حقق معرض «المغرب المعاصر» نجاحا غير متوقع من طرف المنظمين، فقد وصل عدد الزوار في الربع الأخير من هذه السنة، إلى 133 ألف زائر، أي زيادة في نسبة الزوار وصلت 61 في المائة سنة 2014 حسب إحصائيات معهد العالم العربي. هذه الزيادة حسب رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ تعود بالأساس إلى النجاح الذي حققه «المغرب المعاصر»، بالإضافة إلى معارض مهمة عرفها المعهد هذه السنة سواء معرض «الحج» أو معرض قطار «اوريون اكسبريس»، وهو ما جعل معهد العالم العربي يحقق أرقاما قياسية في عدد الزوار بين مختلف المتاحف الباريسية هذه السنة وصلت إلى أكثر من مليون زائر ما بين يناير 2014 ونوفمبر 2014 ، رغم أن السنة لم تنته بعد. هذه الأرقام الجديدة والزيادة في عدد الزوار تعكس كذلك النجاح الكبير و المفاجيء الذي حققه معرض المغرب المعاصر، «هذه التظاهرة الاستثنائية بكل المقاييس»»قوية، جميلة وجديدة حسب جاك لونغ، حيث تخصص كل قاعات المعهد ومتاحفه لبلد واحد وهو المغرب، فبالإضافة إلى لوحات 83 فنانا مغربيا من مختلف المناطق، تعرض أعمال سينمائية وتعقد ندوات وسهرات موسيقية لكل الأنواع الموسيقية التي يعرفها المغرب.»هذا النجاح اللافت ربما يدفع المنظمين إلى تمديد هذه التظاهرة حتى شهر مارس» حسب موليم لعروسي، وهو مندوب مشارك لهذه التظاهرة المغربية بباريس. بعد وصول وزير الثقافة السابق لفرنسوا ميتران إلى معهد العالم العربي، بدأت هذه المؤسسة تعرف دينامية جديدة، بعد الصعوبات العديدة التي عرفتها هذه المؤسسات في السابق.يقول جاك لونغ في تصريح للجريدة حول ذلك: «في هذا المجال القواعد تم وضعها مسبقا،إذا كانت مؤسسة غير قادرة على منح تظاهرات متنوعة، أكثر جدة، وقوة وغنى، الجمهور لا يأتي إلى المؤسسة، وفي الحقيقة منذ سنة، بفضل هذه التظاهرات التي قمنا بتنظيمها حول «اوريون اكسبريس»،»الحج» و» المغرب العاصر» نعرف إقبالا للجمهور جد مهم ، وما يهم أكثر من هذا الحضور هو النوعية الإنسانية للزوار والناس فرحون من أجل الاكتشاف والتبادل، والتعرف على ما يتم عرضه. خاصة لمعرض المغرب المعاصر. ويضيف جاك لونغ حول هذا المعرض «هو جمهور كبير بالنسبة لمعرض للفنون المعاصرة وهو رهان لم يكن مضمونا منذ البداية، ولكنه كان نجاحا كبيرا.» عرفت تظاهرة المغرب المعاصر، بمعهد العالم العربي التي تعقد ما بين شهر أكتوبر 2014 وشهر يناير 1015 نجاحا منقطع النظير من حيث عدد الزوار، هذا النجاح الذي لا يقتصر على عدد الزوار، بل في يمس نوعية الجمهور الزائر والوقت الذي يقضيه بالمعهد من أجل اكتشاف فنون المغرب المعاصر ،حسب رئيس هذه المؤسسة جاك لونغ، «بالإضافة إلى العدد الكبير، ما كان مؤثرا هو إحساس الناس خاصة بعد زيارة معرض المغرب المعاصر. والجمهور الذي زارنا هو كبير بالنسبة لمعرض حول الفن المعاصر، وهو أمر لم يكن سهلا أو في المتناول، لكن في الأخير هو نجاح كبير، وسوف أكرر ما كان يؤثر في ليس عدد الجمهور، لكن هو الوقت اللازم الذي يأخذه كل زائر في هذا المعرض، من أجل المشاهدة، المقارنة، الاكتشاف والتساؤل، وفي الأخير يقولون لنا نحن مسرورون، لقد قضينا لحظة لم نكن ننتظرها، و اكتشفنا مغربا استثنائيا أكثر من المغرب الذي كنا نعرف.» موليم لعروس وهو مندوب مشارك لهذه التظاهر المغربية بباريس،واحد الوجوه الفلسفية والفنية التي أشرفت على إخراج هذه التظاهرة إلى الوجود، فقد صرح لنا أنه كان متخوفا في البداية، ولم يكن يراهن على أكثر من 70 ألف زائر «منظمو المعرض السابق حول الحج بمعهد العالم العربي كانوا يراهنون على 70 ألف ، خاصة أنه تصادف مع شهر رمضان ووجود جالية مسلمة مهمة بفرنسا، وقلت مع نفسي إذا كان معرضنا موجه لجهور عربي بفرنسا، فإننا لن نتجاوز معرض الحج من حيث عدد الزوار. لكن المفاجأة بدأت منذ الساعات الأولى للافتتاح والعدد الكبير لزوار الذي كان يتجاوز 1500 زائر في الساعة الواحدة.» وأضاف أستاذ الفلسفة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء «إن النجاح تجاوز كل التوقعات والأرقام المتوقعة ، ذلك بفضل عمل الإعلام المغربي والفرنسي والمنظمين لتعريف بهذه التظاهرة. « المفاجأة والفرح هو شعوري ،وهذا تم بفضل عمل وسائل الإعلام التي اشتغلت بشكل جيد سواء هنا بفرنسا أو بالمغرب، وكذلك بفضل العمل الذي تم من أجل أخبار هذه الصحافة. والعمل كان جيدا ، قمنا به مع الصحافة وكان أحيانا صعبا وهو ما ساهم في نسبة الزوار هذه، كان هناك حلم وكان هناك الواقع. الواقع كنا نقول إن نسبة الزوار يمكن أن تصل إلى 100 ألف زائر، لكن حاليا نقترب من 200 إلى 250 ألف زائر،خاصة إذا تم تمديد المعرض إلى شهر مارس المقبل». نجاح هذه التظاهرة المغربية بباريس «المغرب المعاصر» بمعهد العالم العربي أو المغرب الوسيط امبراطورية من إفريقيا إلى إسبانيا بمتحف اللوفر ،يعود إلى الصورة الإيجابية التي يزخر بها المغرب بفرنسا والى وجود جالية مغربية مهمة وحضور قوي للمغرب بهذا البلد الأوربي والمتوسطي بالإضافة إلى العمل الذي قام به رئيس المعهد جاك لونغ وفريق مندوبي هذه التظاهرة تجاه التواصل مع الجمهور لزيارة هذه التظاهرة.