لم يكن يدري أن مرافقته لأحد أشقائه لقضاء غرض إداري في مدينة الازدياد ستكون له آخر نقطة من نقط الحياة حيث حل باكرا بمسقط رأسه وماهي إلا لحظات حتى كان يطرق منزل أحد أصدقائه الذي تربطه به علاقة حميمية كان الشقيق الأصغر قد بدأ في العديد من الإجراءات التي قادته إلى مسقط الرأس فيما شقيقه الأكبر الذي يمتهن التجارة أراد أن يضرب عصفورين بحجر واحد فشقيقه حل بالمدينة من أجل تكوين ملف إداري ووضعه لدى إحدى المدارس العليا فيما هو جاء برفقته من أجل الترويح عن النفس وقضاء ليلة ماجنة مع أحدى بائعات الهوى بحكم أن صديقه يسكن لوحده جريمة غير مكتملة لم يكن يدري أن حلوله لدى زميله سيكون آخر عهده بالحياة ففي اليوم الموالي تلقت مصالح الأمن مكالمة هاتفية من مجهول تفيد العثور على جثة شخص بالقرب من عمارة بالحي وماهي إلا لحظات حتى حلت مصالح الشرطة العلمية والتقنية والفرقة الجنائية حيث بعد إجراء المعاينات والتحريات الأولية تبين أن عمر الضحية لم يتجاوز الثلاثين سنة مصاب بطعنتي سكين واحدة على مستوى القلب والأخرى على مستوى البطن ومجرد من كافة ملابسه لايتوفر على أية وثائق تمكن من معرفة ظروف الجريمة وهوية الشخص فكر الضابط المكلف مليا ووجد نفسه أمام جريمة غامضة لم تظهر اية طريق تقوده إلى معرفة الفاعل أو الفاعلون. طريق الشك المؤدي إلى اليقين عمد بداية الفريق الأمني المكلف بالبحث إلى استحضار جميع الفرضيات كان من بينها استدعاء بعض من ذوي السوابق العدلية كما تم تكليف المعاونين باستقصاء الأخبار بالحي الذي وجدت به الجثة في انتظار معرفة نتائج التشريح التي أفادت أن الأمر يتعلق بشخص غير قاطن بالمدينة التي لقي فيها مصرعه أعزب بدون سوابق ,فماالذي حدث له ؟خاصة وأنه غير مسجل لدى مصالح الأمن ؟ سافر ولم يعد ....؟ سافر إلى مسقط رأسه دون أن يعلم بأنه لن يعود لها مرة ثانية، و ان أجله سيكون به إفترق الأخ الأصغر عن شقيقه من أجل تكوين ملفه الإداري والإنتقال إلى المؤسسة المراد وضعه بها وهي اللحظة التي وجدها الشقيق الأكبر مواتية للبحث عن مكان آمن للمتعة والراحة .و تزجية الوقت في إحدى الحانات بالمدينة التي لم يسبق أن تواجد بها . في طريقه إلى الحانة تحرش بإحدى الفتيات التي وجدها هي الأخرى على الخط بحكم أنها تمتهن الدعارة و دون عناء في البحث عن من ترافقه في سفره الليلي . صاحبته بداية إلى إحدى العلب الليلية، من أجل مقارعة الكأس حيث مكتا إلى ساعة متأخرة من الليل حيث كان لزاما في مثل هاته السهرات ختمها بالممارسة الجنسية غادرا الإثنان الحانة قاصدين شقة الصديق وبينما هما في الطريق صادفه حيث اقترح عليهما إكمال السهرة في بيته وهي الدعوة التي إرتاح لها الخليلان . توجه الجميع عبر سيارة أجرة صغيرة إلى البيت واستمر السمر بالحديث عن ذكريات المدينة إلا أن الصديق كانت عيناه تغازل مرافقته من أجل الإستفراد بها وفي لحظة معينة تحولت جلسة الخمر والنشاط إلى ساحة لتبادل الإتهامات التي بدأت ترتفع حرارتها لتصل إلى مناوشات حيث أكد صاحب الشقة أنه يرفض رفضا باتا أن تدخل أية فتاة إلى بيته دون أن ينال منها وهي اللحظة التي بادلته فيها الفتاة نظرات الإعجاب والتفاهم خاصة وأنها هي الأخرى لاتبحث سوى عن قضاء ليلتها بعيدا عن عيون الأمن رفض صاحب الشقة أن يتحول إلى وسيط في الدعارة فيما الصديق الذي أكرم خليلته بكثير من المال والخمر يرفض هو الآخر أن يشاركه أي كان خليلته إنهيار هرم الصداقة فيما هي حاولت إستمالة صاحب الشقة حتى لاتتلقفها سيارات الأمن من الشارع وتقضي ليلتها في مخافر الأمن. إرتفعت حدة النقاش من جديد لكن هذه المرة بلهجة حادة بين الأطراف ليصل الأمر إلى عراك بالأيدي حيث لم يتمالك صاحب الشقة نفسه خاصة بعدما تيقن بأنه أصبح يلعب دور الوسيط ليس إلا . إزدادت حرارة النقاش فحاول الصديق توجيه ضربة بواسطة سكين تفادها صاحب الشقة ليحمل هذا الأخير مطرقة هوى بها على رأسه لشل حركته وبسقوطه أرضا حمل سلاحا ووجه له طعنتين على مستوى القلب والبطن لحظتها كانت الفتاة قد غادرت البيت في هدوء كبير دون أن يعلم أحد بذلك و لم تترك داخل الشقة أي دليل لوجودها في المحاولة لطمس معالم الجريمة ضربة المطرقة و طعنات السكين كانت كافية لكي يلفظ أنفاسه، حيث عمد القاتل بعد ذلك إلى سلبه كل ما لديه و استولى على مبلغ مالي مهم ليحمل الضحية عاريا إلى مدخل إحدى الأزقة في محاولة منه إبعاد الشبهة عنه واتجه إلى المحطة الطرقية حيث امتطى الحافلة قافلا إلى مدينة أخرى لكنه نزل في حدود المنتصف ليعود إلى مكان ارتكاب الجريمة قصد ترقب الوضع التحريات تواصلت من طرف المحققين خاصة في أوساط بائعات الهوى ومرتادي المراقص الليلية حيث تمكن فريق منهم من الوصول إلى مقترف الجريمة عن طريق بائعات الهوى وبعد إجراء حراسة عليه تم ضبطه في إحدى الحانات التي تم اعتقاله من داخلها وبمواجهته بالحقائق رفض بداية الاتهام وأنكر أن يكون قد اقترف أي جرم إلا أن تضييق الخناق عليه قاده إلى الاعتراف بكل ماقام به حيث أحيل على المدعي العام رفقة خليلته تلك الليلة حيث تابعه من أجل جنايات الضرب و الجرح المؤديين إلى وفاة مع السرقة و إخفاء معالم الجريمة فيما توبعت هي من أجل الفساد وعدم التبليغ عن وقوع جناية وبعد مثولهما أمام المحكمة وإعلان الهيئة عن اختتام المناقشة أدانت المتهم ب25 سنة سجنا نافذا وغرامة نافذة قدرها 2000 درهم وتعويضا إجماليا لعائلة الضحية قدره 60000 درهم فيما أدان المحكمة الخليلة بالسجن سنة واحدة حبسا نافذا وغرامة قدرها 1000 درهم وهي نفس العقوبة التي أيدتها مؤخرا غرفة الجنايات الاستئنافية.