وجه أطباء القطاع العام انتقادا شديد اللهجة إلى مناديب وزارة الصحة الذي يشرفون على عدد من الحملات الطبية، محذرين من تبعاتها وأخطارها على المواطنين والمهنيين على حدّ سواء. وعبّرت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام عن رفضها لهذه الحملات الطبية التي وصفتها بكونها شبه عشوائية، التي تتم برمجتها دون تخطيط قبلي وفي ظل غياب أية استراتيجية واضحة المعالم، تحدّد الوسائل الواجب توفرها قبلا والأهداف المرجوة منها، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول خلفيات تنظيمها، خاصة وأنها جاءت مباشرة بعد تعيين مناديب جدد أو إبقاء آخرين في مناصبهم. الدكتور منتظر العلوي عبد الله، الكاتب العام للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، أكد في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي»، أن الحملات الطبية التي يتم تنظيمها بكيفية غير صحيحة وبعيدا عن أية منهجية عقلانية تعرض حياة المرضى للخطر، لأنه لا يتم الإعداد لها بشكل جيد ولا تراعي شروط السلامة المتعارف عليها طبيا، بالنظر إلى عدم ملاءمة الظروف وفي ظل غياب أي تغيير بخصوص الطاقة الاستيعابية للمركبات الجراحية، وكذا استقرار أعداد أسرة الإنعاش، التي تعد غير كافية، ونفس الأمر بالنسبة لأعداد الأطباء، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تسجيل مضاعفات صحية في صفوف المستفيدين من هذه الحملات الطبية، نتيجة للضغط المرتفع على مهنيي الصحة والرفع من أعداد الجراحات الذي قد يترتب عنه غياب التركيز ويؤدي إلى ما لاتحمد عقباه ! ونبّه الدكتور العلوي إلى أن العمليات الجراحية بالدول المتقدمة التي تتوفر على موارد بشرية وتقنية متطورة، تتم برمجتها بناء على معايير علمية في مواعيد زمنية محددة حتى تتسم بالنجاعة وتحرص على نجاحها حفاظا على سلامة المرضى، خلافا لما يتم به العمل اليوم في إطار المبادرات التي يقوم بها مناديب وزارة الصحة المعنيون، ودعا وزارة الصحة إلى الانكباب على توفير الموارد البشرية والظروف الملائمة لعلاج المرضى عوض ما وصفه ب «التهور لمحاولة إنجاح قرارات شعبوية».