اعتادت وسائل الإعلام في نهاية كل سنة، نقل وتدوين أهم الطرائف والإنجازات والأحداث التي شهدتها بعض المؤسسات، وبما أننا بصدد مدينة الدارالبيضاء، سندرج بعض الأشياء، لاندري هل هي طرائف أم إنجازات لكننا سننقلها كما حدثت. – في هذه السنة، أعلمتنا الجماعة الحضرية للدارالبيضاء، أنها ستنظم سباقا دوليا للدراجات، تحول المهرجان الذي أشرفت عليه شركة التنمية المحلية للدارالبيضاء إلى أكبر مهرجان “مسخرة ” في العالم، حيث أضحى أول نموذج عالمي لسوء التنظيم في الكرة الأرضية. – في هذه السنة أيضا سيطل علينا مسؤولو المدينة، ليخبرونا، بأنهم سيحدثون للساكنة، 100 ” طواليط ” كل واحدة ستنجز بستين مليون سنتيم. ماحول الخبر إلى نكتة كبيرة سارت الألسن بحكيها بكل تهكم وحسرة، والأهم أن المسؤولين لم يخبرونا أين سيتم إنجاز هذا المشروع السحري. – خرج علينا عمدة المدينة ليخبرنا بأنه سيفسخ عقدة تدبير النظافة مع الشركتين المكلفتين بهذا المرفق، لأن الرقم الذي تبتلعه الشركتان جد مكلف ويتعدى 55 مليار سنتيم، فعاود الصفقة بمعية فريقه العليم، ليحدد مايقارب 120مليار سنتيم لمن يريد تدبير هذا المرفق. – ملعب محمد الخامس، أشعرتنا الشركة المكلفة بإصلاحه بأنه سيتحول إلى مركب بمواصفات عالمية، ستفوق ملعب ويمبلي، وعند إغلاقه وفتحه سيظهر أنه تحول إلى مجرى لوديان من المياه . وفي كل مرة يطل علينا أحدهم ليخبرنا بأن الإنجازات لم تكتمل، للعلم، فإن الرقم المالي المخصص لإصلاحه يصل إلى 22 مليار سنتيم، ولا يعلم أي مسؤول كم تم إنفاقه إلى حدود الآن عن عدم إصلاحه، فالشركة قالت في وقت سابق، بأنها أنفقت 13 مليارا والولاية في بلاغ لها قالت 10 ملايير فيما خرج نائب العمدة، ليعلمنا، بأنه وعمدته لايعلمان شيئا عن هذه الإصلاحات، بل حتى الشركة « المصلحة » لم تطلب منهم أية رخصة للإصلاح. – من الإنجازات أو الطرائف أيضا، أن المجلس، طلب قرضا ماليا بقيمة 200 مليار سنتيم من البنك الدولي كي يسدد ما بذمته في ما يهم إسهامه في المشاريع الكبرى للعاصمة الاقتصادية، لنفاجأ بأن البنك الدولي يرفض صرف الشطر الأول من هذا القرض، لأن طالبي القرض لا يتوفرون على الضمانات الكافية، كون المجلس لم يحقق على الأقل المداخيل المالية التي اشترطها البنك عليه، ما دفع السلطات والمؤسسات المالية كالخزينة العامة إلى الدخول على الخط، وتشتغل بدلا عن المجلس، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مداخيل مالية. – عبر القناة الفرنسية فرانس 24، سيشعرنا مدير شركة التنمية المحلية الدار اليبضاء للتنشيط بأنه والجماعة الحضرية، سينظمان المعرض الرابع لبرنامج «الدارالبيضاء سمارت سيتي بباريس في شهر أبريل، ليشعروا العالم من هناك بأن الدارالبيضاء سمارت سيتي فعلا. ولم يتحدث هذا الصنديد عن كلفة العملية، ولماذا اختيار باريس وليس خريبكة أو طوكيو. – ومن أعتى الإنجازات المضحكات المبكيات، أن مدير عام شركة “الدارالبيضاء للتهيئة” يعلن في اجتماع داخل ولاية الدارالبيضاء أن شركته شركة خاصة، وليست شركة للتنمية، ليظهر بشكل مبطن أن هناك مدبرين هم مجرد “زفافيط” إذ كانوا يعلمون الجميع أن الشركة شركة للتنمية المحلية تابعة لمجلس المدينة¡ والحال أن هذا المجلس لا حول ولا قوة له أمامها، مهمته فقط أن يضخ لها الملايير في كل سنة، دون أن يسأل عن مآلها. لتنتهي السنة بسؤال المسؤولية الأخلاقية تجاه المواطنين وأمام من نحن؟ طرائف عديدة ومغربات، نابعة من “تجباد” عجيب، وتعنت نتائجه كارثية و”مسخرة” ستظل موشومة في الذاكرة.