مازالت الدواوير المحاذية لوادي أغمات قرب مراكش، تعاني من جراء التأثيرات السلبية لعمل الآليات الضخمة في مقالع الرمال في الوادي، فبالإضافة إلى التأثير البيئي سواء على الفرشة المائية أو الأتربة المتناثرة على النباتات والتي تحد من نموها، فإن السكان يعانون من ضجيج الآليات التي لا تهدأ حتى بالليل ، كما يؤكد سكان دوار أولاد ازبير الركوبة بمنطقة الويدان نواحي مراكش، وكانت جريدة الاتحاد الاشتراكي قد تناولت الموضوع في عدد سابق. سكان الدوار المذكور بمعية دوارين آخرين، وجهوا شكاية إلى والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، يطالبون فيها برفع الضرر الناتج عن استغلال إحدى الشركات لمقلع بالمنطقة على مستوى وادي اغمات. ومن بين النقط الواردة في الشكاية أن هذه الشركة لا تحترم أوقات العمل، مما خلق استياء كبيرا لدى السكان المجاورين للمقلع، وذكرت الشكاية أن الشركة تواصل العمل ليلا مما يقلق راحة السكان، جراء الضجيج الناتج عن الآليات. وقال اللكطي عبد العزيز، الذي تحدث للجريدة باسم السكان، إن عدم جودة الطريق وسرعة الشاحنات التي وصفتها الشكاية بالمفرطة ، وعدم توفر علامات التشوير، تشكل خطرا على الساكنة. كما توقف عند الخطر الذي يشكله ذلك على الأطفال الذين يتوجهون إلى المدرسة، وأكد أن ذلك يدفعهم إلى المرور وسط الضيعات في ذهابهم لحصصهم الدراسية عوض المرور من الطريق الضيقة التي أصبحت مخيفة بالنسبة لهم. كما اعتبرت الشكاية أن قطع الطريق الرابطة بين دوار أولاد زبير ودوار الصبانية، هو ترام على ممتلكات عمومية، ناهيك عن الضرر الناتج عن قطع هذه الطريق أمام السكان. وتضيف الشكاية «أن محطة تكسير الأحجار هذه لا تتوفر على سياج واقٍ ، مما يعكس العشوائية في التسيير والتدبير بالمنطقة». هذا وجاء في الشكاية ذاتها التي وقعت باسم مندوبية منظمة كشاف الصحراء المغربية في الويدان،« أن السكان غاضبون من هذا الوضع»، مشيرين إلى معاناتهم مع مخلفات الفيضانات بمنطقتهم». المصدر ذاته أكد أن الشركة المعنية لم تنفذ أيا من التزاماتها أمام السكان، حيث عقد اجتماع توصلت الجريدة بنسخة من محضره، موقع من طرف الحاضرين يوم 20 نونبر 2013، بحضور كل من خليفة قائد الويدان، وممثل نفس الجماعة، بالإضافة إلى ممثل الشركة التي تستغل المقلع. وقد التزمت الشركة بفتح الطريق المغلقة والرابطة بين دوار أولاد زبير ودوار الصبانية، أمام السكان، واحترام أوقات العمل المنصوص عليها في دفتر التحملات، ووضع علامات التشوير على طول الطريق التي تمر منها الشاحنات. كما التزمت بجلب آليات خاصة للحد من الضجيج، بالإضافة إلى وضع كتبان المواد المستخرجة من أجل الحد من الضوضاء. هذا وحسب العديد من السكان، من بينهم ألمانيان أحدهما لديه دار ضيافة في المنطقة والثاني بمنزله الخاص، أن الشركة لم تعر أي اهتمام للساكنة، بل وكما قال اللكطي فإن أحد ممثلي الشركة خاطبه قائلا: «حنا غير حشمنا، إلى بغينا ، ممكن نصوطو في هاذ الدواوير»!!