اندلعت ألسنة اللهب بشكل مفاجئ، مساء أول أمس السبت 27 أكتوبر 2018، حوالي الساعة السابعة والنصف، بجزء من فضاء «بكار» الرياضي المتواجد بدرب السلطان، والذي تم «تفويته» إلى المهاجرين الأفارقة الذين يتوافدون عليه بمجرد دخولهم إلى المغرب قادمين من عدد من دول جنوب الصحراء، الذي يتخذونه ملجأ لهم ليلا، بينما يهيمون في الشوارع نهارا بحثا عن دراهم بهدف تجميع قدر من المال الذي قد يساعدهم على العبور إلى الضفة الأخرى. الحريق الذي شبّ في الفضاء المقابل للمحطة الطرقية لأولاد زيان، خلق حالة من الرعب والهلع، خاصة وأن شراراته الأولى رافقها انفجار قنينة غاز، قبل أن يتناهى إلى مسامع الساكنة المحيطة بالمنطقة، تواصل انفجارات قنينات غاز أخرى بشكل متقطع بين الفينة والأخرى، مع ارتفاع ألسنة اللهب التي عانقت السماء، حيث كانت النيران تنتقل من خيمة إلى أخرى لتأتي على مافيها. حادث استنفر مصالح الوقاية المدنية التي هرعت إلى المكان على عجل، شأنها في ذلك شأن سلطات عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، محلية وأمنية، وبذل رجال المطافئ ما بوسعهم لتطويق النيران وإخماد ألسنتها وهو ما تأتى بعد مدة، وساهم في ذلك كون العاصمة الاقتصادية كانت تعرف جوّا ماطرا آنذاك. نيران الحريق، وبحسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، قد تكون أتت على مابين 50 و80 خيمة بلاستيكية يأوي إليها عدد ليس بالهيّن من المهاجرين الأفارقة، مضيفة أن السبب في اندلاع الحريق قد يعود إلى سوء استعمال قنينة غاز من طرف أحد المهاجرين، لافتا الانتباه إلى أن عددا منهم تخصص في خلق «مطاعم» لتقديم وجبات، حيث يقوم بطهي مأكولات مختلفة ويبيعها لباقي المهاجرين، وعند وقوع الحادث امتدت النيران إلى باقي الخيام التي تلتصق ببعضها البعض، ولحسن الحظ لم تكن هناك خسائر بشرية. حريق «مخيم» أولاد زيان للمهاجرين غير الشرعيين الأفارقة، أعاد إلى الأذهان سيناريوهات حوادث أخرى سابقة شهدها هذا الفضاء ومحيطه، ورافقه طرح أسئلة الإيواء في ظروف تحفظ الكرامة من جديد، بالنظر إلى أن هذا «الملجأ» يبيت فيه المهاجرون المعنيون ويأكلون فيه ويقضون حاجاتهم الطبيعية في جنباته، وبالرغم من عمليات الترحيل التي باشرتها المصالح المختصة في وقت سابق، إلا أن أعداد المهاجرين تواصل تدفقها إلى هذه النقطة التي تعتبر تجمعا رئيسيا لهم !