أشادت الأممالمتحدة بمساهمات وتضحيات حفظة السلام المغاربة المنتشرين في إطار عمليات المنظمة الأممية لحفظ السلام، وبالتزامهم بإقرار السلم والأمن، لا سيما في إفريقيا، وذلك بمناسبة اليوم الدولي لحفظة السلام، الذي يصادف ال29 من شهر ماي من كل سنة. وأبرز المتحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، نيك بيرنباك أن المملكة المغربية، ومن خلال نشر أزيد من 2.100 من الجنود المغاربة ضمن بعثات الأممالمتحدة، تمثل «شريكا أساسيا في عمليات الأممالمتحدة لحفظ السلام منذ سنوات عديدة». وأشار إلى أن القبعات الزرق المغاربة منتشرون في بعض أصعب البعثات الأممية، لاسيما في جمهورية إفريقيا الوسطى وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يقومون ب»مهام رئيسية مثل حماية المدنيين». وقال بيرنباك إن المملكة المغربية تحتل المرتبة الثالثة عشرة بين الدول المساهمة بالقبعات الزرق، مبرزا أن الأممالمتحدة «ممتنة» لتضحيات حفظة السلام المغاربة، الذين قضى 43 منهم خلال أداء مهامهم لحفظ السلام. وقال المتحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة «نشكرهم على التزامهم بحفظ السلام والأمن الدوليين، وخصوصا في إفريقيا»، مضيفا أن القبعات الزرق المغاربة، المنتشرين على الخصوص في عمليات حفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى، يعملون في «بيئات معقدة ويساهمون في حماية المدنيين، وهي إحدى المهام الميدانية الرئيسية لقوات حفظ السلام». وأوضح المسؤول الأممي أن أزيد من 1.300 من حفظة السلام المغاربة منتشرون في جمهورية الكونغو الديمقراطية وأكثر من 700 في جمهورية إفريقيا الوسطى، مشيرا إلى أن التجريدة المغربية تعمل «في بعض أكثر المناطق صعوبة وخطورة في هذين البلدين». وأشار المتحدث، في هذا الصدد، إلى أن عمليات الأممالمتحدة لحفظ السلام تبقى واحدة من أكثر الأدوات فعالية لإقرار السلم والاستقرار في العالم، مضيفا أن «قبعاتنا الزرق يتمون مهامهم على الرغم من التحديات العديدة المطروحة، المرتبطة أساسا بالتهديدات المتزايدة وبمحدودية موافقة البلد المضيف وكذا الضغوط المالية الكبيرة». وذكر بيرنباك أن الأمين العام للأمم المتحدة، ولمواجهة هذه التحديات، أطلق مؤخرا مبادرة «العمل من أجل حفظ السلام» بشراكة مع الفاعلين الرئيسيين، لاسيما الدول الأعضاء، ومجلس الأمن، والبلدان التي تساهم بالتجريدات وبقوات الشرطة والمنظمات الإقليمية والدول المضيفة من أجل تعزيز حفظ السلام وتجديد الالتزام السياسي المتبادل تجاه هذه العمليات». واعتبر أن النتائج ملموسة فعلا، حيث أن عدد حفظة السلام الذين قضوا العام الماضي «تراجع بشكل كبير»، مبرزا أن «مهماتنا أكثر نشاطا وأكثر استباقية، كما رأينا ذلك مؤخرا في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى». وتميز اليوم الدولي للقبعات الزرق، الذي تم الاحتفال به هذه السنة تحت شعار «حماية المدنيين، حماية السلام»، بالعديد من الأحداث التي نظمت يوم الجمعة الماضي بمقر الأممالمتحدة بنيويورك لتكريم عشرات الآلاف من حفظة السلام المنتشرين في جميع أنحاء العالم. وتم تكريم أزيد من مليون رجل وامرأة خدموا تحت راية الأممالمتحدة بكل فخر وشجاعة منذ أول عملية نشر للقبعات الزرق سنة 1948، وأكثر من 3.800 من حفظة السلام الذين قضوا في خدمة السلام. ووضع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إكليلا من الزهور تكريما لجميع حفظة السلام الذين فقدوا أرواحهم منذ سنة 1948، كما ترأس حفل تكريم 119 جنديا وشرطيا ومدنيا قتلوا في عمليات حفظ السلام خلال سنتي 2018 و2019 بميدالية داغ همرشولد، بينهم جندي مغربي فقد حياته في جمهورية إفريقيا الوسطى العام الماضي.