عاشت مدينة الجديدة حالة استنفار كبرى مباشرة بعد نهاية مباراة الدفاع الجديدي والرجاء، المؤجلة عن الجولة 15 من الدوري الاحترافي، والتي احتضنها ملعب العبدي مساء أمس الأربعاء، وآلت نتيجتها للفريق البيضاوي بأربعة أهداف لهدفين. وقد شهدت أغلب الشوارع المؤدية إلى ملعب العبدي انتشارا واسعا للأجهزة الأمنية وأفراد القوات المساعدة من أجل تأمين مغادرة الجماهير الغفيرة التي تابعت هذه المباراة. لكن ورغم التدابير الأمنية المشددة، فقد عرفت نهاية المباراة انفلاتا أمنيا على مستوى مدارة طريق مراكش، بعدما قامت بعض الجماهير برشق سيارات الأمن التي كانت مرابضة في عين المكان، كما تعرضت حافلة لنقل المسافرين كانت متجهة إلى المحطة الطرقية الى تهشيم واقياتها الزجاجية، مما تسبب في هلع ورعب ركابها. ولم تسلم حافلات النقل الحضري من اعتداءات بعض المحسوبين على الجماهير الرياضية، حيث تعرضت حافلتان كانتا تؤمنان تنقل المواطنين من الجديدة إلى أزمور وبالضبط بالقرب من ملعب الفروسية، للتخريب وتهشيم الزجاج، حيث أصيب مجموعة من الركاب بإصابات متفاوتة، وتم نقلهم بواسطة سيارات الإسعاف إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس لتلقي العلاجات الضرورية. وإلى جانب الاعتداءات التي تعرضت لها سيارات رجال الأمن وحافلات النقل الحضري وسيارات بعض المسؤولين في الفريق الجديدي، فقد اعترضت بعض الجماهير سيارة أحد الخواص بالقرب من ملهى «طازوطا»، والتي انقلبت وأصيب أصحابها بجروح. إلى ذلك فقد عبر مجموعة من المواطنين عن استيائهم من توقيت برمجة هذه المباراة، والذي حددته لجنة البرمجة في السادسة مساء، الشيء الذي صعب من مأمورية رجال الأمن في ضبط ومحاصرة شغب الجماهير وعرض حياة المواطنين للخطر وتسبب في تخريب ممتلكات الخواص. وأفادت مصادر أمنية لجريدة الاتحاد الاشتراكي أن عشرات المراهقين المحسوبين على جمهوري الرجاء والدفاع الجديدي تم توقيفهم، وقدر عددهم بأزيد من 40 شخصا، حيث فتحت عناصر الشرطة محاضر استماع معهم داخل مصلحة المداومة وأيضا داخل مقر الشرطة القضائية بالجديدة، في انتظار ما ستقرره النيابة العامة في حقهم بعد وضعهم رهن تدابير الحراسة النظرية والقضائية.