع الثقافة)بتعاون مع جماعة أكادير بجرد شامل للمباني التاريخية التي تعود لفترة ما قبل وما بعد زلزال 1960.