اعتقلت مصالح الدرك الملكي التابعة للقيادة الجهوية لتطوان، يوم الثلاثاء 18 شتنبر الجاري، شخصين بتهمة تنظيم الهجرة السرية، على خلفية ما بات يعرف بقضية «فونطوم بليونش». وذكر مصدر مسؤول، أنه في إطار التحريات والتحقيقات المكثفة التي قامت بها عناصر الدرك الملكي التابع للقيادة الجهوية بتطوان، قصد الكشف عن كل من له صلة بالقارب السريع الذي قام بنقل عدد من المرشحين للهجرة السرية، يوم الاثنين 17 شتنبر الجاري، انطلاقا من شاطئ بليونش التابع لعمالة المضيقالفنيدق، تمكن المحققون من الوصول إلى الخيوط الأولى للقضية. وأشار المصدر إلى أنه مباشرة بعد انتشار الفيديو المذكور على مواقع التواصل الاجتماعي، تمكنت مصالح الدرك، وفي ظرف وجيز، من تحديد هُوية المنظم الرئيسي لهذه العملية، حيث تم توقيف شخصين آخرين يشتبه في كونهما قد ساعدا على تنظيم هذه العملية. وذكر المصدر، أن التحريات الأمنية، بعد الوصول إلى الجهات التي تقف وراء هذه العملية، تمكنت من تحديد هوية الأشخاص الذين هاجروا عبر الزورق السريع، حيث أبانت الأبحاث أنه جرى نقلهم من المدن المجاورة للمنطقة، التي تمت بها هذه العملية، وأنها لم تكن عملية منعزلة عن التخطيط والتدبير. وشدد المصدر، أن البحث مازال جاريا تحت إشراف النيابة العامة المختصة من أجل الكشف على كل من له صلة بهذه العملية. وجاء هذا بعدما تمكن زورق مطاطي سريع «فونطوم» من الوصول يوم الاثنين الماضي إلى شاطئ بليونش التابع لعمالة المضيقالفنيدق، بنفس طريقة «زودياك سيدي قنقوش» ضواحي طنجة الأسبوع المنصرم، ليحمل العشرات من شباب المنطقة، في رحلة قيل عنها إنها «حريك» مجاني نحو الضفة الأخرى. وكان شهود عيان في حادث «فونطوم بليونش»، قد أكدوا أنه تقريبا نفس الزورق بل ونفس الأشخاص الذين ظهروا في «فونطوم سيدي قنقوش» بطنجة، إذ أنهم كانوا يرتدون بدلات سوداء وحمراء، ويضعون خوذات على رؤوسهم، وقاموا بنقل مصطافين مجانا إلى الضفة الأخرى، وأكدت الشهادات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، أن بعض الشبان لاحظوا اقتراب القارب المطاطي السريع من الشاطئ، وكان راكبوه يدعونهم إلى الهجرة السرية مجانا. حادثتا سيدي قنقوش وبليونش، وبعد غزوهما الفضاء الأزرق، زكتا إشاعات «الحريك» المجاني بالمنطقة الشمالية، وهو ما دفع مجموعة من الشباب إلى النزول يوميا إلى شواطئ البحر، مثلما حدث مساء يوم الأربعاء المنصرم، عندما تجمهر عدد كبير منهم بشاطئ الريفيين، ضواحي مدينة الفنيدق، في انتظار اقتراب « الزورق المطاطي الحلم»، حيث ظلوا ينتظرون قدومه لعدة ساعات إلى درجة أن زورقا تابعا للبحرية الملكية كان يمشط المنطقة، خُيل لهم أنه هو الزورق المنشود !