في نطاق برامج عملها المعتمدة لتدبير ورش الذاكرة التاريخية الوطنية، أخذت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على عاتقها مسؤولية إخصاب وإنعاش وصيانة الموروث التاريخي والائتمان عليه، فكانت أن اضطلعت بإنجاز شبكة وطنية للفضاءات التربوية والتثقيفية والمتحفية للمقاومة وجيش التحرير ممتدة عبر التراب الوطني يصل تعدادها حاليا إلى 52 وحدة. هي فضاءات/أوعية/ وحدات تجسد بالملموس أوراشا واعدة ومعالم ثقافية شامخة حاضنة لفصول وأطوار الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية بما تختزنه من دلالات ومعان وقيم من شأنها إشاعة ثقافة الوطنية الحقة والملتزمة ومواقف المواطنة الفاعلة والمسؤولة في صفوف أجيال اليوم والغد. هي مبادرات وازنة تعضد صرح الفضاءات التربوية والتثقيفية والمتحفية للمقاومة وجيش التحرير التي تشرف المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على تدبيرها في سياق مشروع الشبكة الوطنية للفضاءات التي تعززت بتدشين الفضاء التربوي والتثقيفي والمتحفي للمقاومة وجيش التحرير بتافراوت، يوم الاثنين 24 نونبر 2014 ، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى 58 لانطلاق عمليات جيش التحرير بالجنوب والذكرى 57 لانتفاضة قبائل آيت باعمران. ويضم هذا الفضاء الواقع بالحي الإداري قرب دار الطالبة بتافراوت، رواقا لعرض الصور والوثائق التاريخية والمخطوطات والتحف والأدوات والمعدات التي تم استخدامها إبان فترة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وفضاء للتواصل وخزانة للكتب والمؤلفات الجامعة لذخائر ونفائس الإنتاجات الفكرية، وقاعة للمطالعة، وقاعة للتكوين والتأهيل على التشغيل الذاتي واعتماد أسلوب المبادرة الحرة وخوض غمار العمل المقاولاتي وإحداث منشآت صغرى ومتوسطة في صفوف أبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وكذا مرافق إدارية وصحية. وقد تم إنجاز هذا الفضاء بمساهمة كل من المجلس الإقليمي لتيزنيت والمجلس البلدي لتافراوت والفاعل الجمعوي عزيز أخنوش، الذي أسهم في تجهيزه وتزويده بالمعدات المكتبية وكذا المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير التي اقتنت الوعاء العقاري و تكلفت بتأثيث الفضاء بالصور والوثائق والمعروضات والقيام بمهام التسيير والصيانة وتنشيط الفضاء. وبهذه المناسبة، تم تكريم صفوة من الوطنيين والمقاومين من أبناء منطقة تافراوت، عربون وفاء وتقدير لخدماتهم الجلى وعطاءاتهم الثرة، مجسدين بنضالاتهم وبطولاتهم طيب الشمائل وسمو المقاصد التي بصمت مساراتهم الطافحة بالمواقف المبرورة والخدمات الجلى ويتعلق الأمر بتسعة من خيرة أبناء منطقة تافراوت وهم: * المرحوم الحاج علي المانوزي؛ المرحوم سعيد المانوزي؛ المرحوم الحاج احماد اخنوش؛ المقاوم المرحوم حسن الراجي؛ المرحوم إبراهيم المانوزي؛ المرحوم احمد اوكدورت؛ المرحوم احماد المانوزي؛ * المجاهد محمد اجار سعيد بونعيلات؛ * المجاهد ناضل الهاشمي. كما تم في نفس اليوم، تنظيم ندوة فكرية في موضوع: « دور منطقة سوس في الحركة الوطنية والمقاومة ضد الاستعمار: تافراوت نموذجا»، بمساهمة الأساتذة: * الدكتور احمد بومزكو: «ملامح من مقاومة الأطلس الصغير الغربي ضد الاستعمار»؛ * الدكتور عمر أمرير: «مساهمة منطقة تافراوت في ملحمة الاستقلال والوحدة»؛ الأستاذ محمد مستاوي: «الشعر الأمازيغي والمقاومة ضد الاستعمار الأجنبي؛» الأستاذ عبد الله كيكر: «معركة اكالفن: السياق والدلالات»؛ الأستاذ جامع بنيدير: «قراءة في كتاب «من رجالات سوس: احماد أولحاج أخنوش»؛ الأستاذ بدر عشري: «دور النخب المهاجرة السوسية في حركة المقاومة وجيش التحرير: تافراوت نموذجا».