حضرت جماهير الرجاء، بعددها وعدتها، إلى المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، مساء أول أمس السبت، لمساندة فريقها في ذهاب ربع نهائي كأس زايد للأندية الأبطال، ضد النجم الساحلي التونسي، لكن الفريق الأخضر غاب وأخلف الموعد، فأحبط حوالي 25 ألف متفرجا ساندوه طيلة دقائق المباراة. وفي الوقت الذي كانت الجماهير تنتظر انتصارا كبيرا لفريقهم، خاصة وأن النجم الساحلي حضر من دون العديد من نجومه، منهم الشرميطي، يسقط النسر الأخضر بطلقتين، وهو ما سيكون له تأثير سلبي على معنويات اللاعبين في مباراة الإياب هناك في سوسة، وبذلك يكون النجم قد أكد تفوقه التاريخي على الرجاء الرياضي. وأصبح الفريق التونسي يشكل شبحا مخيفا للفرق المغربية، فقد سبق له أن أخرج الوداد الرياضي من الدور السابق من هذه المسابقة، كما أنه كان دائما لغزا محيرا لفريق الرجاء، الذي فشل للمرة السادسة في إعلان فرحه أمام هذا الفريق القوي والعريق في العديد من المسابقات (دوري الأبطال 2005، كأس الكاف، والسوبر سنة 1998). ولقن الفرنسي والناخب السابق الوطني السابق، روجي لومير، مدرب فريق النجم، درسا كبيرا في الانضباط التكتيكي للمدرب الإسباني كارلوس غاريدو، الذي كان عاجزا عن فك شيفرة لعب الفريق التونسي، بالرغم من كونها كانت واضحة وكانت تحتاج إلى قراءة جدية من مدرب الرجاء، الذي وكعادته اهتم بالاحتجاج على التحكيم عوض سد المساحات والشوارع، التي كان يتركها لاعبوه في الدفاع. واعتمد روجي لومير، الذي أشرف على تداريب النجم الساحلي منذ شهر فقط – على طريقة لعب الفرق التونسية – حيث اختار النهج التكتيكي (5 – 4 – 1)، وهو ما جعل الدفاع يتكون من جدارين قويين، مما صعب على لاعبي الرجاء اختراقهما. والخطير أن قوة الدفاع كانت تتحول إلى قوة عددية في الهجوم عند المرتدات عرفت كيف تستغل المساحات، والشوارع الكثيرة التي كان يتركها لاعبو الرجاء خلفهم. ومن هذه الشوارع سجل النجم التونسي هدفين، ظهر فيهما جليا ضعف الحارس بوعميرة الذي عوض أنس الزنيتي. وقد ارتكب حارس الرجاء عدة أخطاء بدائية سجل من إحداها الهدف الأول، فيما كان الهدف الثاني هدية من الوافد الجديد الكاميروني نغاه، الذي سلم، في سهو غريب، كرة لهجوم النجم الساحلي، معما بذلك جراح الرجاء في الدقائق الأخيرة من المباراة. وإلى جانب قصور المدرب غاريدو في قراءة المباراة، وعدم تغيير نهج لعبه خلال الشوط الثاني، ظهر جليا بأن لاعبي الرجاء خانتهم اللياقة البدنية، إلى الحد الذي جعلهم ينهزمون في كل النزالات الفردية، ووجدوا صعوبة كبيرة في مسايرة إيقاع لاعبي النجم، واللذين كانوا يعتمدون على السرعة والمفاجأة، وهو ما أنهكهم كثيرا، وظهر ذلك جليا في الشوط الثاني، وخاصة الدقائق 15 الأخيرة من المباراة. وساهم غياب الطراوة البدنية لدى أجنحة الرجاء، في جعل الهجوم من دون سقاء، قادر على إسقاط الكرات وسط مربع العمليات، سواء من طرف نناح أو حدراف،الذي تاه إلى الحد الذي لم يعد يعرف فيه حدود الملعب وخطوطه، وحار بين التمرير والتهديف، وبذلك غابت كل الحلول الممكنة. هزيمة الرجاء في ذهاب ربع نهائي أمام النجم الساحلي ستجعل المهمة في مباراة الإياب يوم 8 فبراير من الشهر القادم في مدينة سوسة صعبة، خاصة وأن الرجاء سيكون محاصرا بتاريخ النزالات مع النجم. وسيكون الإقصاء صدمة كبيرة لإدارة الفريق، الذي يعول على جوائز هذه المسابقة من أجل تجاوز كل الصعاب المالية.