أتاحت الدورة 14 لمهرجان مراكش لعشاق السينما ومهنييها فرصة الاطلاع على العالم الإبداعي للمخرج الدنماركي الشهير بيلي أوغست. وخلال جلسة حوارية،أمس الثلاثاء، مع الفنان الذي يعد أحد أبرز المخرجين في المشهد السينمائي الاسكندنافي، تقاسم بيلي أوغست بتواضع وشفافية مثيرتين قصته مع السينما، ورهاناته الفنية والإشكاليات التي تؤرقه وتمنحه في ذات الوقت شغفا متواصلا لصناعة الأفلام. انطلاقا من نشوء الأفكار الجنينية، وصولا الى أجواء الاستوديو، مرورا بالاختيارات المتعلقة بتحديد الفضاءات وكتابة السيناريو واختيار الممثلين وإدارتهم وحيثيات تحويل الرواية الى فيلم، فتح مخرج «بيل الفاتح» أبواب عالمه الخاص في لقاء تخلله عرض مشاهد مثيرة من أنجح أفلامه. ومن وحي تجربته السينمائية الحافلة، اعتبر بيلي أوغست أن تحقيق النجاح السينمائي يرتبط أكثر بالاستفادة من أخطاء الأعمال السابقة وصقل التجربة وشحذها، أكثر من ارتباطه بعبقرية فردية ما. ويعد الدنماركي بيلي أوكست من أبرز مخرجي السينما الدانماركية مع خلال أفلام من قبيل «في حياتي» (1979) و «تويست وشوت» (1985). ويظل مهرجان كان السينمائي مصدر شهرة المخرج على المستوى الدولي بعد أن فاز مرتين بالسعفة الذهبية في ظرف أربع سنوات، الأولى عن فيلم «بيل الفاتح» سنة 1988، الذي نال عنه أيضا أوسكار أفضل فيلم أجنبي، والثانية سنة 1992 من خلال فيلم «النوايا الحسنة»، المقتبس من سيناريو مستمد من السيرة الذاتية لإنكمار بيركمان. وبلغت سينماه الكلاسيكية التي تعالج عادة مواضيع عن مرحلة الطفولة الصعبة، أوجها مع فيلم «بيت الأرواح» (1993) الذي نقل فيه بيلي أوكست إلى الشاشة رواية إيزابيل أليندي، موقعا بذلك على أول فيلم له في هوليوود والذي لعب فيه دور البطولة كل من ميريل ستريب، كلين كلوز وجيرمي أيرونز، ومعلنا بداية سلسلة من الاقتباسات لكبريات الكتب الأكثر مبيعا، حيث أتبع ذلك بفيلم «سميلا» (1996) عن رواية لبيتر هويك، و «البؤساء» (1997) عن فيكتور هوكو، من بطولة ليام نيسون. ثم أخرج بيلي أوكست بعد ذلك «وداعا بافانا» (2006)، الذي صور بشكل درامي العلاقة بين نيلسون مانديلا وسجانه. وسيقدم فيلمه الأخير «قلب صامت»، في عرض ما قبل الأول في إطار الدورة الرابعة عشرة لمهرجان مراكش. يذكر أنه بعد إطلاقها سنة 2005، أصبحت سلسلة ماستر كلاس واحدة من أهم فقرات مهرجان مراكش، حيث تستقطب دروس السينما عددا كبيرا من مهنيي القطاع، وطلبة السينما وهواة الفن السابع الذين يتوقون ليعيشوا لحظات من خلال تبادل التجارب السينمائية مع كبار المخرجين العالميين. وعرفت هذه الفقرة بتوالي الدورات حضور أسماء كبرى من قبيل مارتن سكورسيزي، ألفونسو كوارون، إمير كوستوريتشا، جيمس كراي، لي تشانك-دونك، ماركو بيلوشيو، دارين أرنوفسكي وفرانسيس فورد كوبولا. تصوير الحسني البومسهولي